(
MENAFN- Alghad Newspaper)
عواصم - فيما يتباهى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين
نتنياهو بما حققه من قتل للمدنيين وعدوان منقطع النظير وحصده آلاف الأرواح جلهم من الاطفال والنساء والمدنيين في عدوان على غزة ما زال مستمرا منذ 15 شهرا، وعلى لبنان، الا أنه لم يتطرق في أي
تصريح صحفي من تلك التصاريات التي يتبجح بها ليل نهار على كافة وسائل الاعلام المتامهية معه داخل كيان الاحتلال وبعض وسائل الاعلام الاميركية، للخسائر الكبيرة للكيان المحتل.
ومن أرز تلك الخسائر الهجرة المعاكسة التي أدارت العجلة في الكيان المحتل من دولة تطمح للم شمل يهود العالم. الى دولة طاردة لهم فقد بلغ عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل منذ بدء العدوان على غزة إلى 600 ألف حسب سلطة الإسكان والهجرة بوزارة داخلية الاحتلال، ووفق مراقبين فإن العدد قد يكون أكبر من ذلك.
العدوان المتواصل على غزة، وقتل الابرياء خاصة الاطفال صور قلبت موازين العالم، فالكثير من الدول وشعوبها ممن كانوا من الداعمين للكيان المحتل انقلبوا عليه، وجابت التظاهرات كل بلدان العالم، خاصة أوروبا والولايات المتحدة، واللتان تعدان أكبر دول العالم دعما، لتل أبيب، وانقسمت العديد من تلك البلدان وعلى رأسها الولايات المتحدة لحزبين، أحدهما السلطة ممثلة بالبيت الابيض، والداعمة بلا حدود لكيان الاحتلال في عدوانه المتواصل على غزة، والسلطة الثانية الشعبية وقوامها جيل الشباب الاميركيين الذين لم تعد تنطلي عليهم، أحابيل الصهيونية العالمية وآلتها الاعلامية التي كانت تعمل ليل نهار للاستحواذ على عقول آبائهم بأنهم مظلومون، وأنهم ديمقراطيون وسط غابة عربية من الدكتاتورية، وأنه بغياب الدعم، ستجرفهم دوامة العنف في الشرق الاوسط.
مقابل النزيف البشري غير المسبوق في تاريخ إلاحتلال، شهدت آلته الحربية خسارة مماثلة. فقد كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن بين دوافع قبول إسرائيل باتفاق وقف النار مع حزب الله في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، الوضع الصعب للقوات الجوية الإسرائيلية. وأشارت إلى أن نتنياهو ذكر في تبريراته للقبول بالاتفاق كان "الحاجة إلى تجديد مخزون الأسلحة والمعدات".
وأشار المراسل العسكري للصحيفة، آفي اشكنازي، إلى أن "التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل في اليوم التالي لوقف إطلاق النار ليس في لبنان، بل في الولايات المتحدة وألمانيا. تحتاج إسرائيل إلى استخدام قدرات جيشها في عمليات الشراء الضخمة لأنظمة الأسلحة والطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات والمدافع والصواريخ وأنواع مختلفة من الأسلحة".
وعلى أهمية المعدات الحربية في ضمان التفوق الحربي للاحتلال، فإن الأثمان البشرية للحرب بقيت متصدرة الخطاب السياسي الإسرائيلي. وتقول إحصاءات وزارة الدفاع الإسرائيلية في هذا الصدد إن هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) أدى إلى مقتل ما يقرب من 1163 من العسكريين والمدنيين، في الكيان المحتل، وأصيب أكثر من 1941 آخرين، من بينهم حوالي 360 في حالة حرجة أو خطيرة. كما قتل العشرات من دول أجنبية، وتم اختطاف 251 شخصا إلى قطاع غزة، بما في ذلك جنود وضباط من الجيش وأجانب، لكن معظمهم إسرائيليون.
وحسب بيانات الوزارة الإسرائيلية، قتل مسلحو القسام في اليوم الأول للهجوم المفاجئ، 301 من الجنود الإسرائيليين و55 عنصرا من الشرطة الإسرائيلية و10 من أفراد جهاز الأمن العام "الشاباك". وبحسب المعلومات والبيانات التي سمح بنشرها الجيش الإسرائيلي قتل منذ بداية الحرب على غزة 816 جنديا وضابطا من الجيش والوحدات الاحتياطية، بينهم 384 قتلوا بالمعارك البرية بالقطاع، وأصيب 5477 جنديا وضابطا بجروح متفاوتة، المئات منهم وصفت حالتهم بالخطيرة.
أما على الجبهة الشمالية مع لبنان، فقتل131 جنديا ومدنيا وعنصر أمن حسب المعلومات التي سمح بنشرها، الا أن مراقبين يؤكدون أن العدد أكبر من ذلك، وأن الاحتلال يخفي العدد الحقيقي، خوفا معارضة الجبهة الداخلية في الكيان المحتل.
وأظهرت بيانات قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن القسم استقبل خلال عام الحرب أكثر من 16 ألف جريح من رجال ونساء بالجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، بينهم 1500 أصيبوا مرتين خلال القتال، في حين ارتفع عدد من يحصل على خدمات من قسم التأهيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) بأكثر من 20 %، ليبلغ إجمالي المسجلين بالقسم حوالي 74 ألف عسكري.
على الجانب المالي، بلغت تكلفة الحرب 106.2 مليارات شيكل (29.1 مليار دولار)، بحسب المحاسب العام لوزارة المالية الإسرائيلية، يهالي روتنبرغ، علما أن بعض التكاليف ستدفع في وقت لاحق، مثل الأسلحة والمدفوعات للموردين وإعادة الإعمار. ولتمويل هذه التكاليف، اقترضت وزارة المالية الإسرائيلية الأموال بمعدل غير مسبوق تقريبا، فقد قفز رصيد ديون الاحتلال من 1.04 تريليون شيكل نهاية عام 2022 إلى 1.25 تريليون شيكل في النصف الثاني من عام 2024. وبدا محافظ بنك إسرائيل البروفيسور أمير يارون، أكثر وضوحا بشأن تكاليف الحرب، حيث قدر أنه بحلول عام 2025 ستصل إلى 250 مليار شيكل (70 مليار دولار).
وفي باب الخسائر المادية الجانبية، تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تعطيل هجمات الحوثيين ميناء إيلات مع انخفاض كبير في عدد السفن القادمة إليه، كما سجلت السلطات إحراق نحو 55 ألف فدان من الغابات والمحميات الطبيعية والحدائق والأراضي المفتوحة في شمال الكيان وهضبة الجولان، إلى جانب خسارة الدخل سواء من السياحة الوافدة بما يقارب 18.7 مليار شيكل (5.2 مليارات دولار)، أو من السياحة الداخلية التي تأثرت بما يقارب 756 مليون شيكل (210 ملايين دولار)، خاصة في المنطقة الشمالية.-(وكالات)
MENAFN30122024000072011014ID1109042613