(
MENAFN- Palestine News
Network )
بيت لحم /PNN / في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها فلسطين هذا العام، تأتي احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم لتعبّر عن أجواء مليئة بالحزن والمعاناة.
و مع استمرار الأوضاع السياسية والإنسانية المؤلمة في غزة والضفة الغربية، تُسجل المدينة غياباً ملحوظاً للسياح، مما أثر بشكل كبير على قطاع السياحة والاقتصاد المحلي.
و قال المحامي أنطون سلمان، رئيس بلدية بيت لحم، إن رسالة بيت لحم هي رسالة أبدية مرتبطة بمفاهيم ميلاد الطفل يسوع في مغارة بيت لحم، الذي جاء ليبشر بالسلام والمحبة للعالم. وأكد سلمان أن هذه الرسالة قائمة على السلام والعدل، وأن شعب فلسطين يعيش تحت ظلم الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، لكنه متمسك بالأمل وبإيمانه أن العدالة ستتحقق في نهاية المطاف.
وأوضح سلمان أن المدينة في هذا العام لا تحتفل بعيد الميلاد كما اعتادت، بل تعكس صورة قاتمة من معاناة الشعب الفلسطيني، وهو ما يهدفون لإيصاله للعالم ليعلموا بالواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني من ظلم واضطهاد.
وأضاف أن الكنيسة ستتمسك بشعائرها الدينية رغم الظروف، وسيتم الاحتفال بالقداس والصلاة من أجل السلام.
من جانب آخر، أكد الأب إبراهيم فلتس، الراهب الفرنسيسكاني ومستشار حماية الأراضي المقدسة في فلسطين، أن أجواء بيت لحم هذا العام حزينة للغاية، وأن هذه هي المرة الأولى منذ ثلاثين عامًا التي يشهد فيها عيد الميلاد بهذه الطريقة، حيث لا توجد فرق كشفية أو عزف أو شجرة ميلاد أو زينة.
وأوضح فلتس أن الاحتفالات ستقتصر على القداس، وستبثه وسائل الإعلام الفلسطينية إلى أنحاء العالم لتصل رسالة السلام.
و قال وزير السياحة والآثار هاني الحايك إن عام 2024 يعتبر من أصعب السنوات التي مر بها قطاع السياحة في فلسطين، حيث لا يوجد سياح في مدينة بيت لحم، وهو ما أدى إلى توقف كامل للقطاع.
وأوضح الحايك في حديث مع شبكة PNN أن فلسطين كانت تستقبل سنويًا حوالي 3 ملايين زائر، وكان لذلك تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المحلي، ولكن هذا العام لا تتجاوز نسبة السياح 3% من المعدل الطبيعي، ومعظمهم من فلسطينيي 48 أو من لديهم أعمال في المنطقة.
كما أشار
الحايك إلى أن نسبة إشغال الفنادق لا تتجاوز 3%، وهي ما وصفها بنسبة "صفر"، مضيفاً أنه رغم هذه الظروف الصعبة، إلا أن الوزارة تعمل على خطط جديدة لتوجيه النشاط السياحي نحو دول شرق آسيا، التي يمكن الاستفادة منها بالنظر إلى كونها دولًا شابة، وذلك بالتعاون مع التعاون القطاع الخاص.
و دعا الحايك إلى وقف الحرب والعودة للسلام، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة والضفة الغربية أمر لا يمكن استيعابه عقلاً.
وفي حديثه مع مراسلة الشبكة، أشار العقيد لؤي أرزيقات، الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، إلى أن الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها تأتي ضمن خطة أمنية مرورية تم إعدادها بالتنسيق مع الطوائف المسيحية والبلدية وكافة الجهات المعنية.
وأوضح أن أكثر من 800 رجل أمن سيكونون منتشرين في بيت لحم لتأمين الفعاليات، بما في ذلك دخول غبطة البطريرك إلى ساحة وكنيسة المهد وتأمين دخول المواطنين إلى المدينة.
وأضاف أن هناك بعض الإغلاقات المرورية الضرورية التي ستحدث اليوم، بما في ذلك إغلاق كافة الطرق والمداخل المؤدية إلى ساحة المهد ومنع وقوف المركبات على جانبي الطريق أثناء مرور المواكب.
وقال إن الشعب الفلسطيني قادر على تأمين أعياده الوطنية والدينية مهما كانت الظروف، ودعا الأمن الفلسطيني إلى تكثيف الجهود لتوفير الأمان والاحتفالات.
وفيما يتعلق بالوضع في محافظة بيت لحم، أكد المحافظ أن المدينة حزينة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في كافة المحافظات، بما في ذلك بيت لحم، من اعتداءات وإبادة جماعية.
وأوضح أن بيت لحم تواصل إرسال رسائلها للعالم كونها نافذة فلسطين للعالم، داعية الشعوب المحبة للسلام والدول الديمقراطية للوقوف مع فلسطين ضد القمع الإسرائيلي. كما دعا إلى رفع صوت العالم لوقف المجزرة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، متمنياً أن يكون العام القادم عام سلام ومحبة.
وأشار المحافظ إلى أن قطاع السياحة في بيت لحم يعاني بشكل كبير هذا العام بسبب إغلاق المعابر من قبل الجانب الإسرائيلي، مما أثر سلبًا على الاقتصاد وزاد من نسبة البطالة. ورغم ذلك، أكد أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم، مثل شجر الزيتون، حتى يتحقق حلمهم بالحرية والاستقلال.
ووصل موكب بطريرك القدس للاتين، البطريرك بيير باتيستا بتسابالا،، إلى بيت لحم قادماً من القدس المحتلة حسب الستاتيكو المتبع.
وقال في كلمة عيد الميلاد إن هذا العام يحمل رسالة محبة وسلام في وقت تشتد فيه الحاجة إلى إنهاء الحروب وإحلال العدل والكرامة الإنسانية، إذ إنه للسنة الثانية يمر على بيت لحم ميلاد حزين، والمحلات التجارية مغلقة والمدينة حزينة.
وأشار إلى أنه زار غزة أمس، وشاهد الدمار الشامل، ولكن في الوقت ذاته لاحظ إرادة شعبنا القوية هناك، الذين لن يستسلموا لكل الدمار والخراب.
وأكد البطريرك بيير باتيستا بتسابالا، أنه لا يوجد أمام شعبنا سوى الإيمان والأمل بغد أفضل، مشددا على أن شعبنا ينتمي إلى النور وليس إلى الظلام.
MENAFN24122024000205011050ID1109027917