(
MENAFN- Alghad Newspaper)
أحمد التميمي
إربد- طالبت أمهات في لواء الكورة، وزارة التنمية الاجتماعية، بإيجاد مراكز مؤهلة لذوي الإعاقة، تكون في دير أبي سعيد وسموع وجديتا، إلى جانب إقامة مركز متخصص للسمع والنطق، وذلك لتخفيف عناء تنقلهم إلى العاصمة عمان أو مدينة إربد، وتكبدهم بالتالي المزيد من الوقت والجهد والكلف المالية.
وقالوا لـ"الغد"، إن "توفير الجهات المعنية وسائل
نقل لمراكز ذوي الهمم أيضا مهم ويخفف عنهم العبء المالي سواء داخل لواء الكورة أو خارجه"، مطالبات في الوقت ذاته بـ"إيجاد مدرسين مؤهلين لكافة الإعاقات من بصرية وذهنية وعقلية، يساعدون ذوي الإعاقة في خدمة أنفسهم إلى حد ما إلى جانب ما تقدمه لهم أسرهم في المجال ذاته".
وشددت الأمهات على "ضرورة فصل ذوي الإعاقة عن ذويهم بما يجعل صندوق المعونة الوطنية قادرا على تأمين رواتب شهرية لهم تسد جزءا من احتياجاتهم من علاج وفوط وسماعات وكراسي ومتابعة بكل أمور حياتهم".
وركزت الأمهات على "أهمية وجود قرار من كافة الوزارات لاعتماد البطاقة التعريفية لذوي الهمم، خصوصا في وزارات الصحة والتربية والتنمية الاجتماعية والعمل، مع ربط صندوق المعونة الوطنية إلكترونيا مع برنامج (حكيم) لتسهيل تنقل التقارير الصحية بسرعة لإنجاز معاملات ذوي الهمم".
وأكدن، أن "البطاقة التعريفية هي بمثابة وسيلة إلكترونية تظهر كل تفاصيل حياة المعاق تعليميا وصحيا ودعما ماليا وغيرها".
ولفتت إحدى الأمهات، أم محمد، إلى "معاناة الأهالي من غلاء أسعار قطع غيار السماعات والقوقعة وعدم توفرها داخل اللواء مما يضطر الأهالي للذهاب إلى عمان لتأمين لوازم ذوي الإعاقة وحتى القطع الرخيصة مثل البطاريات غير الموجودة داخل اللواء والتي قيمتها نصف دينار فقط وهي حاجة أساسية لفاقد السمع، مما يضطر الأهالي للذهاب إلى إربد لتأمينها أو دفع ثلاث دنانير بدل خدمة توصيل لتأمين قطعة بنصف دينار".
وأضافت، أن "فاقد السمع لا يحصل على البطاقة التعريفية دون وجود سماعة وهي غالية الثمن ومعظم الأهالي لا يستطيعون تأمينها بسبب ارتفاع سعرها وبالتالي عدم حصولهم على البطاقة التعريفية وعدم وجود متبرع لهم".
وأوضحت أم محمد، أن "الأهالي يعانون من عدم توفر الأدوية والفيتامينات مما يضطرهم لشرائها بسعر غالٍ وتكاليف مرهقة للأهالي وأيضا عدم قدرتهم على تأمين لوازم الدراسة والمواصلات، حيث إن الأغلب من ذوي الإعاقة لا يحصلون على أي مبلغ من صندوق المعونة أو التنمية الاجتماعية ورفضت التنمية لهم علما بأنهم حاصلون على البطاقة التعريفية".
وبينت، أنه "تم إيقاف المخصصات من صندوق المعونة لذوي الإعاقة، بحجة أن أحد أشقائهم من ذوي الإعاقة أيضا وتم توظيفه وهو يتقاضى راتبا من الضمان الاجتماعي"، لافتة إلى أن "الكل يعلم أن صاحب الإعاقة لا علاقة له بأشقائه حيث إنه يحتاج إلى مصاريف عالية للعلاج والمراجعات الطبية والنظارات والسماعات والجلسات الوظيفية والفوط وغيرها".
وقالت المواطنة مريم محمد، إن "اللواء يفتقر إلى مركز علاج فيزيائي ووظيفي ومدارس لذوي الإعاقة، خصوصا الإعاقات البصرية والذهنية وصعوبات التعلم ووجود مدرسين مؤهلين لكافة الإعاقات".
وأشارت، إلى "وجود عدد كبير من ذوي الإعاقة الحاصلين على البطاقة التعريفية والتي من ضمن بنودها حصول الطالب على مبلغ 36 دينارا شهريا للدراسة وللتخفيف عن الأهالي لتأمين دراسة الطلاب، إلا أن الأغلب من هؤلاء لم يتقاضوا أي مبلغ ولم يحصلوا على هذا الحق".
وأضافت محمد، أن "هناك شكاوى فئة الشباب من ذوي الإعاقة من عدم وجود أي فرص عمل لهم وعدم تقبل أي أحد فيهم للعمل وحتى الدارسين وحملة الشهادات لم يحظوا بحقهم في العمل وما يزالوا يشعرون بأنهم عبء على ذويهم وينتظرون أي فرصة ويطالبون بتوفير دورات وبرامج تدمجهم في المجتمع وتؤهلهم وتكسبهم ثقتهم بأنفسهم".
ووفق الباحثة الاجتماعية ريما الخشروم، فإنه "تم رصد 307 حالات لذوي الهمم في لواء الكورة (سمعية، بصرية، ذهنية، نطق، حركية، توحد)، بينما العدد أضعاف مضاعفة عن هذا الرقم".
وأكدت، أهمية "وجود مدرسين متخصصين لمرضى التوحد ومتلازمة داون، بسبب عدم قدرة الأهالي في كثير من الأحيان على التعامل مع مثل هذه الحالات وخاصة الشديدة منها، حيث اشتكت العديد من الأمهات من عدم قدرتهن على السيطرة على أولادهن والتعامل مع عصبيتهم وأساليبهم العدوانية أحيانا".
وأشارت الخشروم، إلى "ضرورة وجود حلول للمراجعات الطبية في العيادات والمراكز والمستشفيات والعمل على وجود مراكز تأهيلية، حيث يفتقر لواء الكورة للمتطلبات الأساسية التي يحتاجها أي شخص من ذوي الإعاقة".
كما أشارت إلى أنها "تواصلت مع الأمين العام للمجلس الأعلى لتأمين مدارس لذوي الإعاقة بالمنطقة وتمت الاستجابة بسرعة وتم التعاون من قبل الدكتور أحمد الخصاونة بالمجلس الأعلى في إربد والاجتماع بذوي الإعاقة وتلبية مطالبهم بتوفير مدرستين مجهزتين في دير أبي سعيد، وقد تساعد مع الأهالي بشكل كبير لتأمين أكبر عدد من ذوي الإعاقة بالبطاقات التعريفية".
من جانبه، قال مدير المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة فرع إربد الدكتور أحمد الخصاونة، إن هناك دراسة ستجريها دائرة الإحصاءات العامة بالتعاون مع المجلس لحصر عدد الإعاقات في لواء الكورة وبناءً على ذلك سيتم تحديد الاحتياجات والمشاريع التي تتعلق بذوي الإعاقة.
وأكد أنه تم الاجتماع أكثر من مرة مع ذوي الإعاقة مع المعنيين بوزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية من أجل إيجاد مدارس دامجة وتم الاتفاق على تأهيل مدرستين، إلا أن تأهيلها ورفدها بالكوادر المؤهلة والمعدات بحاجة إلى وقت.
وأشار الخصاونة، إلى أنه وبعد مخاطبات عديدة لمجلس محافظة إربد تم تخصيص مبلغ 50 ألف دينار للعام المقبل من أجل تأهيل المدرستين في لواء الكورة لاستقبال الطلبة من ذوي الإعاقة.
وأقر الخصاونة بأحقية مطالب الأهالي فيما يتعلق بمراكز علاجية وفيزيائية ووظيفية ومدارس، مؤكدا أن البطاقة التعريفية لا تُعطى إلا إذا كان تشخيص المريض 100 % وهي معترف بها في كل المؤسسات وهي وجدت من أجل مساعدة ذوي الإعاقة في التعامل معهم.
وأكد أن هناك بعض الأهالي يتعاملون مع أبنائهم من ذوي الإعاقة بطريقة خاطئة باعتبار أن الإعاقة دائمة ولا مجال لتحسّنها كما في الإعاقة السمعية ويريدون الحصول على بطاقة تعريفية على أنهم صم، من خلال رفضهم تركيب سماعات عند الكشف بحجة أن ثمنها مرتفع.
كما أكد الخصاونة، أن البطالة يعاني منها الجميع وليست مقتصرة على فئة معينة، إلا أنه أكد استعداده لتأمين أكثر من 100 فرصة عمل لذوي الإعاقة في مصانع مدينة الحسن الصناعية.
من جانبه، قال الناطق الإعلامي لصندوق المعونة الوطنية ناجح صوالحة، إن برنامج الدعم النقدي الموحد يعد أحد برامج صندوق المعونة الوطنية وهو برنامج لمساعدة الأسر الأردنية الفقيرة ويهدف إلى تقديم دعم مالي إلى الأسر الأردنية الأشد فقرا.
وأضاف، أن الصندوق وسّع برنامج نطاق الحماية الاجتماعية من خلال شمول شريحة من الفقراء العاملين وفقًا لمعادلة رقمية متعددة الأبعاد تستند لقواعد بيانات إدارية ومؤشرات بموجبها يحدد البرنامج وفق مؤشرات الأسر التي تستحق الدعم، تمثل أفضل الممارسات العالمية لتحديد الفئات الأشد فقرا إلى الأقل.
وأكد الصوالحة، أن الصندوق يعتمد على بيانات السجل الوطني الموحد المكون من 40 جهة حكومية للتأكد من استحقاق الأسر للدعم النقدي الموحد، إضافة إلى الزيارات المنزلية للتأكد من المعلومات من قبل الباحثين الاجتماعيين.
وأشار، إلى أن برنامج الدعم النقدي الموحد يقدم 100 دينار للأسرة المستحقة كحد أعلى، و40 دينارا كحد أدنى شهريا من خلال الحسابات البنكية والمحافظ الإلكترونية للمستفيدين أو من خلال بطاقات البريد الأردني، علما أن معدل خط فقر الأسرة والمقرر بـ100 دينار للفرد هو المعتمد لدى برنامج الدعم.
وأكد الصوالحة، أنه يتم إيقاف مخصصات الأسرة بناءً على مؤشراتها المعتمدة من خلال معادلة الاستهداف والبيانات الإدارية والزيارات المنزلية بعد التأكد من واقع حال الأسرة المعيشي.
بدورها، قالت وزارة التنمية الاجتماعية ردا على استفسارات "الغد"، إن لواء الكورة يعد من الألوية التي حظيت بمكرمة ملكية لإنشاء مركز نهاري دامج حيث تم افتتاح مركز الكورة الشامل رسميا في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2009 وهو يقدم خدماته لجميع القرى التابعة للواء من خلال حافلتين وطاقة استيعابية لخدمات التربية الخاصة 45 طفلا وخدمات التدخل المبكر 27 طفلا وخدمات العلاج الطبيعي 30 طفلا والعلاج الوظيفي 30 طفلا والعلاج النطقي 30 طفلا ويعمل بكامل طاقته الاستيعابية.
وأشارت الوزارة، إلى أنه تم استحداث وحدة تدخل مبكر في منطقة بيت أيدس لتخدم بلدية برقش وتعمل بطاقة استيعابية 45 طفلا واللواء حاليا لا يحتاج خدمات نهارية دامجة لكون الخدمات متوفرة باللواء ولا يوجد قوائم انتظار لطالبي الخدمة من المنتفعين من ذوي الإعاقة وأسرهم.
وبحسب الوزارة، فإن السمع والنطق ليست من اختصاص وزارة التنمية الاجتماعية وإنما من اختصاص وزارة الصحة، علما أن خدمة العلاج النطقي تقدم في مركز الكورة الشامل للخدمات النهارية الدامجة ووحدة التدخل المبكر/ بيت أيدس.
وقالت الوزارة، إن خدمات العلاج الوظيفي والفيزيائي تقدم من خلال مركز الكورة عن طريق أختصاصيين ذوي خبرة ومهارة.
وفيما يخص المدارس لذوي الإعاقة، أكدت الوزارة أن النهج الحقوقي المتبع هو دمج ذوي الإعاقة في مدارس التربية والتعليم.
وأشارت إلى أنه تم تحويل ملف الدعم المالي إلى وزارة التربية والتعليم منذ عام 2022، وترخيص المراكز النهارية التعليمية هو اختصاص وزارة التربية والتعليم.
MENAFN24112024000072011014ID1108920348