Tuesday, 24 December 2024 06:41 GMT



حلقات مسلسل استقالة وإقالة المدربين تتواصل .. هل من ضوابط؟

(MENAFN- Alghad Newspaper) يحيى قطيشات

عمان - لم تصل أندية المحترفين حتى الآن إلى الحلقة الأخيرة من مسلسل إقالة أو استقالة المدربين خلال المنافسات، الأمر الذي يطرح الكثير من الأسئلة حول نهاية هذا المسلسل إن كانت هناك نهاية، ومن الفائز أو الخاسر في هذه الحلقات، وهل من ضوابط تحكم الإقدام على هذه الخطوة.
وبات الشارع الرياضي المحلي يتوقع بعد كل مباراة حدوث إقالة أو استقالة، خاصة إذا ما ثار الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وراح يطالب بإبعاد المدرب وإحضار مدرب آخر.
وكانت حلقة استقالة مدرب الرمثا وسيم البزور، أحدث مشهد في مسلسل التغييرات الذي غالبا ما يؤثر سلبا على الفريق ومشواره في المنافسات، نتيجة غياب الخطوات المدروسة في هذا الشأن.
وتأتي الإقالات والاستقالات في ظل غياب الاستراتيجيات والخطط الواضحة من قبل إدارات الأندية، ووسط أخطاء واضحة في عمل إدارات الأندية في عملية استقطاب الأجهزة الفنية والتعاقدات مع اللاعبين قبل بداية الموسم، وتوفير الأجواء المثالية لمنظومة الفريق من أجل الإبداع والإنجاز، إضافة إلى إيجاد آلية لمحاسبة وتقيم المدرب وفق الإمكانيات والظروف التي وفرتها الإدارة.
وتغيب المبررات المقنعة عند إدارات الأندية لتغيير الأجهزة الفنية، والبعض منهم يحاول أن يخفي التخبط الإداري والأخطاء المتراكمة بتغيير الأجهزة الفنية، وكأن المدربين هم من يتحملون المسؤولية وحدهم وعليهم السير بالفريق نحو الانتصارات بعيدا عن الظروف الصعبة، والمشكلة الرئيسية أن معظم أندية المحترفين تشكو باستمرار من الضائقة المالية وهذه الإدارات نفسها تغير أكثر من مدرب في موسم واحد، ولعل أهم الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، عدم وجود أشخاص يديرون العملية بحكمة، وعدم وجود اللجان الفنية في تلك الأندية، لتكون المسؤولة عن عملية اختيار المدربين وتقييم عملهم، سواء خلال فترة الإعداد أو أثناء الموسم.
وأثبتت التجارب الماضية في موضوع إقالة الأجهزة الفنية غير المدروس، أن المستويات الفنية نادرا ما تتحسن مع التغيير، إضافة إلى تحمل صناديق الأندية أعباء مالية كبيرة.
وانضم فريق الرمثا إلى قائمة الفرق التي شملها تغيير المدربين في الموسم الكروي الحالي، الذي لم يختتم حتى الآن مرحلة الذهاب من دوري المحترفين ليكون الرمثا سابع الأندية التي تغير المدير الفني منذ بداية الموسم الحالي، وجاء بعد الخسارة أمام فريق الأهلي ليودع الفريق بكأس الأردن المسابقة من الدور ربع النهائي.
ومنذ بداية الموسم الحالي، الذي يعد من أصعب المواسم على الأندية منذ سنوات بسبب تغير أجندة الموسم، وفترة التوقف الطويلة داخل وخارج أيام الفيفا، بدلت أندية الفيصلي، شباب الأردن، الجزيرة، الحسين إربد، السلط، الصريح، والرمثا الأجهزة الفنية، فيما حافظت أندية الوحدات، الأهلي، معان، مغير السرحان، وشباب العقبة على الأجهزة الفنية حتى الآن بعد ترشيحات بمزيد من التغيير مستقبلا، خصوصا في ظل علاقات متأزمة بين الإدارات والأجهزة الفنية.
واستهل الفيصلي مسلسل تغيير المدربين للموسم الحالي، وكان أول الأندية التي غيرت المدير الفني بعد جولتين من دوري المحترفين، والسبب أن "الأزرق"، بدأ مشواره بالدوري بصورة متعثرة، إذ تعادل مع معان من دون أهداف بالجولة الأولى، ومع السلط بهدف لمثله في الجولة الثانية، ما دفعه للتعاقد مع المدرب السوري رأفت محمد، بدلا من أحمد هايل، قبل الاستغناء عن رأفت محمد والتعاقد مع المدرب جمال أبو عابد.
وبعد ذلك، لجأ فريق شباب الأردن إلى تغيير مديره الفني محمود شلباية بعد نهاية الجولة الثالثة، وعين المدرب رائد عساف بدلا منه، ولم يكشف النادي وقتها عن أسباب هذا التغيير، علما أن الفريق حصد 3 نقاط ببطولة الدوري من 3 مباريات.
وأقالت إدارة نادي الحسين إربد، المدير الفني البرتغالي تياجو موتينيو، حيث بدأ موتينيو مشواره مع الفريق بداية الموسم الحالي، وقاده في 7 مباريات ضمن بطولات الدوري، الدرع ودوري أبطال آسيا، وحقق الفوز في 5 مواجهات، وتعادل في واحدة، وخسر أخرى، ليتعاقد مع المدرب جواو موتا، الذي قاد الفريق في مرحلة ذهاب الموسم الماضي.
وكان نادي الجزيرة، رابع الأندية التي غيرت الجهاز الفني، حيث أنهى عقد المدير الفني عثمان الحسنات، بعدما قاد الفريق في 6 مباريات تعادل في 3 وتعرض للخسارة 3 مرات.
وكان المدير الفني لفريق السلط ديان صالح، خامس المدربين الذين يغادرون بالدوري، بعدما انتهى الارتباط بينه وبين فريق السلط، الذي تعرض في عهده إلى 3 خسائر أمام فرق الأهلي، شباب العقبة والحسين إربد بالدوري، وحقق فوزا وحيدا على فريق شباب الأردن، وتعادل مع فريق الفيصلي، لتتعاقد الإدارة مع المدرب هيثم الشبول لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة.
وتواصل مسلسل تغيير المديرين الفننين بدوري المحترفين بعدما تعاقدت إدارة نادي الصريح مع المدير الفني أسامة قاسم للإشراف على قيادة الفريق بعد الخسارة الصعبة أمام فريق معان بنتيجة 2-3، ضمن منافسات الأسبوع الثامن من الدوري، خلف للمدير الفني السابق ماهر العجلوني الذي انتقل ليكون مدربا عاما.
وقبل أيام قررت إدارة الرمثا إنهاء عقد المدير الفني وسيم البزور بالتراضي والبحث عن جهاز فني يقود الفريق في مرحلة الإياب، لتسجل مرحلة الذهاب للموسم الحالي رقما قياسيا في "موضة" الاستغناء عن المدربين.
وأكد المدرب الوطني عيسى الترك أن الاستغناء عن 7 مدربين بعد نهاية مرحلة الذهاب من عمر الدوري يعد رقما كبيرا، وهذا مؤشر سلبي، وأضاف في حديثه لـ"الغد"، من مكان إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية: "للأسف خسارة في دورينا تجعل المدرب في مهب الريح ، وهذا يعود لغياب اللجان الفنية والمستشارين الفنيين القادرين على تقييم مسيرة الفريق".
وأردف: "إقالة المدربين بهذه الطريقة غير صحية، وأن كانت حالات محدودة إيجابية، ولكن في معظمها سلبية وتكون من أجل إرضاء الجماهير أو قرارات شخصية، طبعا إقالة المدربين في المجمل العام ليس في صالح الفريق من الناحية الفنية، لكن للأسف هذا الذي يحصل في دورينا، المدربون يعملون في ظروف صعبة جدا من ناحية الظروف المالية الصعبة وندرة الملاعب التدريبية".
ويرى " شيخ المدربين"، أن الأجهزة الفنية تعمل تحت ضغط من الإدارة والجماهير متوقعا أن تحمل الأيام المقبلة مزيدا من استقالات المدربين في ظل الظروف الصعبة التي يعملون فيها، حيث إن عدم الاستقرار المالي يساهم في غياب اللاعبين عن التدريبات.
واختتم الترك حديثه قائلا: "المدربون في الأردن يعملون بظروف صعبة باستثناء ناد او اثنين لديهما إمكانيات مقبولة، ورغم ذلك يتم الحكم على المدربين من مباراة أو عدد قليل من المباريات، وهذا مقياس خاطئ لا يخدم المصلحة العامة".
من جانبه، قال المدرب الوطني إسلام جلال: "لا يتوقف مسلسل إقالة المدربين على أندية المحترفين، بل يمتد إلى أندية الدرجة الأولى التي بدلت الكثير من مدربيها في الدوري الحالي وبشكل غير مسبوق، في مؤشر على غياب الحكمة عند اتخاذ القرار".
وأردف جلال: "الأسباب في موضوع الإقالات متنوعة، حيث إن معظم الأندية لا تمتلك لجانا فنية من أجل اختيار الجهاز الفني، ويتم التعاقد مع اللاعبين قبل استقطاب المدرب، ولا تعمل الإدارة أيضا على توفير أبسط متطلبات العمل للجهاز الفني، وتتم محاسبته من دون وجود فنيين يقيمون الأداء والنتائج، وتلعب الجماهير دورا كبيرا في تغيير الأجهزة الفنية، وخصوصا جمهور "فيسبوك، وللأسف، دائما المدرب هو شمعة الأخطاء".
وحمل جلال المدربين جزءا من المشكلة من خلال الموافقة على تدريب الفريق من دون وجود خطط واضحة وبعد أن تكون الإدارة اختارت اللاعبين.
وأضاف: "المشكلة أن عددا من المدربين يقبلون بالإشراف على تدريب الفرق بشروط منها، تحقيق الفوز بعدد معين من المباريات وهذا لا يجوز في التعليمات كافة، والغريب أن المدرب الذي يقبل ذلك يخرج في بعض الأحيان للحديث عن الظلم".
ويقول المتابع للشأن الرياضي الأردني عمار العبدالات: "أصبحت موضة تغير المدربين في الآونة الأخيرة ملجأ للإدارات، وهروبا من الضغط الجماهير، فتكاد لا تنتهي مرحلة من منافسات دورينا إلا وظاهرة إقالة أو استقالة المدرب العلامة البارزة، علما أن المدرب هو ركن أساسي في منظومة الفريق، والعقل المدبر وفي الأساس، يجب أن يكون على عاتقه اختيار اللاعبين ومن ثم التوقيع وليس أن تتعاقد الإدارة مع اللاعبين، ثم يتم اختيار اللاعبين، لذا يجب عليه الاختيار الصحيح لهم ومن ثم تقع على عاتقه بعدها مسؤولية النتائج إيجابية كانت أم سلبية، ولكن ما نشهده في الأندية الأردنية، أن الإدارات تختار اللاعبين ومن ثم يتم التعاقد مع الجهاز الفني".
وأردف: "الحل في وجود لجان فنية فعالة وليست وهمية تضم قامات رياضية من أبناء الأندية أو حتى المختصين، من أجل وضع الخطط والاستراتيجيات الصحيحة حسب الإمكانيات، وأن تكون مدة التعاقد مع الجهاز الفني لأكثر من موسم، حتى يكون هناك استقرار فني بشرط توافر الإمكانيات والأدوات للمدرب".




المدير الفني السابق لفريق الفيصلي، السوري رافت محمد - ( من المصدر)

MENAFN23122024000072011014ID1109024762


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية