Monday, 23 December 2024 01:10 GMT



نجاح ثورة سورية.. هل يدفع نحو تحقيق حلم دولة فلسطين؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)



اسطنبول - بعد 13 عاما من قتل وتنكيل وتشريد، سقط نظام بشار الأسد في سورية (2000-2024)، فتنفس السوريون الصعداء، بعد أن حصلوا على حق ظنه كثيرون بعيد المنال، إذ أنهوا 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ففي 8 كانون الأول الحالي(ديسمبر)، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقتها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع.
في الجوار القريب، فلسطين، زاد هذا المشهد التاريخي أمل الفلسطينيين في إمكانية إنهاء عقود من الظلم والاحتلال الصهيوني وتحقيق حلم دولة فلسطين وإنهاء الإبادة المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا.
وبدعم أميركي يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول(اكتوبر) 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ومنذ عقود يحتل الكيان الصهيوني أراضي في فلسطين وسورية ولبنان، ويرفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الخبير بالشأن الفلسطيني أحمد الحيلة قال إن "نجاح الثورة السورية سيكون له، بلا شك، آثار كبيرة على الإقليم وعلى القضية الفلسطينية".
وتابع: "فالشعب السوري، مع بدء تحقيق تطلعاته وآماله نحو الحرية والكرامة بعد أكثر من 13 عاما من النضال والثورة، سيكون له أثر إيجابي مباشر ومحفز لوعي الشعوب المقهورة التي تعاني من الاحتلال والاستبداد".
وشدد على أن "هذا التحول أثبت أن الأقدار تستجيب لإرادة الشعوب الحرة مهما طال الزمن، وأن القمع والاستبداد لا يمكن أن يدوم أمام تلك الإرادة".
"أما على مستوى القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي مثل فيه "طوفان الأقصى" والمقاومة والصمود في غزة المحاصرة، محفزا للشعوب ولقدرتها على مواجهة القوى المتوحشة وإفشال مخططاتها مهما بلغت من الخبث والدهاء، فإن نجاح الثورة السورية، سيكون له أيضا أثر مهم على القضية الفلسطينية"، حسب الحيلة.
وفي 7 تشرين الأول 2023، نفذت "حماس" عملية "طوفان الأقصى"، بمهاجمة 11 قاعدة صهيونية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، حيث قتلت وأسرت صهاينة، ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وأردف الحيلة: "فالشعب الفلسطيني يرى أن الشعب السوري، مع إصراره وتحمله لتكلفة الحرية الكبير والباهظ، استطاع ولو بعد حين، الوصول إلى غايته بامتلاك بداية الطريق نحو الحرية والكرامة الوطنية".
واعتبر أن "امتلاك الشعب السوري لحريته سيكون له ظلال إيجابية على القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، فالشعب السوري كان وما يزال يؤيد القضية الفلسطينية بقوة ويعتبرها أحد محددات بوصلته الوطنية والقومية".
الحيلة قال إن "الحرية ستعني مزيدا من التأييد والدعم لفلسطين ولقضية الشعب الفلسطيني العادلة، لا سيما وأن العدو المتمثل بالاحتلال، تجاوز في تهديده وشره جغرافيا فلسطين التاريخية، باحتلاله الجولان السوري".
ومنذ حرب 5 حزيران(يونيو) 1967، يحتل الكيان الصهيوني معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في الجولان جنوب غربي سورية.
ودلل الحيلة على ذلك بالإشارة إلى "تمدده (الاحتلال الإسرائيلي) في الأراضي السورية منذ اليوم الأول لنجاح الثورة السورية، فاحتل سفح جبل الشيخ وقرى في محافظة القنيطرة ومحافظة درعا".
واستطرد: كما "قام باستهداف مقدرات الشعب السوري العسكرية، عبر مئات الغارات الجوية خلال أيام معدودة، بصورة أكّدت أن الاحتلال الإسرائيلي هو تهديد للشرق الأوسط ولمصالح شعوبه".
ورأى أن ذلك "سيقوي بدوره القواسم المشتركة بين الفلسطينيين والسوريين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي إستراتيجيا على قاعدة استعادة الأراضي المحتلة، وهو المدخل الأهم لقيام الدولة الفلسطينية التي ينشدها الشعب الفلسطيني وفقا لحقه في تقرير مصيره".
واستغل الاحتلال تطورات سورية، حيث شنت مئات الغارات الجوية، مما دمر طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحائها.
وفي 15 كانون الأول الحالي، وافقت الحكومة الصهيونية على خطة قدمها نتنياهو لتعزيز الاستيطان في هضبة الجولان السورية المحتلة، مما أثار انتقادات من دول عديدة والأمم المتحدة.
أما أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية بدر الماضي فله رأي مختلف، إذ استبعد في حديثه للأناضول أن تغير تطورات سورية من الوضع في فلسطين.
وقال: "لا أتصور أن ما جرى في سورية سيغير من الوضع القائم في فلسطين، فالمجموعات الحاكمة الآن في سورية لم تضع القضية الفلسطينية في أولوياتها، وهذا نوع من الفهم الحقيقي للبعد الدولي المؤثر فعلا في ملف القضية الفلسطينية".
وأردف: "كما أن الشعب السوري لديه من الأولويات المعيشية والسياسية والاجتماعية نتيجة حرب النظام عليه، ما تجعله منكفئا على نفسه لسنوات طوال".
الماضي زاد بأن "أحداث السابع من أكتوبر تحول أساسي في المواقف العربية والإقليمية والدولية، إذ كشفت ردود الأفعال الإسرائيلية والدعم غير المحدود الذي تلقته تل أبيب، أن القوى ذات الماضي الاستعماري ما زالت تنظر إلى قضايا الآخرين نظرة دونية ولا يمكن لها أن تطبق ما تدعيه من حقوق إنسان وشرعيات دولية على الدول المتمردة مثل دولة الكيان (إسرائيل)".
واعتبر أن "ما جرى في قطاع غزة على كافة المستويات السياسية والإنسانية والعسكرية أحدث تغيرا واسعا في مواقف الدول والأفراد تجاه الشعوب المحتلة والمقهورة".
واستطرد "الضعف في بنية الدول المؤثرة في الدولة السورية قبل سقوط النظام السابق، وهنا أقصد روسيا وإيران، وكنتيجة لعدم قدرتها على تنفيذ ما كانت تعد به من تغير في قواعد اللعبة مع إسرائيل، أضعف موقفها في حماية النظام ومصالحها في سورية".
وقد "استغلت الفواعل اللا دولتية (أقل من الدولة تصنيفا وتقع في داخلها) هذه الهشاشة الإقليمية والدولية لتقوم بالتغير الجذري في بنية الدولة السورية"، كما ختم الماضي. - (وكالات)

MENAFN21122024000072011014ID1109019846


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية