Saturday, 11 January 2025 01:52 GMT



هل يطيح ترامب بنتنياهو؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)








في حين يتوجس الساسة والعامة على حد سواء، في الشرق الأوسط تحديدا، من تحالف قد يجمع سيد البيت الأبيض القادم بقوة، دونالد ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المأزوم سياسيا، بنيامين نتنياهو، وما يعنيه ذلك من ضرر وخراب قد يلحق بحقوق دول المنطقة وشعوبها، خصوصا الشعب الفلسطيني وقضيته المصيرية، فإن الأرجح أن الخلاف سيكون سيد الموقف بينهما، وقد يصل لمرحلة كسر العظم، لعوامل عديدة.
ومنها النرجسية التي تحكم سلوك كل منهما، والمعلوم أن النرجسي لا يستهوي من هو على شاكلته لأنه ببساطة لا يحب من يسرق الأضواء منه. ولكم أن تتخيلوا كيف سيتنافس ترامب ونتنياهو على دور البطولة في عيون المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة وحتى في إسرائيل. وللدلالة على العلاقة المتوترة بين ترامب ونتنياهو مؤخرا، فها هو الأول ينشر مقطع فيديو، عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال"، يتضمن شتائم إلى حد بعيد بحق الثاني، على لسان الخبير الاقتصادي جيفري ساكس، وهو ينتقد نتنياهو "متهما إياه بالتلاعب بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وبإشعال حروب لا تنتهي في الشرق الأوسط". وهذا ما دفع وسائل إعلام عبرية للحديث عن أن نتنياهو قد يلغي خططه لحضور حفل تنصيب ترامب في العشرين من الشهر الحالي.
ومنها أن ترامب، ورغم أنه قاد، خلال فترة ولايته الأولى، جهود الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان ودعم اتفاقيات أبراهام مع دول عربية، إلا أنه، وبعد أن خسر انتخابات 2020، انتقد نتنياهو بشدة لمسارعته في تهنئة خصمه الديمقراطي جو بايدن. ونظرا لشخصية ترامب التي لا تعرف الصفح، فلن ينسى لنتنياهو ذلك أبد الدهر.
ومنها أن ترامب لن يسمح لنتنياهو بالتلاعب بالولايات المتحدة، خصوصا فيما يتعلق بضخ المليارات لتمويل حروبه الهوجاء في الشرق الأوسط. وعليه، فسيعمل على تحجيمه، وقد يصل لمرحلة يدعم فيها خصومه للإطاحة به، ومن هو على شاكلته، خصوصا قطبي اليمين الإسرائيلي المتطرف؛ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
ومنها أن الحروب لدى ترامب ليست عسكرية، بل اقتصادية، لتصب في النهاية في مصلحة تعزيز النفوذ الاقتصادي لبلاده في العالم. وهو لذلك سيعمل على إيجاد البديل الأقل كلفة من نتنياهو على أموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة، خصوصا وأن اتفاقية المساعدات العسكرية الأميركية مع إسرائيل تنتهي العام الحالي، وسيكون ترامب هو صاحب القرار في مصير تجديدها.
ومنها أن ترامب يود تقديم نفسه على أنه البطل في صفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، وهو ما يعطله نتنياهو عبر تبني سياسة الشروط التعجيزية، الأمر المزعج لترامب الذي ينقلب بسهولة على من يقف حجر عثرة في طريق نجاحه.
ومنها أن ترامب لن يسمح لنتنياهو بجر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، مفضلا الحلول التفاوضية، التي يعارضها نتنياهو في سبيل تحقيق التفوق العسكري في الشرق الأوسط ضد خصومه.
ومنها أن ترامب يعلم أن غالبية اليهود في الولايات المتحدة، ومنهم كثيرون مؤيدون لنتنياهو، قد صوتوا لصالح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة الأميركية مؤخرا (أكثر من 75 بالمائة)، وهو ما سيبقى في ذاكرة ترامب في أي تعاملات مستقبلية مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي لا يأمن ترامب جانبها.
العوامل عديدة لاحتدام التوتر بين الرجلين، وصولا، في حال تفاقمها، إلى إزاحة ترامب لنتنياهو عن المشهد السياسي في إسرائيل، ودعم بديل قد يتجسد في السياسي والقائد العسكري الإسرائيلي، بيني غانتس، عدو نتنياهو اللدود الذي يحظى بشعبية كبيرة.
لكن السؤال يبقى: كيف يمكننا، عربا، الاستفادة من كل ذلك خدمة لمصالحنا؟

MENAFN10012025000072011014ID1109077553


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.