(
MENAFN- Alghad Newspaper)
غزة - "ضرب وشبح وتنكيل وقمع وحشي، حرب نفسية وجسدية لا تتوقف".. هكذا يتعامل جيش الاحتلال الصهيوني مع الأسيرات اللواتي اعتقلهن من قطاع غزة، دون رأفة بحقهن كأسيرات يجب التعامل معهن بطريقة تحفظ حقوقهن.
لم يكن الأمر مجرد اعتقال عادي ويمر، بل تعداه لحرب جسدية ونفسية استمرت أكثر من 60 يومًا، بهدف كسر إرادة الأسيرات الغزيات بكافة الطرق.
خلود حنونة الأسيرة المحررة التي لم تكن عذاباتها تقتصر على اعتقالها من
مستشفى الأهلي "المعمداني" في مدينة غزة، أمام طفلتيها وصغيرها الذي لم يتجاوز الـ10 سنوات.
تتحدث حنونة عن معاناة الأسيرات الغزيات داخل سجون الاحتلال، قائلة: "كانت معاملة قاسية بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، حاول الجنود فيها خلع الكرامة عن الأسيرات واستغلال ضعفهن لإجبارهن على الاعتراف بما يُنسب إليهن من تهم لم يقمن بها".
وتضيف "لم يكن الأمر مجرد اعتقال ونفي عن العائلة، بقدر ما كان تعذيبا وتنكيلا وضربا وحرمانا من أبسط حقوقنا، والذي يصل إلى حرب نفسية وجسدية سعى خلالها الجنود والمجندات إلى نزع الآدمية عن الغزيات ومعاملتهن بأقصى صنوف العذاب".
وتتابع "لا يوجد استقرار داخل السجون، فالتنقل من معسكر لآخر حرب أخرى، علينا أن نتوقع الأسوأ في كل مرة يتم التحقيق معنا بطريقة أبشع من سابقتها".
وتوضح أن الأسيرات يتعرضن للتفتيش والتجريد من الملابس وتقييد الحركة وربط الأيدي ببعضها لساعات، فضلًا عن أن الطعام المقدم لا يكفي لسد جوعنا.
"قضيت 60 يومًا في أروقة التحقيق والثكنات العسكرية، دون أن أعلم السبب في مكوثي هذه المدة بعيدًا عن عائلتي وأطفالي". وفق حنونة.
وتكمل قائلة "لا يترك الجنود فرصة للتلذذ في عذابات الأسيرات، فهم يعرفون أن بُعدي عن صغاري نار تكوي قلبي، لذلك حاولوا استغلالي كي أعترف بشيء لم أفعله".
وعن ظروف الاعتقال، تعود حنونة بذاكرتها لذلك اليوم الذي لم ترغب أن تعيشه هي أو صغارها مرة أخرى أو حتى مجرد تذكره.
تقول والألم يعتصر قلبها: "اجتمع علينا برد شهر ديسمبر، وسط خوف ورعب وحصار بين فوهات دبابات جيش الاحتلال".
وتشير إلى أن عائلتها حُوصرت في منزلها بحي الزيتون، تحت قصفٍ مدفعي وحربي متواصل على مدار الساعة، دون أي حركة تُهدد حياتنا إن قمنا بها.
وتضيف "بعد الحصار وعدم مقدرة الدفاع المدني أو الصليب الأحمر على الوصول إلينا قررنا النجاة بأرواحنا وصغارنا، بعدما استشهد 17شخصًا من عائلتي، فاتخذنا قرارا جماعيا بالخروج تحت أصوات القصف التي لم تتوقف لبرهة من الزمن".
وتردف "مع أذان العصر وصلنا للمستشفى المعمداني وبتنا ليلتنا في العراء تحت لسعات البرد القارس التي لم ترحم أنات الصغار".
ولم تقف المعاناة عند هذا الحد، فاللحظة التي اعتقدوا أنها طوق نجاة انقلبت إلى جهنم تأكل أرواحا وتخطف أخرى.
ومع بزوغ شمس الصباح، تفاجأ الآلاف من مكتنفي جدار المستشفى المعمداني وملتحفي سمائه بأصوات تُمهلهم 10 دقائق للاستسلام والنزول إلى ساحة المشفى التي حُوصرت من كافة الجهات.
" لم أصدق ما أسمعه اعتقدت أني أتوهم، لكن فعلًا نحن محاصرون وجيش الاحتلال يلتف حول المشفى من كل مكان، احتضنت أطفالي وأخذنا بالنزول إلى ساحة المشفى، حيث تم فصلنا الرجال في جانب، والنساء في جانب آخر".
وتتابع: "طلب جيش الاحتلال من الرجال خلع ملابسهم وإحضار هوياتهم، أما النساء فيصعدن كل خمسة منهن على ظهر الدبابة، للتأكد من هوياتهن، فرافق ابني البكر والده، أما ابنتي وطفلي الذي لم يبلغ الـ10 أعوام بقوا معي".
لحظات ذعر عايشتها وأطفالها، لأن دورها في التفتيش يقترب شيئًا فشيئًا، كما تضيف حنون، "ما إن جاء دوري حتى أمرني الجندي بالتقدم وحدي، دون أطفالي على خلاف السيدات الأخريات".
تتابع "تشبّث بي صغيري الذي لم يفهم ما ينوي جيش الاحتلال فعله، وتم اعتقالي أنا وثلاث سيدات أخريات، إذ وجه بندقيته على رأسي، وأعتقدت أنه سيتم إعدامي، فأخذت اتمتم ببعض التسابيح والأذكار حتى تم اقتيادي في سيارة خاصة مع النسوة إلى جهة مجهولة".
وبعد 60 يومًا من التحقيق والتنكيل، جرى الإفراج عن الأسيرة حنونة، لكن الإفراج أضاف عذابًا فوق قهر السجن وقسوته، كونه تم الإفراج عنها جنوبي القطاع، في حين يقطن أطفالها وعائلتها شماله. -(وكالات)
MENAFN18122024000072011014ID1109009941