Tuesday, 19 November 2024 02:28 GMT



فيسبوك يمتلك قدرة مذهلة على تذكر تفاصيل

(MENAFN) فيسبوك لديه قدرة مذهلة على تذكر تفاصيل كنت قد نسيتها منذ فترة طويلة, منذ انضمامي إليه في عام 2006، تم دعوتي إلى نحو 2000 حدث، بما في ذلك احتفال بذكرى تأسيس نادي ليلي في لندن أغلق أبوابه الآن، وحفل خفيف بمناسبة بدء عملية بريكست، ومؤتمر نباتي (رغم أنني لم أكن نباتياً أبداً), كما يسجل فيس بوك عضويتي في مجموعة غريبة من الجماعات، مثل مجموعة لمؤيدي "راشتريا سوايامسيفاك سانغ"، وهي ميليشيا هندوسية قومية، وأخرى لمقيمين في مدينة هنتنغتون بولاية فرجينيا الغربية، التي كانت تُلقب ذات يوم بـ "أكثر المدن الأمريكية بدانة" (أنا لا أعتبر نفسي أمريكياً، ولا قومياً، ولا هندوسياً سميناً).

كما لم أشارك في وسائل التواصل الاجتماعي لكي أسترجع ليالي مراهقتي أو أتأمل في مغامراتي الأخيرة كصحفي أجنبي, بدلاً من ذلك، كان تركيزي على إزالة نفسي من العالم الرقمي تماماً, لم يكن ذلك قراراً سياسياً، بل قراراً عملياً, كنت على وشك إطلاق بودكاست حول رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، وعرفت أن أي صحفي يتناول سياسات مودي أو تعليقاته المثيرة للجدل قد يصبح هدفاً للإساءات على الإنترنت، خاصة إذا كانت الصحفية امرأة, وفقاً للاتحاد الدولي للصحفيين، يواجه ثلثا الصحفيات هجمات عبر الإنترنت، ومن المحتمل أن تكون هذه النسبة أعلى في جنوب آسيا، حيث تتعرض الصحفيات لاستهداف من قبل المتنمرين وتهديدات بالقتل وحتى الكشف عن معلوماتهن الخاصة, قالت لي صحفية هندية إن شخصاً ما قام بوضع وجهها على جسد امرأة في فيديو إباحي قبل نشره على الإنترنت.

كذلك بصفتي صحفية، أنا مدركة تماماً مدى سهولة العثور على معلومات شخصية عبر الإنترنت, على سبيل المثال، عندما كنت أبحث عن المدير التنفيذي الجديد لشركة مدرجة في ناسداك، راجعت التوصيات على صفحته في لينكدإن وتواصلت مع الأشخاص الذين أيدوه للحصول على فكرة عن أسلوبه في الإدارة, كما أن الملفات العامة على تطبيق "فينمو" للمدفوعات من نظير إلى نظير يمكن أن تكشف عن تفاصيل حميمة عن حياة الشخص، مثل من يعيش معه، وأين يقضي عطلاته، ومن يشتري المخدرات منه، كما اكتشفت في إحدى الحالات, وعلى الرغم من هذه التجارب، لم أتخذ الاحتياطات اللازمة بشأن وجودي على الإنترنت, كنت أشارك اسمي وبريدي الإلكتروني بسهولة لتسجيل الدخول إلى شبكات الواي فاي العامة، مثل "AddisFreeWifi123" أثناء سفري عبر إثيوبيا, كنت أتصل بأمي لأخبرها بوصولي بأمان، وأستخدم تطبيقات البنوك دون فحص إعدادات الخصوصية, حتى وقت قريب، لم أفكر كثيراً فيما أشاركه على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع اقتراب موعد البودكاست الخاص بي، عرفت أنه يجب علي أن أبدأ في تقليص بصمتي الرقمية, كانت الخطوة الأولى هي فهم ما هي المعلومات المتاحة عني, بتفكير يشبه تفكير المتابعين، وضعت متصفح الإنترنت في وضع "خاص" وبحثت عن اسمي في جوجل, كانت النتائج مليئة بالمقالات التي كتبتها على مر السنين - معظمها قبل انضمامي إلى *الإيكونوميست* - ولكن لم تحتوي أي منها على معلومات شخصية.

MENAFN19112024000045015687ID1108900473


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية