Tuesday, 17 December 2024 11:47 GMT



Be Queen Hand Made: رحلة بلقيس قمصية نحو الإبداع والتميّز شاهد PNN فيديو

(MENAFN- Palestine News Network ) بيت لحم/PNN- في بلدة بيت ساحور، ووسط تحديات جائحة كورونا التي أثرت على الكثير من الناس، بدأت بلقيس قمصية رحلتها الملهمة نحو النجاح في عالم الحرف اليدوية. كانت بلقيس، مثل الكثيرين في تلك الفترة، في حالة من العزلة داخل منزلها، لا تعلم ماذا تفعل في ظل غياب العمل المعتاد. لكن، بدلاً من الاستسلام للظروف، قررت أن تبحث عن شيء جديد.

في إحدى المرات، بينما كانت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لفت نظرها شخص من خارج البلاد يصنع قطعاً يدوية رائعة باستخدام مادة شفافة تحبس داخلها أزهاراً جميلة. كان هذا هو الشرارة التي أشعلت فكرة مشروعها. بدأت في البحث عن هذه المادة وما هي طرق استخدامها، وفي النهاية قررت أن تطلب المواد من الخارج. ولكن، كانت البداية صعبة؛ فقد تأخرت الشحنات لبضعة أشهر، وكانت المواد نادرة، إضافة إلى أن مشروعها كان جديداً على المجتمع المحلي.

بدأت بلقيس بتجربة العمل في زاوية صغيرة من منزلها، حيث دمرت أكثر من 100 قطعة قبل أن تتمكن من إتقان الفن. تعلمت كيفية مزج مادة الريزن مع المجفف بنسب دقيقة وصبر طويل، فكل قطعة تأخذ وقتها، تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام أو حتى شهر في بعض الأحيان، بحسب تعقيد القطعة. ورغم الفشل المتكرر، لم تتوقف، بل أصرّت على متابعة العمل حتى أصبحت متمكنة، وبدأت تبتكر منتجات متنوعة مثل علاقات المفاتيح، وأدوات للسيارات، ولوحات فنية، حيث كانت تحفظ الأزهار داخل مادة الريزن لتبقى للأبد.

ومع مرور الوقت، بدأت بلقيس تدمج الريزن مع الخشب، مثل خشب الزيتون، لتصنع قطعاً فريدة تجمع بين الحرفية والجمال الطبيعي. عملت على تصميم أقلام، ساعات، وخارطة فلسطين، مما أضاف بعداً خاصاً لمشروعها. وكانت تروج لمنتجاتها عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك، إضافة إلى المشاركة في المعارض المحلية.

لكن الطريق لم يكن سهلاً. واجهت بلقيس تحديات عديدة في تسويق منتجاتها، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن. فالعديد من الناس بدأوا في استيراد منتجات بلاستيكية رخيصة الثمن من الخارج، مما أدى إلى تضارب في الأسعار. كان من الصعب عليها شرح الفرق بين منتج يدوي يستغرق وقتاً وجهداً وبين منتج استيراد سريع ورخيص. لكنها لم تستسلم، بل استمرت في توعية جمهورها حول قيمة العمل اليدوي والجهد المبذول فيه.

رغم هذه التحديات، كانت هناك دائماً فئة من الناس الذين يقدرون العمل اليدوي ويفضلونه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنتجات الفريدة والمخصصة. وكل قطعة كانت تحمل بصمة مميزة، حيث لم يكن هناك قطعتان متطابقتان تماماً. كان هذا هو سر جمال مشروع بلقيس، أن كل منتج يحمل لمسة شخصية وفنية.

مع مرور الوقت، أصبح طموح بلقيس أكبر من مجرد النجاح المحلي. بدأت تحلم بتوسيع نطاق عملها وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لتعبّر عن هوية مشروعها وبلدها للعالم. وعندما بدأت في دمج خشب الزيتون من صناديق الزيتون المحلية، كانت تروج لهذه المنتجات في المعارض الدولية، متأملة أن تحقق رؤيتها وأن تصل إلى جمهور عالمي.

قصة بلقيس هي قصة إصرار وتحدٍ، قصة امرأة رفضت أن تبقى محاصرة في عملها المعتاد أو في الظروف الصعبة، بل اختارت أن تكتشف ذاتها وتبني مشروعاً يعبّر عن إبداعها وحبها لفن الحرف اليدوية. هي مثال حي على أن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يقلبا التحديات إلى فرص، وأن كل شخص لديه القدرة على تحقيق حلمه إذا آمن بنفسه واستمر في السعي لتحقيق أهدافه.

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.












MENAFN17122024000205011050ID1109000994


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.