(
MENAFN- Alghad Newspaper)
محمد الكيالي
عمان - أكد مشاركون في مهرجان الأردن للإعلام العربي، والذي جاء تحت شعار "نصر فلسطين" في جلسته الثانية أمس تحت عنوان "المؤسسات الإعلامية العربية والإسلامية ودورها في دعم القضية الفلسطينية"، أن الإعلام العربي، أخذ بعدا جديدا ومختلفا في معالجة القضية الفلسطينية بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي.
وبينوا أن هذا المشهد، تجلت فيه الرؤى لدحض السردية الوهمية الكاذبة للإعلام الصهيوني، وإعادة تشكيل وجه الإعلام العربي ليعزز من نصرته لفلسطين وقضايا الأمة، وفق الصورة التي بدأ الإعلام يتوجه لرصدها في منطقتنا، ويمضي في مهمته بالانتصاف لفلسطين وشعبها وقضيتها.
وشارك في الجلسة: أستاذ العلاقات الدولية في الجزائر د. محمد سالم حمادي ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر والأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت سعد العنزي، وأدارها وزير الإعلام الأسبق صخر دودين.
حمادي أكد أن دعم الفلسطينيين عقيدة راسخة عند الجزائريين والعرب، مشددا على أن الصحفي الفلسطيني مقاتل من أجل الكرامة والعدالة وحقوقه، وأنه تمكن بإصراره من نقل الحقيقة بأمانة حتى في عز الحرب.
وأشار حمادي إلى أن العنوان الإعلامي الجزائري قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 ظل يأخذ النصيب الأكبر، تقديرا لهذا الحضور الكبير في المعركة الحقيقية لكل من يدعم الإعلام المضاد، مؤكدا "أن العرب أهل الكلمة، وكل الصحفيين والإعلاميين العرب تمترسوا وتخندقوا وراء الإعلام الفلسطيني الذي استطاع وبجدارة أن يفرض ذاته، ويفضح المخططات، باتجاه المحاكم والمؤسسات الدولية، حيث الصور الفظيعة التي هي محبطة بامتياز".
كما تحدث عن أهمية دحض السردية الوهمية الكاذبة للإعلام الصهيوني وهيمنته على الإعلام الغربي، داعيا إلى إعادة تشكيل صفوف الإعلام العربي ليقف في مواجهة السردية الصهيونية.
بدوره، ثمن العنزي، الدور الأردني المهم بإقامة مهرجان للإعلام العربي تحت شعار "نصرة فلسطين". مشددا على مسألة لا تقبل التشكيك أو الجدل، وهي موقف الكويت التاريخي الثابت والراسخ لدعم ونصرة القضية الفلسطينية منذ ما قبل النكبة الأولى في العام 1948.
وقال إن موقف الكويت الرسمي والشعبي، لم يتغير منذ العام 1948 تجاه دعم القضية الفلسطينية معنويا وماديا وإعلاميا وشعبيا، مضيفا "بينما نحن نجتمع اليوم هنا، يقام في الكويت المعرض الـ60 للتراث الفلسطيني بعنوان (خيوط الصمود)، وسط حضور دبلوماسي كبير من دول العالم، ويحظى هذا المعرض بتفاعل وتغطية إعلامية واسعة في وسائل الإعلام الكويتية".
ولفت إلى أن التاريخ زاخر بالمواقف السياسية والشعبية الكويتية لدعم القضية الفلسطينية، وليس أدل على ذلك من احتضانها لرموز العمل السياسي والمقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الوجود الفلسطيني في الكويت يعود إلى العام 1936، حين وصلت أول بعثة تعليمية فلسطينية إلى الكويت.
وبشأن دور المؤسسات الإعلامية في بناء الرأي العام وتوعية الجمهور بالقضية الفلسطينية، أوضح العنزي أن الآلة الإعلامية وقت الحرب، تُعتبر بمنزلة الآلة العسكرية، وقد ساهمت وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية في بناء الرأي العام، وتوعية الجمهور، وجعله على اطلاع مباشر بحقيقة ما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وشدد العنزي على أن وسائل الإعلام ساهمت بتوعية جمهور المحتل الذي ظل سنوات واقعا تحت زيف وسائل السردية الصهيونة، مبينا أنه مع تنامي وسائل الإعلام العربية، استطاعت هذه المنصات أن تغزو مجتمع الاحتلال نفسه، وتوضح للرأي العام هناك حقيقة ما يدور من معارك وموقف قادته من الحرب.
وقال إنه إزاء ذلك، خرجت الجماهير في الغرب بالآلاف في ساحات الجامعات الأوروبية والأميركية والشوارع والميادين لنصرة الحق الفلسطيني، ومنددة ببشاعة ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر بحق النساء والأطفال والأبرياء العزل في فلسطين.
وعن التحديات التي تواجه الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، قال إنه منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 وحتى 7 حزيران (يونيو) العام الحالي، استشهد ما لا يقل عن 108 صحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام، وكان من بين القتلى 103 صحفيين فلسطينيين.
ولفت العنزي إلى أن الأمر المهم في الحرب الأخيرة التي وصل صداها إلى العالم أجمع وبلغات عدة، وهو موضوع التوثيق، مبينا أن كل جرائم الاحتلال ضد الصحفيين والإعلاميين موثقة، وبعض المؤسسات الإعلامية الفلسطينية والخليجية والعربية التي فقدت مراسليها برصاص المحتل وثقت هذه الجرائم، وأعلنت في غير موضع عن ملاحقة الجناة ورفع القضايا الدولية ضدهم.
وبشأن دور الإعلام الجديد ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات حول القضية الفلسطينية، قال العنزي إن الإعلام الجديد، لعب الدور الأبرز بنشر المعلومات حول القضية الفلسطينية، لاسيما خلال الحرب الدائرة الآن.
وبين أن الشباب العربي والمغردين كانوا أذكى من "الخوارزميات"، وتحايلوا على وسائل المنع الإلكترونية التي تدعم العدو الصهيوني، ومن دون التصريح بكلمات "إسرائيل" و"فلسطين" تحايلوا أيضا على تقطيع الكلمات أو تغيير التسمية وإدخال حروف إنجليزية بين الكلمات العربية، ونجحوا باختراقها، ووصلت رسالتهم إلى كل المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية حول العالم.
وقال العنزي، إن القضية الفلسطينية ما تزال تتصدر صفحات مواقع التواصل، مؤكدا أن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس وزراء الاحتلال لم يأت من فراغ.
من جانبه، أشار أبو بكر لخطورة المنظومات الدولية التي وجهت الرأي ضد فلسطين، بما لها من تاريخ طويل في خدمة الحركة الصهيونية، لافتا إلى أن الحرب العسكرية ضد الفلسطينيين بدأت معها حرب التضليل الإعلامي للمجتمع الدولي، وذكر نصف الحقيقة عالميا، بما أسماه حرب التدوير الإعلامي.
وأكد أبو بكر على أهمية "تماسكنا كأمة عربية، دون ثنائيات أو مذهبيات يلعب عليها الآخر، وتثنينا عن الهم الأكبر وهو الدفاع عن قضية فلسطين"، مشيرا إلى أن الحرب الشاملة، التي دمرت الكثير من مؤسسات الإعلام في فلسطين، يعكس حجم الإبادة الكبير والقتل الممنهج الذي تكشفه الدراسات والتوثيق في هذا الجانب، مشددا على أن الصحفي الفلسطيني يعرف مسبقا أنه مشروع شهيد، فهو يمارس مهنته دون خوف.
وفي الجلسة التالية التي حملت عنوان "دور الإعلام والفن في دعم القضية الفلسطينية"، وأدارها وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأسبق فيصل الشبول، أكد عضو مجلس النواب اللبناني ملحم الرياشي، أهمية الفن والثقافة بدعم القضية الفلسطينية.
وتحدث عن إهمال الإعلام العربي للفنانين والموسيقيين الذين يخلدون الهم الفلسطيني ويبحثون فيه، وأوصى الجامعة العربية بإنشاء محطة تلفزيونية عربية، تُعنى بالشعراء والفلاسفة والمفكرين الفلسطينيين، باعتبارهم لبنة مهمة وهم أساس خلود فلسطين.
من جانبه، قال وزير الإعلام العماني الأسبق د. عبدالمنعم الحسني، إن هناك منصات عربية رائعة عبر وسائل التواصل بتكاليف بسيطة، أسهمت بنقل الرسالة الصادقة للعالم، مشددا على ثبات الموقف الإعلامي العُماني تجاه القضية الفلسطينية، انطلاقا من الانسجام الشعبي والرسمي، سعيا للحل العادل الذي يضمن الحياة الكريمة للفلسطينيين، ضمن الموقف الثابت للدولة والشعور الكبير للسلطنة مع الفلسطينين بسلاح المقاطعة.
وتحدث عن أهمية ودور الفنانين في دعم القضية الفلسطينية، مطالبا بتبني مشاريع فنية ضخمة في الفنون التشكيلية والبصرية والمسرحية، وغيرها من مفردات الفن والثقافة، باعتبار مراكز وفعاليات الفنون هي الخالدة التي ربما لا يوليها السياسيون اهتماما كبيرا، برغم أن هذا المكون الفني والثقافي يمكنه تغيير الكثير من الآراء والمقترحات في دعم فلسطين وقضيتها العادلة.
وأكد مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب الأسبق في ليبيا د. فوزي الغويل، أهمية المرحلة المفصلية من تجويع وتشريد وإبادة، ما يجعل من المهرجان عاملا مهما، إذ "لم تمر دورة من دورات المهرجان إلا وكانت فلسطين هي المحور الأساسي على مدار 5 دورات، ما خلق أصداء واسعة لهذه القضية التي تعتبر أولوية".
واعتبر أن المهرجان بمنزلة نواة لمشروع عروبي مهم، في ظرف موضوعي لما يجري على الساحة اليوم، معربا عن أسفه لعدم كفاية الدور الإعلامي العربي في ظل قضية فلسطينية لا تقبل خيارين.
MENAFN30112024000072011014ID1108941790