(
MENAFN) قبل أربع سنوات، تعهد الرئيس جو بايدن بالابتعاد عن سياسات سلفه دونالد ترامب، لا سيما فيما يتعلق باحترام القوانين والمعايير الدولية التي ساعدت الولايات المتحدة في تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945, في أول يوم له في منصبه، عاد بايدن إلى اتفاق باريس للمناخ الذي انسحب منه ترامب، ورفع العقوبات التي فرضها على المحكمة الجنائية الدولية ورئيستها السابقة فاتو بنسودا.
ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، تغيرت مواقف إدارة بايدن بشكل كامل، حيث قدمت دعماً قوياً لإسرائيل رغم انتهاك قواتها للقوانين الأمريكية والدولية, أصبح هذا التناقض أكثر وضوحاً عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم جرائم حرب في غزة, رفضت إدارة بايدن حكم المحكمة، مؤكدة عدم اعترافها بالمحكمة الجنائية الدولية, وهذا يتناقض مع دعم بايدن السابق لأعمال المحكمة، خاصة في محاولاتها لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غزو أوكرانيا في عام 2022.
كما رفض بايدن دعم مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت أثار قلقاً بشأن التزامه بإنفاذ القانون الدولي، خاصة في ظل دعمه السابق لأعمال المحكمة في قضايا أخرى, وفي الوقت نفسه، يسعى أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون، مثل ليندسي غراهام وتوم كوتن، إلى فرض عقوبات على المحكمة ومن يدعمها، زاعمين أن المحكمة تضر بالأمن الأمريكي, وقد انتقد الأستاذ كريغ مارتن من جامعة ولاية كانساس هذه الجهود، داعياً إدارة بايدن إلى عدم تقويض شرعية المحكمة الجنائية الدولية، وهي مؤسسة لعبت الولايات المتحدة دوراً أساسياً في تأسيسها, كما أشارت تاريتا بارسي من معهد كوينسي إلى أن نهج بايدن يكشف عن تناقض في سياسته الخارجية، حيث يضحي بمصداقية الولايات المتحدة من أجل حماية قادة أجانب متهمين بارتكاب جرائم حرب.
MENAFN25112024000045015687ID1108921313
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.