(
MENAFN) وصلت العلاقات بين تركيا وإسرائيل إلى أدنى مستوياتها، وذلك بسبب رد فعل تركيا على الصراع المستمر في غزة, على الرغم من وجود مصالح مشتركة بين البلدين في سوريا، خاصة في تقليص تأثير إيران، إلا أن العلاقات بينهما تواجه الآن واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخهما, الموقف المتشدد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل، لا سيما بعد الأعمال العسكرية في غزة، أدى إلى معارضة تركيا في المنتديات الدولية ودعم قوي لحركة حماس, وفي خطوة غير مسبوقة، قرر أردوغان قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، وهو قرار اعتقد الكثيرون أنه كان مستحيلاً.
في حين ان هذا التحول في سياسة تركيا أثار قلقًا في إسرائيل بشأن إمكانية أن تصبح تركيا خصمًا إقليميًا، مشابهًا لإيران, ومع ذلك، على الرغم من التوترات الحالية، لا يزال لدى البلدين علاقات سياسية منخفضة المستوى، ومن الممكن أن يغير أردوغان موقفه بمجرد انتهاء الحرب في غزة, طوال فترة حكمه، أظهر أردوغان قدرة على تغيير سياساته بشكل غير متوقع, ومع ذلك، حتى إذا تحسنت العلاقات، فإن الفجوة العميقة بين المجتمعات التركية والإسرائيلية ستجعل من الصعب إعادة بناء العلاقات, ولا تزال الرأي العام في كلا البلدين معاديًا، حيث يرى كل طرف الآخر تهديدًا رئيسيًا, دعم تركيا لتحرير فلسطين ورؤية إسرائيل لتركيا باعتبارها "العثمانيين الجدد" يعمقان الوضع, علاوة على ذلك، فإن دعوات إسرائيل لدعم الأكراد وتعزيز العلاقات مع اليونان وقبرص أثارت قلقًا في تركيا, هذا العداء ليس جديدًا، لكنه الآن مدعوم من الاضطرابات الاقتصادية والتجارية، حيث يجد رجال الأعمال في تركيا وإسرائيل أسواقًا بديلة لتجنب التعامل مع بعضهم البعض.
ولقد أنشأت خطوة قطع العلاقات التجارية واقعًا جديدًا يجعل من الصعب استعادة التجارة الثنائية, تبدو آفاق إعادة بناء العلاقات على المدى الطويل غير مؤكدة، ويجب على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية القيادة في المستقبل, في حين أن تركيا كانت تتمتع في الماضي بالميزة في هذه العلاقة، فإن التحولات الأخيرة في الديناميكيات الإقليمية، بما في ذلك تعزيز موقف إسرائيل بفضل اتفاقيات إبراهيم والتعاون في البحر الأبيض المتوسط، تشير إلى إمكانية تحول في ميزان القوى, ومع ذلك، مع مواجهة كل من البلدين لتحديات، بما في ذلك عدم الاستقرار في سوريا ومستقبل سياسي غير مؤكد في الولايات المتحدة، لا يزال الوضع غير مستقر، وأي تغيير في الديناميكيات قد يؤثر على علاقاتهما.
MENAFN09012025000045015687ID1109071282
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.