(
MENAFN- Alghad Newspaper)
بيروت - بعد تنافس محموم بين المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي الذي يحظى بدعم قوى
سياسية أبرزها الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله وتكتل "الاعتدال الوطني" ونواف سلام المدعوم من قوى المعارضة، كلف الرئيس اللبناني جوزاف عون سلام لتشكيل الحكومة.
وانشغل اللبنانيون خلال اليومين الماضيين بموضوع الحكومة اللبنانية الجديدة، على وقع لقاءات خاضها الرئيس عون مع الكتل النيابية، لمعرفة توجهاتهم في تسمية رئيس للحكومة، وما تسرب لللإعلام اللبناني عن تلك اللقاءات كانت الرغبة بتولي رئيس وحكومة جديدة، وغير تقليدية زمام الأمور، وعليه كلف عون سلام لتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان مرشحان لمنصب رئيس الوزراء انسحبا أمس من السباق على المنصب، وهما إبراهيم منيمنة وفؤاد مخزومي وصرحا بأن انسحابهما جاء "لإفساح المجال للتوافق على المرشح سلام".
ويتولى ميقاتي رئاسة الحكومة منذ عام 2021، وشغل هذا المنصب 3 مرات سابقا، وكانت الاستشارات التي أعقبت استقالة حكومة حسان دياب في العام ذاته قد منحته 72 صوتا، متفوقا بفارق كبير على منافسيه. بينما حصل سلام على صوت وحيد من النائب فؤاد مخزومي.
كما كان ميقاتي قد تولى رئاسة الحكومة للمرة الأولى عام 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، ثم كُلف بالمنصب عامي 2011 و2021. وعاد اسم ميقاتي إلى الواجهة كأحد أبرز المرشحين لتولي هذه الحقيبة في المرحلة المقبلة.
وتمكنت القوى المعارضة والمستقلة والتغييرية بدعم من "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" من التوافق سلام والذي حظى كذلك بتأييد من بعض الكتل النيابية والنواب المستقلين والتغييريين.
وسلام يجمع بين خبرة القاضي والدبلوماسي والأكاديمي. وشغل منصب سفير لبنان لدى الأمم المتحدة لعقد من الزمن، وكان ممثلا بارزا لبلاده في مجلس الأمن الدولي. وعام 2018، انتُخب قاضيا في محكمة العدل الدولية.
وعلى الصعيد المحلي، ساهم سلام في تطوير المشهد السياسي والقانوني اللبناني، وانتُخب عضوا في المكتب التنفيذي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين عامي 1999 و2002، وعينه مجلس الوزراء سنة 2005 عضوا ومقررا بالهيئة الوطنية لإصلاح قانون الانتخابات. ولعب دورا محوريا في إعداد مسودة قانون انتخابي جديد في مرحلة حساسة أعقبت انسحاب القوات السورية من لبنان.
وسياسيا، عاد اسم سلام إلى الواجهة بقوة عام 2020 حين طُرح كمرشح مستقل لرئاسة الحكومة عقب كارثة انفجار مرفأ بيروت، باعتباره خيارا حياديا وتكنوقراطيا قادرا على إدارة مرحلة استثنائية من تاريخ البلاد.
وكان المحلل السياسي نقولا ناصيف قال قبل تكليف سلام بتشكيل الحكومة إن لدى كلا المرشحين الرئيسيين ميقاتي أو سلام "بروفايل" خاص ومختلف وينتمي إلى مرحلة سياسية تختلف عن الأخرى، فيمقاتي بحسبه ينتمي إلى نادي رؤساء الحكومات السابقين مما يجعله جزءا من الطبقة السياسية التقليدية التي اعتادت على تولي رئاسة الحكومة.
أما سلام وفق ناصيف فيمثل وجها جديدا على الساحة السياسية، إذ لم يتولَ أي منصب حكومي سابق، إلا أن اسمه طُرح أكثر من مرة كمرشح لرئاسة الحكومة.
ويوضح ناصيف أن الوضع الحالي في لبنان يعد بمثابة اختبار حاسم بين الخيارات الممكنة لبداية العهد الجديد في ظل وجود توجهات سياسية متباينة وحسم الامر تماشيا مع توجه المعارضة بإختيار سلام، على عكس توجهات الفريق الآخر، وخاصة الثنائي الشيعي والذي نحى لدعم ميقاتي.
ويقول ناصيف، إن الحكومة المنتظرة تمثل اختبارا حقيقيا للعهد الجديد وانطلاقته، ومن شأنها الاختلاف عن حكومات الوحدة الوطنية التي تعوّد لبنان عليها في الماضي، لأنها كانت ائتلافية تقوم على المحاصصة وتقاسم المناصب".
ويضيف أن الحكومات السابقة لم تعكس إرادة الدولة بقدر ما عكست إرادة الأطراف السياسية.
وكان الأستاذ الجامعي والناشط السياسي علي مراد قال إنه من غير الصحي الاعتقاد بأن وصول سلام إلى السلطة سيؤدي إلى إرباك التوازنات السياسية، فذلك يتناقض مع المبادئ الديمقراطية، ويعد ضربا لفكرة احترام خيارات الناس وفرض ضغوط غير مبررة.
واعتبر أن تسمية سلام، بما يتمتع به من قيم شخصية وحضور دولي، تمنحه القدرة على قيادة المعركة الإصلاحية، وأن هذا يتماشى مع خطاب العهد الجديد والتوجهات الإصلاحية التي عبر عنها رئيس الجمهورية"، وأكد أنه يجب على الجميع احترام نتائج الاستشارات للكتل النيابية والنواب المستقلين.
وبرأيه، كان يشكل وصول ميقاتي لرئاسة الحكومة عائقا أمام العهد الجديد نظرا لما يحمله من تقاطعات سياسية وحزبية، ويوضح "لقد شهدنا كيف كانت إصلاحات إدارة ميقاتي خلال السنتين أو الثلاث الماضية، ولاحظنا ارتباطه الواضح بحزب الله وخياراته خلال الحرب.
وبرأيه يقول مراد إنه رغم أن ميقاتي عام 2025 قد يكون أكثر قدرة على التكيف، إلا أن هذه الخطوة تبقى غير مناسبة للبنانيين، إذ تعكس عودة الوجوه القديمة التي لا يحتاجها العهد الجديد للبنان.-(وكالات)
MENAFN13012025000072011014ID1109085715