(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
حاوره: علي ميرزا
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00
المربي الفاضل والحكم الدولي للكرة الطائرة رئيس مجلس إدارة نادي سار الرياضي عباس عبدالرضا واحد من العاملين الإداريين الأكفاء المسلّحين بالعلم والمعرفة والثقافة، ورغم تعدّد المهام والأدوار الحياتية والمجتمعية التي يقوم بها والملقى على عاتقه، إلا أنه قادر على السيطرة عليها بالتخطيط والتنظيم والأولوية والذكاء، وهو يؤمن كلّ الإيمان بأنّ الإدارة علم وفنّ قائم بذاته، ومن هذا المنطلق يسعى إلى تطبيق كل ما عرفه ودرسه في هذا المجال من خلال عمله في تسيير شؤون نادي سار بمعية بقية أعضاء مجلس الإدارة.. في هذه الوقفة يتجدّد الحوار مع الأستاذ الفاضل وتتجدّد الأسئلة التي تتجدّد معها الردود.
1/ عباس عبدالرضا حكم دولي للكرة الطائرة واختصاصي إشراف تربوي (تربية رياضية) ورئيس مجلس إدارة نادي سار، ماذا تعني لك كل مهمة من المهمات الثلاث السابقة؟
مما لا شك فيه أنّ المهمات الثلاث قريبة إلى قلبي، لأني اخترتها عن قناعة وحب، وأسعى دائما إلى بذل المزيد من الجهود حتى يتسنى لي إنجاز المطلوب مني بكل إتقان وعدم التقصير في أيّ منهم، وكل واحدة منها تعني لي الكثير، فمهنة الإشراف التربوي هي وظيفتي واختصاصي ودراستي التي أوليها الاهتمام الخاص، فهي تمثل لي مصدر رزقي، كما أنّ تعاون فريق العمل في هذه المهمة يساعدني كثيرا للإبداع والتميز.
أما بشأن تحكيم الكرة الطائرة فهي مهمة تخصصية بالدرجة الأولى، وكوني لاعبا سابقا ومحبا لهذه اللعبة انخرطت في سلك التحكيم، وهذا تحد خاص ورغبة كانت لدي، وتحقق ذلك عند حصولي على الشارة الدولية وأنا بعمر 28 سنة فقط،
أما رئاسة النادي فهي مهمة تطوعية من أجل مساعدة المجتمع، وشعور المرء بأنه جزء من المجتمع، واكتساب مهارات جديدة، والمساعدة على تعزيز ورعاية المهارات الحالية، ومن هذا المنطلق تدرجت في العمل التطوعي حتى وصولي إلى كرسي الرئاسة، وتبقى المهمات الثلاث جزءا أساسيا من حياتي، أحاول دائما التوفيق بينها، وعدم التداخل بينها، والفصل بين كل مهمة وأخرى.
2/ دخول عباس عبدالرضا المجال الإداري توجّه منه شخصيا أم نزول عند رغبة الآخرين؟ وما الأسباب إن وجدت التي دفعتك إلى العمل الإداري التطوعي؟
دخولي المجال الإداري في سن مبكر تزامن مع بداية دخولي المرحلة الجامعية، وفي بداية الأمر كان نزولا عند رغبتي الشخصية، لأجل استثمار وقت الفراغ بما يعود على المجتمع من مردود، واكتسابي المهارات الخاصة بالعمل الإداري، وما دفعني أكثر المساندة التي وجدتها من الأهل والأصدقاء لي لمواصلة العمل الإداري، أما الأسباب فهي كثيرة، ويأتي في مقدمتها رد الجميل للمجتمع الذي قدم لي الكثير، والعمل التطوعي سمة المجتمعات الحيوية، لدوره في تفعيل طاقات المجتمع، وإثراء الوطن بمنجزات أبنائه وسواعدهم.
3/ الإدارة علم وفن في الوقت نفسه، ولكن هناك من هبّ ودبّ قد وجد نفسه في صلب العمل الإداري، كيف تفسّر ذلك؟
العمل الإداري أصبح تخصصا قائما بذاته، وعلما يُدرس، وأنا مع العمل الإداري التخصصي والخبرة، ومن أجل ذلك انخرطت في دورات تخصصية في هذا المجال، وحصولي على دبلوم الإدارة الرياضية، لقناعتي الشخصية بأنّ العمل الإداري أصبح من العلوم المهمة التي تساعد الشخص في أي مهمة، كما أنّ الرغبة أيضا تلعب دورا في تحقيق ذلك، من هنا أحبّ أن أؤكد أنّ
من يريد الانخراط في العمل الاداري عليه أولا اكتساب المهارات الخاصة به، ثم التدرج فيه حتى يحقق مبتغاه.
4/ هناك مقولة يرددها المنتمون إلى النادي الأهلي المصري ومفادها أنّ (الأهلي فوق الجميع) هل تنسحب هذه الكلمة على مهمة الحكم الأول في المباريات؟
نعم، أتفق مع هذه المقولة على اعتبار أنّ الأفراد يتغيرون والنادي ككيان باق، ولكن هذه لا تنسحب على حكم الكرة الطائرة لأنّ الأخير يمثل جزءا من منظومة متكاملة من الحكام، ولكل منهم مسؤولياته الخاصة التي أعطاه إياها القانون، ولن يكون ذلك إلا بالعمل كمجموعة واحدة وتعاون كل الطاقم التحكيمي، كل في تخصصه فنجاح الحكم الأول يعتمد على تعاون بقية الحكام، كل بحسب الدور المناط إليه.
5/ يتبادر إلى الأذهان من الوهلة الأولى سهولة اتخاذ الحكم لأي قرار بشأن الأخطاء التقديرية في الكرة الطائرة، ولكن الأمر على خلاف ذلك، ماذا يقول الحكم الدولي عباس عبد الرضا إزاء ذلك؟
الأخطاء التقديرية في الكرة الطائرة تحدث كثيرا في المباريات، ولكن ليس كل حكم يملك القدرة على اتخاذ القرار السليم، ومتى ما كان الحكم على دراية كافية بطبيعة اللعبة وممارسته لها سابقا، سيصبح الأمر سهلا مع اليقظة التامة في كل مجريات اللعبة، لذلك نشاهد الكثير من الاختلاف في اتخاذ القرارات التقديرية بين مباراة وأخرى، لذلك ليس من السهل الحكم على القرارات التقديرية، لأن كلاً يرى من جانبه ومصلحته الخاصتين، ويبقى فهم اللاعبين والجهاز الفني والجماهير بأن الأخطاء واردة وخصوصا بشأن القرارات التقديرية.
6/ هل عباس عبدالرضا من المؤيدين لأن يكون رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية موظفين، ويخضعون لإجراءات التوظيف الرسمي؟
سبق أن قلت إن العمل الإداري بات تخصصا وعلما قائما بذاته، من أجل ذلك ومن أجل تطوير المنظومة الرياضية أؤيد أن يكون لبعض المناصب الإدارية في الأندية موظفون بمهام رسمية من أجل إنتاجية أفضل وعمل سليم، وتقليل الضغوط على الشخص بهدف الإبداع والابتكار.
7/ لماذا تخلو الأندية من وجهة نظرك من سيدة تكون على رأس مجلس الإدارة؟
المرأة البحرينية تبوأت أرفع المناصب في كبريات الشركات والوزارات في مملكة البحرين، وأصبحت قادرة على العمل في أي منصب وليس غريبا أن نشاهد مستقبلا سيدة تقود أحد الأندية، ولكن مازالت فكرة المجتمع الخاصة بأن رئاسة الأندية تقتصر على الرجال فقط
لكون المرأة دخلت حديثا إلى المجال الرياضي وتحتاج إلى الوقت، كما أنّ غالبية الجمعيات العمومية في الأندية المختلفة في البحرين هم رجال، وعدم وجود العنصر النسائي في بعض الجمعيات العمومية للأندية قد يكون السبب في عدم وجود سيدة ترأس أحد الأندية الرياضية الوطنية.
8/ هل يمكن اعتبار إدارة الحكم للمباراة هو بمثابة فهم للعمل الإداري؟
الفهم الإداري هو أساس نجاح أيّ عمل في مختلف المجالات، والحكم أيضا ينطبق عليه هذا، وبداية يجب أن نفهم أنّ
مفهوم الإدارة يتمثل في التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والتنسيق، وغيرها فمتى ما كان الحكام على دراية تامة بمسؤولياتهم وواجباتهم والتنسيق فيما بينهم لإخراج المباراة بصورة سليمة وصحيحة، نستطيع أن نقول إن حكم المباراة لديه فهم إداري ساهم في نجاح مهمته.
9/ هل يمكن أن تنجح أي لعبة رياضية في ظل وجود لعبة تنس الطاولة التي يشتهر بها نادي سار؟
النادي قادر على النجاح في أيّ لعبة متى ما كان هناك عمل جاد وموارد مادية وتخطيط سليم، والدليل على ذلك نجاح النادي في لعبة كرة القدم للصالات وحصوله على بطولة الدوري البحريني لموسمين متتالين وكأس الاتحاد، زد على ذلك أنّ المجتمع الساري يمتلك العديد من المواهب القادرة على النجاح والتميز، ونحن بصدد دراسة متأنية للانضمام إلى الاتحاد البحريني للكرة الطائرة، ولكن أولا علينا توفير البيئة المناسبة لممارسة اللعبة ممثلة في الصالة الرياضية التي نتمنى أن ترى النور في القريب العاجل، وهذا ما لمسناه من الهيئة العامة للرياضة بقيادة سمو الشيخ خالد بن حمد رئيس الهيئة العامة للرياضة والمسؤولين بالهيئة، وتفهمهم لضرورة بناء صالة رياضية للنادي لاستقطاب الشباب وممارسة هواياتهم المختلفة.
10/ كيف يرى عباس عبدالرضا مستقبل لعبة تنس الطاولة في النادي؟
الحمد لله مستقبل سار مشرق إن شاء الله بالعمل الجاد والتخطيط السليم، فسار بطل دوري خالد بن حمد لجيل الذهب لعامين متتالين تحت 11 سنة، ولدينا بطل العرب في هذه الفئة وهو سيد ناصر علوي، ولكن هذه اللعبة تحتاج للبناء والصبر من أجل تحقيق المزيد من النجاحات، وكل المؤشرات لدينا نستطيع من خلالها أن نؤكد أنّ مستقبل الطاولة السارية مبشر رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه اللعبة من قلة المخصصات، وعدم توفر الإمكانات الخاصة باللعبة وخصوصا الصالة الرياضية المناسبة والحديثة، وارتفاع أسعار الأدوات الخاصة باللعبة.
11/ حدّثنا عن الاحتفالية الأخيرة التي أقامها النادي بمناسبة ذكرى مرور خمسين عاما على تأسيس نادي سار.
قبل كلّ شيء نحب أن نشيد بالدعم والمساندة المستمرة للرياضة عامة والرياضيين من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية هذا من جانب، ومن جانب آخر كنا سعيدين بالحضور الرسمي المميّز ومشاركتهم لنا الاحتفالية ممثلا في سمو الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة، ود. عبدالرحمن صادق عسكر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة، والشيخة حياة بنت عبد العزيز آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة الطاولة، ومريم الصائغ عضو مجلس النواب وعدد من أعضاء مجلس إدارة النادي، ومشاركتهم لنا الاحتفالية التي أقيمت على هامش مرور خمسين عاما على تأسيس النادي، وكانت فرصة لنا وأيّ فرصة لتكريم الإداريين السابقين الذين تناوبوا على إدارة شؤون النادي على مدار الفترات السابقة، فضلا عن استعراض الإنجازات التي حققها النادي.
MENAFN23122024000055011008ID1109025484