(
MENAFN) لقد كان لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا تداعيات ضخمة على منطقة الشرق الأوسط وما بعدها, وقد قارن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو هذا الحدث بـ "التحول التكتوني"، مراهناً على تشبيهه باتفاقية سايكس-بيكو لعام 1916 التي قسمت أراضي الإمبراطورية العثمانية, قد يكون تشبيه نتنياهو مبالغًا فيه، لكن الآثار السياسية لسقوط الأسد لا يمكن إنكارها, وفي الأسابيع الأخيرة، حققت إسرائيل تقدماً استراتيجياً، بما في ذلك السيطرة على أجزاء من هضبة الجولان وتنفيذ العديد من الغارات الجوية على البنية التحتية العسكرية السورية, الاتفاقيات القديمة التي كانت تحافظ على السلام بين إسرائيل وسوريا، خاصة تلك التي صمدت منذ حرب 1973، أصبحت الآن غير ذات جدوى، حيث يتغير توازن القوى في المنطقة بشكل كبير, يبقى مستقبل سوريا غير واضح، مع سيطرة إسرائيل على الحدود الجنوبية، وتركيا في الشمال، والولايات المتحدة في الشمال الشرقي.
في حين ان الفائزون والخاسرون في هذا النظام الجديد للشرق الأوسط واضحون, فقد خسرت روسيا وإيران، كقوى خارجية، تأثيرهما بشكل كبير، بينما تعرضت الفصائل الفلسطينية، وحزب الله، والشيعة داخل المنطقة لانتكاسات, القوى الصاعدة في المنطقة هي إسرائيل وتركيا، مع تعزيز الولايات المتحدة لموقعها كقوة مهيمنة، مما يقلل من دور روسيا في المنطقة, وعلى الرغم من النصر الظاهري لأولئك المعارضين للأسد، فإن الفرحة التي صاحبته لا محل لها من الإعراب, فهذا يشبه الاحتفالات المبالغ فيها التي تلت الإطاحة بصدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا، حيث أدى سقوط الدكتاتوريين إلى الفوضى وعدم الاستقرار, ورغم أن صدام والقذافي كانا حكامًا قساة، إلا أنهما كانا شخصيات مركزية في الهياكل السياسية لبلديهما، وكان غيابهما سببًا في تفاقم الفوضى.
ومن المرجح أن يسلك مستقبل سوريا نفس مسار الفوضى, فمن المحتمل أن يستولي الغالبية العربية السنية على السلطة من النظام العلوي، الذي حكم البلاد لعقود، وهناك قلق لدى الأقليات في البلاد حول كيفية تعامل النظام الإسلامي الجديد في دمشق معهم, هذه المجموعات بدأت في الهروب خوفًا من الاضطهاد, وقد تجلى هذا في تجارب اللاجئين السوريين، حيث يحاول الكثيرون الفرار من حالة عدم اليقين, فقد تواصل أحد المسيحيين السوريين مع كاتب طلبًا للنصيحة حول كيفية تهريب عائلته من سوريا إلى لبنان بحثًا عن الأمان, وبالمثل، ينتظر صديقي الكردي السوري في دولة أوروبية بعد أن أجبرت ميليشيات تدعمها تركيا أسرته على الفرار من مزرعتهم في شمال سوريا, وتظل تداعيات انهيار سوريا غير واضحة، ولكن المنطقة على حافة تغييرات عميقة، والمستقبل ما زال غير مؤكد.
MENAFN19122024000045015687ID1109010428
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.