(
MENAFN) أدى الجفاف الذي اجتاح سوريا بين عامي 2006 و2011 إلى هجرة جماعية من المناطق الريفية إلى المدن، حيث تم تهجير حوالي 1, 5 مليون شخص، معظمهم من الفلاحين الذين أصبحوا بلا عمل ولا دخل، وفقدوا الأمل في بداية حياة جديدة, ومع جفاف البلاد، جف دعم الحكومة للقطاع الزراعي، مما زاد من شعور الفلاحين باليأس, وقد مهدت هذه الكارثة البيئية الطريق لاضطرابات اجتماعية وسياسية أوسع ساهمت في سقوط نظام الأسد, ولعب الجفاف الذي ضرب الهلال الخصيب، الممتد من نهري دجلة والفرات إلى وادي النيل، دورًا محوريًا في إضعاف حكومة بشار الأسد, وعلى الرغم من أن الجفاف الناتج عن تغير المناخ قد يبدو في البداية غير مرتبط بأحداث جيوسياسية مثل سقوط نظام الأسد، إلا أن تأثير الجفاف طويل الأمد على القطاع الزراعي في سوريا ساهم بشكل كبير في إضعاف النظام, بدأ التدهور في النظام مع جفاف طويل في عام 1998، وكانت أسوأ فترة في الأعوام بين 2006 و2011، خاصة في المنطقة الشمالية الشرقية التي كانت تعتبر سلة غذاء البلاد, وقد كانت هذه المنطقة تنتج ثلثي محاصيل سوريا، وخاصة القمح، الذي كان أساسيًا للأمن الغذائي للبلاد.
وبحلول عام 2008، أصبحت سوريا، التي كانت مكتفية ذاتيًا في إنتاج الحبوب، مستوردة للقمح, وقد أثر الجفاف بشكل حاد على الاقتصاد السوري الذي كان يعتمد على الزراعة بنسبة 25% من الناتج المحلي الإجمالي, هذا الانهيار الاقتصادي أثر بشكل غير متناسب على ملايين السوريين في المناطق الريفية، بمن فيهم الفلاحين والرعاة الذين دُمرت سبل عيشهم, وكان حافظ الأسد، والد بشار، يدعم الفلاحين من خلال سياسات مدعومة من الحكومة، بما في ذلك الإعانات والتأمين ضد فشل المحاصيل, ومع ذلك، فقد قلب بشار الأسد هذه السياسات النيوليبرالية، مما ترك الفلاحين يواجهون مشاكلهم بمفردهم، بينما ازدهر الفلاحون الأثرياء, وكان هذا التحول في السياسات قد جعل سوريا عرضة لتفاقم أزمة المناخ.
كما تأثرت نظام الري في سوريا، الذي كان يعتمد على نهر الفرات وروافده، وخاصة نهر الخابور، الذي كان حيويًا للزراعة في منطقة الحسكة شمال شرق سوريا, ومع تغير المناخ، جف نهر الخابور، مما أدى إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي والمائي في البلاد, وإلى جانب الجفاف، زادت التوترات حول حقوق المياه مع الدول المجاورة, ففي السبعينيات من القرن الماضي، أدى تحويل سوريا لمياه نهر الفرات لري أراضيها إلى صدامات مع العراق، الذي كان يعتمد بشدة على المياه, وكاد النزاع يتصاعد إلى حرب قبل أن تتدخل الاتحاد السوفيتي لوقف التصعيد, وكانت هذه التحديات البيئية والجيوسياسية عوامل رئيسية ساهمت في سقوط نظام الأسد، الذي انتهى به المطاف إلى الهروب إلى موسكو في عام 2025.
MENAFN20012025000045015687ID1109107412
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.