(
MENAFN- Alghad Newspaper)
زايد الدخيل
عمان- فيما ينشغل العراق الرسمي والشعبي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع الاحتلال الصهيوني دائرة حربه لتشمل أهدافا على الأراضي العراقية، ردا على هجمات شنتها فصائل مسلحة على الكيان، قال مراقبون إن التهديدات الصهيونية سواء كانت للعراق أو إيران أو سورية، وصولا للحوثيين، مستمرة، في محاولة منها لمنع انخراط هذه الجهات والجماعات والدول في الحرب ضد الكيان، ومن أجل أن تكون فرصتها مواتية لاستكمال حربها على قطاع غزة واستمرار التدمير والإبادة.
ويرتبط الانشغال بمخاوف جدية من استهداف الاحتلال الصهيوني لمواقع رسمية ربما تمتد لتشمل مقار حكومية وحقول نفط ومواقع إستراتيجية، ولا تقتصر على معسكرات الفصائل المتهمة بمهاجمة الكيان.
وتزامنت المخاوف العراقية مع شكوى صهيونية، الأسبوع الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي ضد 7 فصائل مسلحة في البلاد، وتحميل بغداد الهجمات التي تشنها تلك الفصائل ضدها، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية، وعبر وزارة خارجيتها، إلى توجيه رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ردا على هذه التهديدات.
وفي هذا الإطار، يقول النائب الأسبق الدكتور هايل الودعان الدعجة، بأن التهديدات الصهيونية للعراق سببها الهجمات التي توجهها الفصائل المسلحة الموجودة في العراق إلى الكيان الصهيوني بطريقة جعلت هذا الكيان يحمله مسؤولية ضبطها، الأمر الذي دفع العراق لمخاطبة مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة، لوقف الاعتداءات الصهيونية في المنطقة، والتي إذا ما استهدفت مواقع هذه الفصائل في العراق، فربما تحوله إلى بؤرة للصراع بين قوى إقليمية يصعب السيطرة عليها، بصورة ستهدد أمن المنطقة واستقرارها.
وتابع الدعجة: "كما طالب العراق الولايات المتحدة بتطبيق اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقع بينهما، والتي يرى فيها مظلة أمنية ودفاعية لحمايته من المخاطر الخارجية التي تستهدف سيادته وأمنه وسلامة أراضيه، غير أن الولايات المتحدة التي تصف هذه الفصائل بالإرهابية، وترى أنها تستهدف مصالحها أيضا في المنطقة، لا يبدو أنها متحمسة لتطبيقه، ولم تقدم أي التزامات أو تعهدات لمنع الضربة الإسرائيلية المحتملة على العراق."
وعزا ذلك إلى محاولة أميركا الضغط على الحكومة العراقية ورمي الكرة في ملعبها للحد من نشاطات هذه الفصائل.
وزاد: "وهذا ما يحاول الكيان الصهيوني استغلاله لتوسيع نطاق حروبه لتأخذ أبعادا إقليمية قد تجر الولايات المتحدة إلى المشاركة فيها بعد أن فشل في تحقيق أهدافه، ولمحاولته تخفيف الضغوط الداخلية والأميركية والدولية التي يتعرض لها جراء سلوكياته العدوانية في المنطقة، لدرجة أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت".
من جهته، يقول رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، إن التهديدات الصهيونية سواء كانت للعراق أو إيران أو سورية، وصولا للحوثيين، مستمرة في محاولة منها لمنع انخراط هذه الجهات والجماعات والدول في الحرب ضد الكيان، ومن أجل أن تغتنم الفرصة لاستكمال حربها على قطاع غزه ومواصلة حرب التدمير والتهجير والإبادة.
وبحسب شنيكات: "ربما تهدف هذه التهديدات إلى تحقيق أمرين؛ الأول تحييد الجماعات المسلحة في العراق بشكل مباشر من خلال التهديد ومنعها من تقديم أي إسناد لقطاع غزة، وكذلك ضد أي جماعات أخرى خارج العراق، ضمن سياسة بعث رسائل للأعداء الواضحين والمستترين، والثاني أن يتم تنفيذ ضربات جوية تستهدف البنى التحتية والأسلحة والتنظيمات نفسها، في محاولة لتدميرها أو إضعافها بشكل كبير".
وتابع: "إذا حدث ذلك فإنه يعني إرسال رسائل لكل ما تسميه إسرائيل أعداءها الظاهرين والباطنيين".
وأكد "استحالة تنفيذ ضربة للعراق بدون التشاور والتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، لأن الاحتمال قائم بأن يؤدي ذلك الى تأجيج الصراع في المنطقة، وانخراط التنظيمات في الحرب بشكل أكبر، وهذا يحتاج لتدخل أميركي في محاولة لضبط نتائج الضربة إن حدثت".
بدوره، قال الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبوزيد، إن مستوى التهديد الصهيوني للعراق بدأ يرتفع، خاصة في ظل تزايد استهداف المليشيات العراقية للأراضي المحتلة بالطائرات المسيرة، الأمر الذي قد يدفع الجانب الصهيوني للرد.
واستدرك أبو زيد: "إلا أن هناك محددات يبدو أن الجانب الصهيوني يعمل على ترتيبها، أبرزها التوقيت، حيث يبدو أن الكيان يريد الاقتراب من تحقيق إنجاز عسكري ما في جنوب لبنان، والذهاب إلى المسار الدبلوماسي للتخلص من عقدة الخسائر، ليتفرغ لمعالجة مسألة تهديد المليشيات العراقية، وحل معضلة سلاسل توريد الأسلحة من العراق إلى حزب الله اللبناني عبر سورية".
وأضاف إن العمليات الجوية الإسرائيلية داخل سورية بدأت تذهب إلى عمق أكبر، حيث بدأنا نلمس استهداف وتدمر مناطق في الصحراء السورية الجنوبية الشرقية، ما يشير إلى أن الجانب الصهيوني بدأ يقترب أكثر من الحدود العراقية السورية، وهو ما قد يوحي بأن إسرائيل قد تستهدف تمركز المليشيات الشيعية في البوكمال على الحدود السورية العراقية أو مناطق انتشار المليشيات في القائم وتلعفر وصحراء الأنبار.
وتابع: "إلا أن الاحتلال لن يذهب بعمليات الاستهدف إلى العمق العراقي بسبب وجود المحدد الأميركي الذي يخشى من ردود فعل المليشيات العراقية على قواعده العسكرية في العراق، مثل قاعدة عين الأسد الجوية شمال الأنبار.
MENAFN24112024000072011014ID1108920383