Wednesday, 15 January 2025 09:53 GMT



صناعة السياحة وأثرها في التنمية الاقتصادية

(MENAFN- Al Watan) المملكة العربية السعودية؛ هذا البلد المضياف رمز الجود والكرم في المدن والأطراف في البوادي والأرياف، يد الخير الممدودة للقاصي والداني وكل الأطياف. إنها المبادئ الإنسانية النبيلة المستمدة من شريعة الله الخالدة، تفتخر الشعوب بأوطانها مصدر عزها وكرامتها وترتبط بتراثها، وتبرز بهذا كل جميل يعكس أصالة البلد وأهله، سواء كان سلوكًا يجسد الأخلاق الفاضلة المؤسسة للأجيال، أو من خلال انتمائها وحبها لكيانها. ويعكف الخبراء في البلدان المختلفة على إيجاد صيغ تدفع باتجاه تنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاتكاء على مصدر واحد؛ لما يشكله ذلك من خطورة بالغة، لا سيَّما إذا تقلص الطلب على المنتج الواحد، وبالتالي انحسار العائد، وما يتمخض عن ذلك من إرهاق للاقتصاد. رقي مستوى الإدراك في هذه الناحية يجب أن يحاكي ما تحتمه المرحلة على نحو يلامس الهموم المستقبلية ودور المواطن في التفاعل مع خطط الدولة الكريمة الهادفة للتأسيس السليم للأجيال القادمة، من خلال تهيئة بنية تحتية فكرية وثقافية تستوفي المعايير الإيجابية العالمية، لتنعكس إيجابا في الرقي والرفعة والازدهار ورفع مستوى الخدمات والثقة في جميع المجالات. ومع تسارع الطفرة النوعية الهائلة التي يشهدها وطننا الغالي فإن تعزيز هذا التوجه يوجب التعاون والتكاتف، فلا يمكن للمشاريع الخلاقة أن تثمر وتؤتي أكلها ويتاح لها العبور بمعزل عن حس المواطن المدرك المحرك والحاضن لكل رؤية مستقبلية طموحة.
البنية التحتية الصلبة بحاجة إلى السواعد للمحافظة عليها وتنميتها وتطويرها، بإدراك العقول بأهمية تنويع مصادر الدخل. ومما لا ريب فيه أن صناعة السياحة تعد أحد المفاصل البارزة والذراع المؤثرة في اقتصادات الدول التي تعول على هذا الجانب كثيرا. لذا فإن مفاتيح الإفادة والاستفادة تكمن في حرفية الأداء، وعلى الصعيد ذاته فإن حماية الآثار والاهتمام بالموروث التاريخي والذي تعتز بإبرازه الشعوب وتفخر بمعالمه كونه يشكل امتدادا للنسق الحضاري للأمم على اختلاف مشاربها التي أنشئت من أجلها تلك المعالم، في حين تبقى للتاريخ وللشعوب. وهو حق جمعي لا يمكن المزايدة عليه أو التقليل من قيمته لما للاعتبارات التاريخية من مكانة يستفاد منها للخبرة والعبرة والتأمل من خلال السرد المتواتر بمراحل الأمم. من هنا فإن المحافظة على الآثار واجب وطني يحتمه التزام الإنسان بالتصاقه بأرضه، وفي إطار المسؤولية الأدبية والأخلاقية تجاه هذا الإرث الذي تحيطه الأمم بالعناية والاهتمام لأبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية.
إدراك المعنى الخلاق لتبني علاقات إيجابية تستشرف بعد النظر والرؤية الثاقبة لتسطر إضاءاتها الباسمة على كل من يستشعر هذا الدور الوطني الخلاق. السياحة جسر التواصل ورسالة السلام المعززة للإخاء بين الشعوب والإلمام بثقافات الشعوب والارتقاء بالمستوى المعرفي، والجانب السياحي ما فتئ يبرز الصورة الجميلة ويعكس الحب والجمال والبساطة لأهل هذا البلد، وكلما كان التناسب بين النظرة المستقبلية والواقع في إطار المنطق والموضوعية كلما كان الوصول آمنًا، في حين أن خبرة السعوديين في مجال السياحة ضاربة في العمق كسائحين في شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه، أي أن المحاكاة الثقافية والخبرة بهذا الصدد تنسجم وتهيء لأرضية تدعم صناعة السياحة بمختلف فنونها.
إلى ذلك فإن الوضع اختلف من صيغة الضيف إلى المضيف، وحينما يدور الحديث عن السياحة يكون السؤال المهم عنصر الأمان ورخص الأسعار. إن دورنا كمواطنين يتجلى في الأخذ بعين الاعتبار للآثار الإيجابية التي تعود من السياحة للوطن والمواطن، ومن ذلك التيسير والتقليل من تكلفة الأسعار، فقليل دائم خير من كثير منقطع، فالسائح في ربوع الوطن حينما يجد أسعارا عالية، فإنك لن تكسبه إلا مرة واحدة، وبالتالي فإنه سيشرق أو يغرب عن مكانك المرة القادمة. ومن وسائل الجذب أيضا التحلي بالروح العالية والأخلاق الجميلة، ونقل الواقع المشرق للبلد بكل مآثره الجميلة، حينما نتعامل مع الآخر زائرًا كان أم مقيمًا عجوزًا أو ولدًا أو من غير أهل البلد، فتصنع الابتسامة فكرًا ويشكل نبل الأخلاق عنوانًا بارزًا لخصال ومآثر نعم للبلد ثقافة.
التعريف بتاريخ بلدك وآثاره يشكل ولا ريب عنصرًا مؤثرًا في مجال الجذب والتشويق مقرونًا بروح المبادرة، سابق الذهن في صنع التصور واترك الأثر الجميل لدى المتلقي، ولنكن رسائل مفعمة بالحب والسلام لكل راغب في زيارة وطننا الحبيب. إن تكامل الجهود يفضي إلى جودة النتائج وفق انسيابية التحقيق ومرونة الأداء، في ضوء المشاركة الفاعلة والحس الوطني الرفيع، يدا بيد نحو مستقبل مشرق مضيء، واستشراف للآفاق بتعزيز هذه الصناعة ودورها الإيجابي الفعال، وبالله التوفيق.

MENAFN15012025000089011017ID1109094811


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.