(
MENAFN- Alghad Newspaper)
رهام زيدان
عمان- بينما شرعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية باتخاذ إجراءات بداية الشهر الحالي لإنشاء محطات لتزويد السيارات بالغاز الطبيعي الذي يعتمد عليه كوسيلة احتراق بديلة لمصادر الطاقة التقليدية، يؤكد خبراء أن مثل هذا المشروع يتطلب التوفيق بين شبكة من العوامل المرتبطة بالأمان والسلامة وتجهيز البنية التحتية وطرق التخزين.
ويشدد الخبراء على ضرورة تأمين الغاز لتلك المحطات من مصادر إنتاج الغاز ونقلها بسلاسة إليها في حال تدشينها مستقبلا في وقت تشير فيه التقديرات الرسمية إلى أن حجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي في جوف الأرض وقبل البدء بعمليات الحفر والتأهيل في المتوسط يقدر بـ11.990 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج نسبته 39 %، وبالتالي تبلغ الكميات المتوقعة مبدئيا والقابلة للاستخراج منه 4.675 ترليون قدم مكعب.
وتقدر الطاقة الإنتاجية لحقل الريشة بنحو 45 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وتسعى الشركة إلى زيادة إنتاجه ليصل إلى 50 مليون قدم مكعب عام 2025 و200 مليون قدم مكعب في عام 2030.
ويقدر حجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي في الحقل بـ9.39 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج %30، إذ تبلغ الكميات المتوقعة القابلة للاستخراج 2.835 ترليون قدم مكعب، في حين يبلغ أعلى تقدير لاحتياطي الغاز 14.600 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج 43 %، وتبلغ كميات الغاز القابلة للاستخراج 6.350 ترليون قدم مكعب".
ويتفق خبراء على أن استخدام الغاز بديلا للبنزين والديزل يسهم إلى حد بعيد في تقليص كلف التنقل بنسبة تصل إلى %30 مقارنة مع المصادر التقليدية، فضلا عن تقليص الآثار البيئية السلبية.
وأعلنت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في وقت سابق من هذا الشهر عن إعادة طرح شراء خدمات استشارية لدراسة إنشاء محطات تزويد المركبات بالغاز الطبيعي المضغوط أو المسال، وتحديد العمولة العادلة للشركات المهتمة بهذا النشاط حسب المواصفات والشروط.
وقالت الوزارة في رد على سؤال لـ"الغد" أمس "إن الغاية من طرح العطاء المشار إليه هو التمهيد لطرح المشروع كفرصة استثمارية للجهات الراغبة للاستثمار فيه، والمستهدف أن يكون لغاز الريشة حصة للمساهمة بالتزويد".
وكانت الوزارة طرحت العطاء لأول مرة في شهر أيلول(سبتمبر) الماضي، غير أن الشركات التي تقدمت في ذلك الوقت لم تستوف كامل الشروط.
الخبير في قطاع الطاقة هاشم عقل يقول "إن الغاز الطبيعي واحد من الحلول المتاحة لخفض فاتورة الوقود، إذ إن استخدام الغاز بحسب الدراسات يحقق وفرا يصل إلى %35-30 شهريا مقارنة باستهلاك البنزين"، مشيرا إلى أنه لا توجد في المملكة حتى الآن أي مركبات عاملة بالغاز الطبيعي.
اقتصاديا، يتيح الغاز الطبيعي توفير أثمان الوقود على أصحاب المركبات؛ وذلك بسبب انخفاض سعر الغاز الطبيعي مقارنة بالبنزين والسولار، كما أنها تقلل من عدد مرات الصيانة لأن عوادم الاحتراق للغاز نقية ولا تؤثر سلباً على المحرك، كما يتيح توفير كلف استيراد المشتقات البترولية على الاقتصاد الوطني.
أما بيئيا، فإن الغاز الطبيعي يخلو تماماً من الرصاص والشوائب الكبريتية ما يخفض معدل الانبعاثات الضارة الناتجة عن الاحتراق لذا يعد مصدرا آمنا، كما تتضاءل احتمالية اشتعاله مقارنة بأنواع الوقود الأخرى.
ويتم تصميم أسطوانة الغاز وفقًا للمعايير العالمية بحيث تتمكن من تحمّل الضغط العالي والصدمات، فيما يتوقف الغاز تلقائياً بمجرد توقف السيارة؛ وذلك بسبب منظومة الأمان المتبعة في التشغيل.
وبين الباحث في شؤون الطاقة عامر الشوبكي أن محطات تزويد المركبات وقطاع النقل بالغاز الطبيعي هي خطوة للدول التي تمتلك فائضا من الغاز الطبيعي للاستفادة منه بدلا من الاستيراد خصوصا في الدول التي تقل فيها المشتقات ذات الجودة العالية، وهي تجربة موجودة في مصر وبعض المناطق العراقية.
وبين أن التحول للغاز الطبيعي لا يتطلب استيرادا لسيارات من المصنع إلى الغاز، وإنما يمكن تعديل السيارات التي تعمل بالبنزين، وهو يساعد على توفير قيمة الوقود للمركبة سواء تعمل بالديزل أو البنزين وسيكون جيدا لقطاع النقل والشحن أيضا خصوصا ما بين عمان والعقبة، حيث سيوفر نصف تكاليف نقل الوقود ولن يضطر صاحب الشاحنة لاستبدال شاحنته، وإنما شراء منظومة يمكن أن يتراوح ثمنها ما بين 500 إلى 1000 دولار تركب على محرك الشاحنة.
وهذا يحتاج أيضا إلى بنية تحتية في المحطات من أجل تزويد المركبات بهذا الغاز، إضافة إلى تشريعات تضمن أمن وسلامة المواطنين وحركة النقل عند الاستخدام.
وزيرة النقل السابقة د.لينا شبيب قالت "الأردن تأخر في استخدام الغاز الطبيعي كمصدر نظيف للطاقة، والذي يتميز بإيجابيات عديدة من حيث الوفر وكذلك تقليل الانبعاثات الضارة التي تؤدي إلى التغير المناخي".
وقبل الدخول في هذا المجال، قالت شبيب "يجب اتخاذ بعض الإجراءات لغايات استخدام هذا الغاز في النقل، منها وضع تعليمات تمكن من استخدام الوسائط العاملة بالغاز بطريقة آمنة، لأن المركبة سيكون فيها أسطوانة غاز بدلا من خزان الوقود وهذا يتطلب إجراءات خاصة للسلامة.
ويتماشى هذا التوجة وفقا لشبيب مع الحديث عن إمكانية وجود كميات واعدة من غاز الريشة المحلي، مع إمكانية استخدام ذلك أيضا في الحافلات مع الأخذ بعين الاعتبار ارتفاعات الجسور والأنفاق من الناحية الفنية لتركيب الأسطوانات في هذه الوسائط وإمكانية مرورها من الأنفاق على سبيل المثال.
كما تجب أيضا مراعاة إمكانية تخزين هذا الغاز في محطات الوقود بخزانات خاصة كبيرة، مع أهمية التشديد على إجراءات السلامة في هذه المحطات التي سيسمح لها تزويد المركبات بالغاز بحسب شبيب التي أكدت أيضا أن الفوائد تزيد بشكل كبير عن العقبات التي يمكن أو تكون موجودة، خصوصا وأن هذا يندرج تحت إستراتيجية الطاقة النظيفة وهو يستخدم بالحافلات بشكل أكبر.
رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان قال"الفوائد الاقتصادية تتضاعف عبر تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز أمن الطاقة، إلا أن ذلك يحتاج إلى بنية تحتية وتدابير أمان صارمة".
ومقارنة الغاز الطبيعي مع البنزين والديزل من الناحية البيئية والانبعاثات الكربونية، قال الشوشان "الغاز الطبيعي ينتج كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى
%30-20 مقارنة بالبنزين والديزل عند احتراقه، أما البنزين والديزل فهما ينتجان مستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون، الذي يُعدّ المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري".
MENAFN12012025000072011014ID1109081468