Saturday, 11 January 2025 10:48 GMT



لماذا تتسابق شركات الطاقة النووية لتصنيع بطاريات صغيرة؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)

تتركز جهود شركات الطاقة النووية في السنوات الأخيرة على تصنيع المفاعلات الصغيرة، التي تتميز بأنها أرخص وأكثر أمانًا ومرونة. ومن المتوقع أن تسهم هذه المفاعلات بشكل كبير في جهود إزالة الكربون عبر مختلف القطاعات. وشهدت الطاقة النووية تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث حققت السنة الماضية وحدها خطوات هامة في تعزيز أهداف نشر الطاقة النووية في الولايات المتحدة، وإعادة تشغيل مفاعلات تاريخية، ونشر مفاعلات جديدة عدة.

وقد عزز هذا التقدم الأهداف المناخية الجديدة، حيث تسعى العديد من الدول الآن للحصول على مصادر أفضل للطاقة المتجددة لتحقيق أهدافها البيئية.
على الرغم من أن تطوير الطاقة النووية في أوروبا كان أبطأ نسبيًا مقارنة بالولايات المتحدة، إلا أن عددًا من دول الاتحاد الأوروبي، مثل رومانيا وفرنسا وبلغاريا، كثفت جهودها لشراء مشاريع نووية وزيادة الاستثمارات في هذا المجال.


تُستخدم المفاعلات النووية في مجموعة متنوعة من الصناعات مثل إنتاج النفط، توليد الكهرباء، التصنيع، وتحلية المياه. كما تُستخدم في مراكز الأبحاث ومحطات الطاقة النووية وفي دفع السفن مثل كاسحات الجليد والغواصات.


بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المنتجات الاستهلاكية الصغيرة، مثل الساعات وأجهزة كشف الدخان والمواد غير اللاصقة، التي تحتوي على كميات صغيرة من المواد المشعة.
في السنوات الأخيرة، تسعى العديد من شركات الطاقة النووية إلى تقليل أحجام المفاعلات بهدف زيادة إنتاج الطاقة الخالية من الكربون والمساعدة في تقليل اعتماد القطاعات على البطاريات الكهربائية.


ومن المتوقع أن تكون هذه المفاعلات الصغيرة بحجم حاويات الشحن تقريبًا، وأن تعمل بشكل أساسي كبطاريات صغيرة.

لماذا تركز الشركات النووية الآن على المفاعلات الصغيرة؟
تمتلك المفاعلات الصغيرة القدرة على توفير طاقة نظيفة، مع كونها أكثر موثوقية بكثير من المولدات التقليدية، حيث لا تحتاج إلى إعادة التزود بالوقود لسنوات. كما أنها تعتبر أكثر أمانًا بفضل ميزات الأمان السلبي، التي تقلل بشكل كبير من خطر الإطلاق الإشعاعي.

وتُعد هذه المفاعلات أرخص بكثير من المحطات الكبيرة، كما أنها تتمتع بميزة كونها وحداتية، حيث يتم تصنيعها في المصانع ثم تركيبها في المواقع المطلوبة كوحدات. ويمكن استخدام المفاعلات الصغيرة في العديد من الأغراض والصناعات، مثل تحلية المياه، التدفئة المركزية، القواعد العسكرية وغيرها.


ولا تتطلب هذه المفاعلات وجود عمال أو غرفة تحكم في الموقع لتشغيلها أو صيانتها، مما يسمح بعمليات أكثر استقلالية عبر القطاعات، كما يقلل من تكاليف العمالة.


كما أن أحد الأسباب الرئيسية لتحول شركات الطاقة النووية نحو المفاعلات الصغيرة في الوقت الحالي هو استبدال المولدات التقليدية التي تستخدم الوقود الأحفوري مثل الغاز والديزل، في محاولة لدعم جهود إزالة الكربون عالميًا.


وفي الوقت الحاضر، تُستخدم هذه الأنواع من مولدات الغاز والديزل في العديد من الصناعات مثل الزراعة، التصنيع، الرعاية الصحية، البناء، التعليم، النقل، والدفاع، من بين عدة مجالات أخرى. كما تُستخدم لأغراض محددة مثل منصات الحفر البحرية للنفط والغاز، وكذلك مراكز البيانات.

وبالتالي، يمكن أن يُسهم التحول إلى المفاعلات النووية الصغيرة بشكل كبير في مساعدة هذه الصناعات على تقليل انبعاثات الكربون وتقليل تأثيرها البيئي، ولو جزئيًا.

كما تزايدت شعبية المفاعلات الصغيرة بشكل ملحوظ مع توسع استخدامها في صناعة التعدين. حاليًا، تعتمد معظم المناجم على الديزل كمصدر رئيسي للطاقة لأغراض الحفر، مما يجعله مكلفًا للغاية ومسببًا للتلوث بشكل كبير. ومع ذلك، يمكن للمفاعلات الصغيرة معالجة هاتين المشكلتين بفضل توفيرها للطاقة النظيفة وأدائها الطويل الأمد.


تعد شركة "ويستنغهاوس نوكليار" (Westinghouse Nuclear) واحدة من الشركات الرائدة في ثورة المفاعلات الصغيرة، حيث تعمل على تطوير مفاعلها الصغير "إي فينسي" (eVinci). من المتوقع أن يتمتع هذا المفاعل بقدرة إنتاج حوالي 5 ميغاواط من الكهرباء لأكثر من ثماني سنوات دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.


ويهدف المفاعل إلى توفير طاقة آمنة وخالية من الكربون وقابلة للتوسع لمجموعة متنوعة من التطبيقات، مثل الجامعات، والمجتمعات النائية، ومراكز البيانات، والمراكز الصناعية، والعمليات الدفاعية. كما سيحتوي على قدرة لإنتاج الهيدروجين.

وقال جون بول، رئيس برنامج مفاعل "إي فينسي" الصغير في "ويستنغهاوس نوكليار": "في البداية، كانت الفكرة تتمثل في وجود أجزاء من الاقتصاد يصعب إزالة الكربون منها، خاصة المجتمعات النائية التي تعتمد على الديزل القابل للنقل، والذي يُعد مكلفًا للغاية. ولكن مستوى الاهتمام قد توسع بشكل كبير، ونعتقد أن هذا سيكون مجالًا للنمو الكبير"، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز.

لا تزال الطاقة النووية تواجه عقبات للوصول إلى التيار الرئيسي
وعلى الرغم من تحقيق الطاقة النووية تقدمًا ملحوظًا في دعم الأهداف المناخية العالمية، إلا أنها لا تزال تواجه قدرًا كبيرًا من المعارضة.


أحد القضايا الرئيسية التي تثير المخاوف هو إنتاج النفايات المشعة وسوء التخلص منها في العديد من الحالات. وقد أدى ذلك إلى تصاعد المخاوف بشأن المخاطر على صحة الإنسان والبيئة على مدار السنوات القادمة، في حالة تلوث هذه النفايات لموارد حيوية مثل المسطحات المائية والأراضي.


كما أن خطر الكوارث النووية، مثل كارثة تشيرنوبل وحادث محطة فوكوشيما داييتشي النووية، قد كان دافعًا كبيرًا وراء المعارضة ضد المشاريع النووية الجديدة والقائمة.
تتضمن المخاوف الرئيسية الأخرى خطر انتشار الأسلحة النووية، مما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية المستمرة. وتشمل المخاطر الأخرى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة بين عمال مناجم اليورانيوم.


ومع ذلك، فإن أحد أكبر العوائق أمام الطاقة النووية حتى الآن، والذي من المتوقع أيضًا أن يؤثر على إنتاج المفاعلات الصغيرة، هو تكلفة بناء المفاعلات النووية، والتي قد تصل غالبًا إلى مليارات الدولارات.


على الرغم من أن تكلفة المفاعلات الصغيرة أقل بكثير من المفاعلات النووية التقليدية، إلا أنها لا تزال تتطلب استثمارات كبيرة، بينما لا تمتلك سوقًا متطورة بشكل كبير بعد. وهذا يجعل من الصعب بشكل كبير العثور على مستثمرين، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي غير المستقر حاليًا، بحسب موقع يورونيوز.

MENAFN11012025000072011014ID1109079580


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.