اتفاقية البوتاس.. نموذج لجذب رأس المال الأجنبي

عمان- ينظر للإعلان رسميا عن مشروع التوسعة بين البوتاس العربية وألبامارل الأميركية في "برومين الأردن" بقيمة تتجاوز 800 مليون دولار، على أنه نقطة مضيئة في سبيل تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي والتي تتمحور حول شعار "مستقبل أفضل".
وتشمل المشاريع المستقبلية للشركة التوسع في إنتاج البرومين، على توسيع المشاريع في المناطق الجنوبية، وبناء مجمع صناعي في العقبة، إضافة إلى زيادة إنتاج البوتاس بنسبة 35 بالمائة عبر تنفيذ مشاريع بقيمة 1.2 مليار دولار من أصل إجمالي استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار للسنوات الخمسة القادمة، بناء على مشاريعها الواردة باستراتيجيتها للأعوام الخمسة القادمة (2024-2028).
وتكمن أهمية تلك الاتفاقية في استقطاب جذب رأس المال الأجنبي، خصوصا أن المملكة تتمتع بأمن واستقرار سياسي، واستقرار بسعر الصرف، ما يمكن المستثمرين من التنبؤ بالعوائد لقطاع التعدين عموما وباقي القطاعات الأخرى.
ولتلمس أهمية خطوة شركة البوتاس العربية يجب التطرق الى اتساقها ورؤية التحديث التي تقوم على ركيزتين استراتيجيتين: النمو المتسارع من خلال إطلاق كامل الإمكانات الاقتصادية، والارتقاء بنوعية الحياة لجميع المواطنين، كما تشكل الاستدامة ركنًا أساسيًّا في هذه الرؤية المستقبلية.
ويمكن للأردن أن يحقق من خلال الركيزة الأولى قفزات نوعية في النمو الاقتصادي واستحداث فرص عمل، مع النموّ المستمر لصافي دخل الأفراد. ويمكن أن يصل من خلال الركيزة الثانية إلى تحسين نوعية الحياة بشكل ملموس ليكون في طليعة دول المنطقة في هذا المضمار.
بالعودة الى اتفاقية مشروع التوسع في "برومين الأردن"، فقد جاءت الخطوة منسجمة مع الرؤية الاستراتيجية لقطاع التعدين لعام 2033، والتي تقوم على العديد من الاهداف كون الأردن في مصاف 5 دول تعد الأكثر جذبا للاستثمارات في مجال التعدين في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كذلك من أهم الدول التي تستخرج البوتاس والفوسفات وتسوق حلول المنتجات القائمة على البروم.
ويعمل في قطاع التعدين 9.3 ألف عامل، ورغم أن هذا العدد قليل مقارنة بما في القطاعات الاخرى الا أن معدل انتاجية الموظف في القطاع عالية، اذ يبلغ معدل الناتج المحلي الاجمالي للموظف 72.6 ألف دينار.
كما يعد قطاع التعدين مساهما مهما في مجال التصدير بالأردن، اذ تمثل صادراته 10.4 % من إجمالي الصادرات الأردنية.
وفي سياق التحديات التي تواجه قطاع التعدين في مجالي الطاقة والمياه، وجه جلالة الملك عبدالله الثاني، في 2 نيسان 2024، الحكومة لتسهيل مشاريع شركة البوتاس العربية في قطاعي المياه والطاقة، بما في ذلك مبادرات الطاقة الشمسية، لتعزيز تنافسيتها في الأسواق العالمية.
كما دعا جلالة الملك إلى تسريع العمل بمشاريع التوسع والاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية ومشاريع الطاقة المستدامة، التي تتوافق مع التزامات الأردن البيئية.
وشدد جلالته على أهمية إعطاء الأولوية للقطاعات التي تحقق قيمة اقتصادية مضافة وتوفر فرص عمل، مؤكدا أهمية عمل الحكومة وشركة البوتاس على دراسة فرص التعاون والاستثمار لتطوير حقل غاز الريشة بعد الانتهاء من أعمال الاستكشاف.
ويعد مشروع التوسعة الجديد أحد أهم المشاريع المستقبلية التي تعتزم شركة البوتاس العربية تنفيذها بهدف زيادة النمو والتوسع في الصناعات الكيميائية المتخصصة، باعتبار أن المشروع سيسهم في زيادة إيرادات الشركة وتعزيز ربحيتها.
وتعكس اتفاقية الشراكة، بين شركة البوتاس العربية وشركة ألبامارل الأميركية بتنفيذ استثمار مشترك، عمق واتساع الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة الاميركية والأردن، حيث يمكن التركيز عليها من جانبين هما العلاقة الإيجابية التي تم بناؤها بين الشركتين والتي امتدت لما يزيد على خمسة وعشرين عاماً، وثانيا قوة الشراكة التي تجمع الولايات المتحدة والأردن على مدار 75 عامًا.
وفي هذا الاطار، قال رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان لدى رعايته توقيع الاتفاقية إن شركة البوتاس العربية واحدة من الشركات الصناعية الرئيسية في المملكة والتي تساهم بشكل فاعل وإيجابي بتحسين الواقع الاقتصادي للمملكة".

MENAFN06012025000072011014ID1109060419