Thursday, 16 January 2025 12:58 GMT



استعادة خطاب الدولة الوطنية!

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) { من‭ ‬بين‭ ‬أخطر‭ ‬الاستهدافات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أغلبها‭ ‬أو‭ ‬كلها‭! ‬هو‭ ‬الخطاب‭ ‬العدائي‭ ‬تجاه‭ ‬مفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة،‭ ‬وتماسكها‭ ‬الشعبي،‭ ‬ودور‭ ‬جيشها‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الوطن،‭ ‬بنسيجه‭ ‬المتعايش‭ ‬والمنسجم‭ ‬رغم‭ ‬تعدديته‭ ‬الدينية‭ ‬أو‭ ‬العرقية،‭ ‬ليعلو‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬فوق‭ ‬ذلك‭ ‬خطاب‭ ‬الطائفية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أبعاد‭ ‬تمزيقية‭! ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬محاولة‭ ‬إحلال‭ ‬سلطة‭ ‬المليشيات‭ ‬وهيمنتها‭ ‬التفكيكية‭ ‬مكان‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة،‭ ‬بحسب‭ ‬الدستور‭ ‬والمواطنة‭ ‬والحقوق‭ ‬والمدنية‭ ‬لكل‭ ‬أطياف‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬أو‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬مجمل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬

{ هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التمزيق‭ ‬وإعلاء‭ ‬الصيغة‭ ‬الإرهابية‭ ‬والإيديولوجية‭ ‬المتخفية‭ ‬خلف‭ ‬عباءة‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬المذهبية،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬جندت‭ ‬له‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والحلف‭ ‬الأنجلوساكسوني،‭ ‬وقاده‭ ‬تحديداً‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬أوباما‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‭ ‬وبحسب‭ (‬مخطط‭ ‬ psd 11 ‭) ‬الذي‭ ‬كشفه‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭! ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المخطط‭ ‬آنذاك‭ ‬أن‭ ‬يسيطر‭ ‬‮«‬الإخوان‮»‬‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والمليشيات‭ ‬التابعة‭ ‬لإيران‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬سلطات‭ ‬وحكم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭! ‬وقد‭ ‬أدت‭ ‬إيران‭ ‬دورها‭ ‬كاملاً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬واستطاعت‭ ‬أن‭ ‬تمزق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ (‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بتشجيع‭ ‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني‭)! ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬تركيا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬سابقة‭ ‬بالتبني‭ ‬الكامل‭ ‬للمشروع‭ ‬الغربي‭/‬التركي‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الإخوان‮»‬‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مصر‭!‬

{ ‭ ‬اليوم‭ ‬تراجع‭ ‬المشروع‭ ‬التركي‭ ‬الطموح‭ ‬بمساعدة‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬الإخوان،‭ ‬كما‭ ‬أراده‭ ‬مخطط‭ ‬‮«‬أوباما‮»‬‭ ‬واليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصيب‭ ‬بمقتل‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬2013،‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬انتفضت‭ ‬ضد‭ ‬الحكم‭ ‬الإخواني‭ ‬برئاسة‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬مرسي‮»‬،‭ ‬فانكمشت‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬وإن‭ ‬مرحليا،‭ ‬وقدمت‭ ‬لغة‭ ‬التراجع‭ ‬والتصالح‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ربما‭ ‬بانتظار‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬أبداً‭ ‬مع‭ ‬انكشاف‭ ‬أجندة‭ ‬الإخوان‭ ‬الاستعمارية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬مخابرات‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وغيرهما‭! ‬

فهل‭ ‬تحاول‭ ‬تركيا‭ ‬استعادة‭ ‬حلمها‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬الراهنة؟‭!‬

{ كذلك‭ ‬خلال‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬رأينا‭ ‬وبسيناريو‭ ‬غير‭ ‬متوقع،‭ ‬كيف‭ ‬تساقطت‭ ‬‮«‬المنظومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬المليشياوية‮»‬‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬فشل‭ ‬مخطط‭ ‬‮«‬أوباما‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬استبداله‭ ‬بالصهيونية‭ ‬الدينية،‭ ‬وأطماعها‭ ‬التوسعية‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬العربية‭! ‬ولكأن‭ ‬التنافس‭ ‬الثيوقراطي‭ ‬الإيراني‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدى‭ ‬دوره‭ ‬المطلوب‭ ‬للمنظومة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الغربية،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬التخادم‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬إدراك‭ ‬إيران‭ ‬للتشجيع‭ ‬الغربي‭ ‬لها‭ ‬ولمليشياتها،‭ ‬للتمدد‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬عواصم‭ ‬عربية،‭ ‬فجاء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬اليوم‭ ‬ليبني‭ ‬لعبته‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تركه‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تمزق‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وليعلن‭ ‬شهيته‭ ‬التوسعية‭ ‬نحوها‭!‬

{ في‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬أفلتت‭ ‬دولتان‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬وهيمنة‭ ‬أتباع‭ ‬إيران‭ ‬وهما‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬ليرتفع‭ ‬صوت‭ ‬وخطاب‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬فيهما،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬الشكوك‭ ‬التي‭ ‬لاتزال‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الجولاني‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬الشرع‮»‬،‭ ‬والفصائل‭ ‬التابعة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التوجه‭ ‬المليشياوي‭ ‬السابق،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬خطابه‭ ‬المدني‭ ‬والحداثي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬لإظهار‭ ‬مدى‭ ‬جديته‭ ‬في‭ ‬تنفيذه‭! ‬أما‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬فمع‭ ‬بروز‭ ‬‮«‬جوزيف‭ ‬عون‮»‬‭ ‬رئيساً‭ ‬للبنان،‭ ‬و«نواف‭ ‬سلام‮»‬‭ ‬رئيساً‭ ‬للحكومة،‭ ‬فإن‭ ‬خطاب‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬وموثوقية،‭ ‬مع‭ ‬إصرار‭ ‬الاثنين‭ ‬لبسط‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬أراضي‭ ‬لبنان،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطلعات‭ ‬الكبيرة‭ ‬للشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬وعدم‭ ‬قبول‭ ‬المساومة‭ ‬عليها‭!‬

{ بخلاصة‭ ‬مقام‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬القصير،‭ ‬فإن‭ ‬التجارب‭ ‬والأحداث‭ ‬وكل‭ ‬وقائع‭ ‬السنوات‭ ‬والعقود‭ ‬الماضية،‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬لسلطة‭ ‬تجمع‭ ‬كل‭ ‬أطياف‭ ‬الشعب‭ ‬الا‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وجيشها‭ ‬الوطني،‭ ‬ودستورها‭ ‬التوحيدي،‭ ‬لكل‭ ‬أطياف‭ ‬الشعب،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬إرهاب‭ ‬وأطماع‭ ‬المليشيات‭ ‬خاصة‭ ‬التابعة‭ ‬للأجندات‭ ‬الخارجية؛‭ ‬وحيث‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لوجود‭ (‬دويلة‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭) ‬تمارس‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقتل‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬أو‭ ‬تمارس‭ ‬الهيمنة‭ ‬والتمزيق‭ ‬والإعاقة‭ ‬والتعطيل‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬لبنان‭! ‬أو‭ ‬تمارس‭ ‬التهديد‭ ‬للسلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬إيران‭ ‬اللبناني‮»‬‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬و«الحوثي‮»‬‭ ‬في‭ ‬اليمن‭! ‬كما‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للخطاب‭ ‬المليشياوي‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬المعارضة‮»‬‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الطموح‭ ‬الإخواني‭ ‬والطموح‭ ‬المليشياوي‭ ‬الإيراني‭ ‬وأتباع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فالوعي‭ ‬الشعبي‭ ‬العربي‭ ‬استيقظ‭ ‬وأدرك‭ ‬حقيقة‭ ‬هؤلاء‭! ‬

{ الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬بكل‭ ‬مؤسساتها‭ ‬المدنية،‭ ‬وحيثياتها‭ ‬التحديثية‭ ‬وحفاظها‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمزق‭ ‬أو‭ ‬انقسام‭ ‬أو‭ ‬محاصصة‭ ‬طائفية،‭ ‬أو‭ ‬ولاءات‭ ‬للخارج‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬أبنائها‭! ‬واستعادة‭ ‬خطاب‭ ‬الدولة‭ ‬وإعلاؤها‭ ‬هو‭ ‬المرتكز‭ ‬الأساس‭ ‬لمواجهة‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬استهداف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬به،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سيطرة‭ ‬سلطة‭ ‬المليشيات،‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬أحدثته‭ ‬من‭ ‬خراب‭ ‬ودمار‭ ‬وتقسيم‭ ‬وتمزق،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬فرحة‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني،‭ ‬واختبار‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬لمآلات‭ ‬الحكم‭ ‬الراهن،‭ ‬هما‭ ‬فرحة‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬انتظارها‭ ‬لنتائج‭ ‬الامتحان‭ ‬القادم‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وحدها،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬واليمن‭! ‬وكل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الطموح‭ ‬‮«‬الإخواني‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الإيراني‮»‬‭ ‬يريد‭ ‬العبث‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬بث‭ ‬الفوضى‭ ‬فيها‭ ‬الاستعادة‭ ‬حلم‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬من‭ ‬عشم‭ ‬إبليس‭ ‬في‭ ‬الجنة،‭ ‬بعد‭ ‬الانكشاف‭ ‬الكبير‭ ‬للجانبين‭! ‬نتمنى‭ ‬لسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وكذلك‭ ‬لكل‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬مزقتها‭ ‬الأجندات‭ ‬واثرت‭ ‬فيها‭!‬

MENAFN16012025000055011008ID1109096922


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.