(
MENAFN- Kuwait News Agency (KUNA))
الكويت - 30 - 12 (كونا) -- شهدت الدول العربية العديد من الأحداث المهمة في عام 2024 الذي شارف على الانتهاء أبرزها حصول فلسطين على مقعدها الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتنضم إلى 193 عضوا بالأمم المتحدة وعقد قمم عربية وإسلامية طارئة في ظروف استثنائية تعصف بالمنطقة.
وتوجهت بوصلة التحركات العربية لوضع قضايا الأمة على رأس قائمة الأولويات الدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة واتساع رقعة الصراع إلى لبنان مرورا بسقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وبعد 14 عاما من اندلاع الثورة السورية شهدت الأوضاع هناك تطورا سياسيا وميدانيا بدأ باشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية سيطر على إثرها مسلحو هذه الفصائل على عدد من المناطق في الشمال لا سيما في حماة وإدلب وحلب قبل إعلان الفصائل سيطرتها على مدينة حمص والعاصمة دمشق وإعلان إسقاط نظام الأسد الذي منحته السلطات الروسية وأفراد عائلته حق اللجوء لدواع إنسانية.
وأكدت الدول العربية موقفها الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتحقيق تطلعاته ووحدة وسلامة الأراضي السورية حيث شددت على دعمها لعملية انتقال سلمية سياسية تلبي طموحات الشعب.
وفي غزة أدت الحرب المتواصلة إلى إبادة أكثر من 10 في المئة من سكان القطاع ما بين شهيد ومفقود وجريح وأسير إذ ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9900 مجزرة مروعة واستخدمت نحو 90 ألف طن من المتفجرات وشطبت حوالي 1410 عائلات فلسطينية من السجل المدني ودمرت ما يقارب 80 في المئة من المباني السكنية.
وكذلك اعتمد برلمان الاحتلال (كنيست) في 28 أكتوبر 2024 تشريعا بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا ) في الأرض الفلسطينية المحتلة وأخطر الاحتلال في أعقاب ذلك الأمم المتحدة رسميا بإلغاء الاتفاقية التي تنظم علاقاته مع الوكالة منذ عام 1967.
كما ارتكب الاحتلال عمليات اغتيال واسعة في فلسطين ولبنان وإيران طاولت رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية خلال زيارته إلى العاصمة الايرانية طهران في اغسطس الماضي والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارات عنيفة على منطقة (حارة حريك) وسط الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وتقدم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه باستقالة حكومته في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وقضيته من هجمات شرسة وغير مسبوقة فيما كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة.
وفي لحظة تاريخية شهد شهر سبتمبر الماضي حصول فلسطين على مقعدها الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتنضم بذلك إلى 193 عضوا بالأمم المتحدة.
وتبنت الدول العربية مبادرات وقادت وساطات تهدف إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة ووضع حد للانتهاكات المتواصلة ودعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي 6 فبراير الماضي أصدرت اللجنة المنبثقة عن المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية برئاسة دولة الكويت تقريرا تضمن 19 إجراء عمليا لإيقاف جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
واحتضنت البحرين في مايو الماضي أول قمة عربية تعقد فيها في خضم هذه الظروف الاستثنائية التي تعصف بالمنطقة بحضور عربي غير مسبوق في خطوة تستهدف تعزيز التعاون العربي لمواجهة كل التحديات في المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار ووحدة الكلمة.
وتصدرت القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة العربية الذي شمل جملة من القضايا الشائكة والحساسة إضافة إلى ملفات أخرى عديدة بينها التضامن مع لبنان ودعم السلام والتنمية في السودان.
وأكد بيان القمة الختامي ضرورة إيقاف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه وإزالة جميع المعوقات وفتح جميع المعابر أمام إدخال مساعدات إنسانية كافية لجميع أنحائه وتمكين منظمات الأمم المتحدة من العمل.
وجدد البيان الرفض العربي القاطع لأي محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه بقطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية كما دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإيقاف إطلاق النار الفوري والدائم.
في اتجاه مواز اعتمد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني - العربي الذي عقد في بكين مايو الماضي (إعلان بكين) وبيانا مشتركا بين الجانبين بشأن القضية الفلسطينية حيث أعرب عن القلق العميق لدى الصين والدول العربية إزاء الصراع الذي طال أمده في غزة والذي أدى إلى أزمة إنسانية.
وجدد (إعلان بكين) تأكيد مواصلة الصين والدول العربية دعم بعضهما بعضا في المصالح الأساسية وتعميق التعاون العملي وتوضيح مواقفهما المشتركة بشأن الحل السياسي للقضايا الإقليمية الساخنة والحوار بين الحضارات والحوكمة العالمية.
كما كثفت الدول العربية حضورها بشكل ملحوظ خلال الدورة العادية ال79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في سبتمبر الماضي على مستوى الوزراء والمسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى.
كما التأمت في العاصمة السعودية الرياض في نوفمبر الماضي أعمال القمة العربية - الإسلامية غير العادية للخروج بموقف عربي إسلامي موحد في مواجهة استمرار العدوان على غزة ولبنان وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة لا سيما الأزمات الإنسانية المتفاقمة.
وقررت القمة تكليف وزارات خارجية السعودية وقطر والأردن وفلسطين ومصر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وأية دولة أخرى مهتمة وأميني منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ببدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في المنظمة والجامعة لإيقاف الحرب على غزة والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.
وتضافرت جهود الدول العربية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني عبر عمليات إنزال جوي لمساعدات طبية وغذائية إلى جانب المشاركة في تحالف دولي يضم عددا من الدول بينها الولايات المتحدة وهولندا وفرنسا لإسقاط المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية على قطاع غزة.
في المسار التنموي عمدت الدول العربية خلال العام الماضي على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والمشروعات التنموية في ظل تزايد حدة الضغوط على الاقتصاد في المنطقة العربية والأزمات الخانقة التي خلفتها اتساع رقعة التوتر الجيوسياسي.
وبينما تفاقمت معاناة عدد من الدول العربية من جراء الديون المتراكمة حققت دول عربية قفزات ملموسة انعكست تقدما في المؤشرات الدولية المتخصصة إضافة إلى إطلاق مشاريع عملاقة في عدد من المجالات.
ووسط مساع من جامعة الدول العربية لتجميع دولها في إطار تحرك اقتصادي متكامل عملت الدول العربية على توسيع شراكاتها الدولية على المستوى الاقتصادي والتنموي وتعزيز التعاون والتشاور والتنسيق للوصول إلى مرحلة التكامل الاقتصادي العربي إضافة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية في جميع المجالات.
وفي هذا الإطار أسفرت الدورة ال117 لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية الذي انعقد في يونيو الماضي عن عدة قرارات أبرزها الموافقة على قيام الاتحاد العربي للتجارة الالكترونية بتنفيذ البوابة الالكترونية للتجارة العربية.
كما اعتمد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني - العربي خطة تنفيذ وثائق منتدى التعاون الصيني العربي (2024 - 2026) لتعزيز بناء آلية المنتدى خلال تلك الفترة وتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في مجالات مثل السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتمويل والبنية التحتية والموارد والبيئة والتبادل الثقافي والفضاء الجوي والتعليم والصحة.
ووقعت مصر أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخها لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة في الساحل الشمالي بشراكة استثمارية مع الإمارات.
وبحسب تقرير لشركة (إرنست آند يونغ) استحوذت منطقة دول مجلس التعاون الخليجي على أغلبية صفقات الدمج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي نمت 4 في المئة خلال العام الماضي.
من جهة أخرى تبنت جامعة الدول العربية مواقف مهمة تجاه القضايا التي تهم المنطقة بالتزامن مع قيادة دول عربية حراكا لاحتواء التوترات وحلحلة الملفات العالقة في الوطن العربي ضمن كيانات دولية وإقليمية لا سيما إيقاف القتال المستمر في السودان.
ولا تزال الدولة السودانية ترزح تحت تداعيات الحرب الدائرة والأوضاع الإنسانية المتردية فيما تتواصل محاولات جامعة الدول العربية لدعم جهود حقن دماء الشعب السوداني وضمان التنفيذ الكامل لاتفاق جدة الموقع في مايو 2023.
كما يتواصل تعثر العملية السياسية في ليبيا في ظل توتر الوضعين العسكري والسياسي في البلاد وتداعيات تلك الأوضاع على الشأن الاقتصادي ووتيرة الإنتاج النفطي وذلك بالتزامن مع تسارع جهود إحياء العملية السياسية.
إلا أن ديسمبر 2024 شهد اتفاق مصالحة بين إثيوبيا والصومال بوساطة تركية في مسعى لإنهاء التوترات بين البلدين الجارين بعد أشهر من التوترات المتصاعدة في منطقة القرن الإفريقي وبعدما أثار سعي إثيوبيا للحصول على منفذ بحري عبر أرض الصومال (صوماليلاند) أزمة بعلاقات أديس أبابا مع مقديشو.
وفي نهاية سبتمبر الماضي أعلن العراق والولايات المتحدة الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق في غضون الـ 12 شهرا المقبلة وفي موعد أقصاه نهاية شهر سبتمبر من العام المقبل.
وبعد أكثر من عام من العدوان الإسرائيلي على لبنان دخل اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في نهاية نوفمبر الماضي في ظل خروقات إسرائيلية عديدة لاتفاق التهدئة.
وعلى الصعيد الديمقراطي كان العام 2024 حافلا بعدد من الانتخابات الرئاسية التي عقدت في عدد من الدول العربية حيث فاز رؤساء الجزائر عبد المجيد تبون وتونس قيس سعيد وموريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني بولاية رئاسية ثانية.
في الشأن الرياضي حقق الرياضيون العرب نتائج تاريخية في أولمبياد باريس في أغسطس الماضي بحصولهم على 7 ميداليات ذهبية هي الأكبر في تاريخ مشاركات العرب بالألعاب الأولمبية مقابل خمس ذهبيات في نسخة طوكيو الماضية. (النهاية)
س ت ا ر / م خ
MENAFN30122024000071011013ID1109041210