ركاب الطائرات يتجنبون المقاعد الخلفية مع أنها الأكثر أمانا

(MENAFN- Al Watan) أثارت الحوادث الأخيرة للطائرات التساؤلات لدى كثيرين عما إن كان هناك مقاعد أكثر أمانا في الطائرات من غيرها؟
وكانت المفاجأة بأنه في وقت يرغب فيه كثيرون بحجز المقاعد الأمامية، فإن المقاعد الوسطية والخلفية كانت أكثر أمانا، حيث تعد المقاعد الوسطى في الصف الأخير الأكثر أمانًا على متن الطائرة وفق الإحصائيات.
ووجد تحقيق أجرته مجلة TIME، نظر في بيانات 35 عامًا من حوادث الطائرات، أنّ المقاعد الخلفية الوسطية للطائرة لديها أقل معدل وفيات، أي نسبة 28 %.
وتبدو المقاعد التي في الوسط أكثر أمانًا من مقاعد النافذة أو الممر، وذلك لوجود حاجز مؤقت يوفّره وجود شخصين على الجانبين.
وأظهرت دراسة أجرتها مجلة بوبولار ميكانيكس عام 2007 أن الركاب الذين يجلسون في الجزء الخلفي من الطائرة كانوا أكثر احتمالاً للبقاء على قيد الحياة مقارنة بمن يجلسون في الأمام، على الرغم من أن الفارق لم يكن كبيراً. وكان هذا صحيحاً خصوصاً في الحوادث التي تعرضت فيها مقدمة الطائرة لأضرار شديدة.
مستوى أعلى من الأمان
يعلق الدكتور عادل الشعيبي (أكاديمي متخصص في العلوم الفيزيائية) ((من الناحية الفيزيائية، من المعروف أن المقاعد الخلفية في الطائرات توفر مستوى أعلى من الأمان مقارنةً بالمقاعد الأمامية. ويعود ذلك إلى عدة عوامل علمية وتطبيقات هندسية تتعلق بتوزيع القوى أثناء الحوادث الجوية أو الطوارئ. في حالة حدوث تصادم أو اضطراب مفاجئ للطائرة، فإن القوى التي تؤثر على الطائرة تكون عادةً أقل في المؤخرة، وهو ما يقلل من احتمالية تعرض المسافرين في المقاعد الخلفية لإصابات خطيرة)).
وأضاف ((الدراسات التي أجريت على حوادث الطيران أظهرت أن الطائرات التي تتعرض لحوادث في الجزء الأمامي تتسبب في تأثير أكبر على الركاب في المقاعد الأمامية مقارنةً بالركاب في المقاعد الخلفية. وهذا يرتبط بشكل رئيس بموقع المحرك والهيكل الأمامي للطائرة، الذي يستقبل جزءًا أكبر من قوة التصادم)).
وحول عزوف كثير من الركاب عن اختيار المقاعد الخلفية، قال ((ربما يعود ذلك إلى خشيتهم من أصوات المحركات المزعجة، وهذا يعد من العوامل النفسية أكثر منه من القضايا الفيزيائية. صحيح أن المقاطع الخلفية قد تكون أقرب إلى المحركات في بعض الطائرات، مما يؤدي إلى زيادة مستوى الضوضاء، لكن الدراسات تشير إلى أن تأثير الصوت على راحة الركاب هو عامل ثانوي مقارنةً بالأمان الذي تقدمه هذه المقاعد. في الواقع، العديد من المسافرين قد يختارون المقاعد الأمامية تفاديًا للضوضاء، لكن هذا الاختيار لا يرتبط بشكل أساسي بالأمان بقدر ما هو مرتبط بتجربة السفر المريحة)).
وأكد أنه ((على الرغم من أن الأصوات قد تزعج بعض الركاب في المقاعد الخلفية، فإن الخيار الأكثر أمانًا من الناحية الفيزيائية يبقى في المقاعد الخلفية، خاصة في حال حدوث حالات الطوارئ)).
مخاطر
يحدد جاسم المغلق وهو ((مهندس سلامة)) 5 عوامل لمخاطر الطيران المدني، وهي:
01- الاصطدامات: وتعد أكبر مخاطر الطيران المدني، وتحدث عندما تصطدم طائرتان أو أكثر في الجو.
02- الأعطال التقنية: قد تؤدي الأعطال في الأنظمة الأساسية للطائرة إلى مشاكل خطيرة.
03- الظروف الجوية القاسية: مثل العواصف الجوية والعواصف الرملية التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان التحكم.
04- الهجمات الإرهابية: تعد من أخطر المخاطر، حيث يمكن أن تؤدي إلى تدمير الطائرة.
05- الأخطاء البشرية: تشمل الأخطاء في التوجيه والاتصالات والتحكم.
تحمل الاصطدام
من جانبه، يرى عبدالرحمن الشهري ((مهندس سلامة)) أن ((الجزء الخلفي من الطائرة يعد أكثر أمانًا، تليها المقاعد القريبة من الأجنحة، لأن المكونات الهيكلية القوية للأجنحة تجعل هذا الجزء من الطائرة أكثر قدرة على تحمل الاصطدام)).
الإخلاء الاضطراري
بدوره، شدد الكابتن طيار مشعل السديري على أن أكثر كراسي الركاب أمانا في حالة الارتطام، هي المقاعد الخلفية، وتليها الوسطى، وفي حال الإخلاء الاضطراري هي المقاعد عند أبواب الطوارئ أو القريبة منها.
وعلل كون المقاعد الخلفية أكثر أمانا بأن ((مقدمة الطائرة هي التي عادة تمتص الصدمات)).
ـ بيانات 35 عاما من حوادث الطيران أكدت أن المقاعد الوسطية الخلفية أكثر أمانا
ـ المقاعد الخلفية الوسطية للطائرة لديها أقل معدل وفيات أي نسبة 28 % من وفيات الطيران
ـ المقعد الأوسط في الخلف أكثر أمانًا من مقاعد النافذة أو الممر
ـ وجود شخصين على جانبي المقعد الأوسط يشكل حاجزا مؤقتا يوفّر حماية إضافية

MENAFN16012025000089011017ID1109099130