(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
كتب: علي ميرزا
الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00
شهدت النسخة الأخيرة من بطولة المنتخبات العربية للرجال 23 للكرة الطائرة وجود كوكتيل من المعلقين الرياضيين، كل منهم له شخصيته ولونه وثقافته التعليقية، وهذا من شأنه أتاح فرصة تنوع الأذواق للمتابعين الذين حالت ربما الظروف دون حضورهم لمتابعة المنافسات من مكان الحدث، وحرصنا خلال هذه المحطة أن نقدم معلقي البطولة، والاستماع إلى وجهات نظرهم الخاصة، ورؤيتهم للبطولة من من زواياها المختلفة.
العمل الاحترافي
هنأ معلقنا الرياضي المعروف عقيل السيد القيادة السياسية والقيادة الرياضية ومجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة برئاسة الشيخ علي بن محمد آل خليفة والجهازين الإداري والفني واللاعبين على الإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني للعبة بحصوله على لقب البطولة العربية 23 لرجال الطائرة.
ولفت السّيد إلى أنّ اتحاد اللعبة بات غنيا عن التعريف من خلال تميزه في استقطاب أصناف البطولات وتسجيل النجاح المتميّز في تنظيمها، ومن يستضيف بطولة العالم فهذا بلا شكّ يعمل باحترافية، ونجاح البطولة العربية كان وراءها فريق عمل استعد جيدا بقيادة الأمين العام فراس الحلواجي الذي كان يقف وراء مختلف المهمات وهناك ربان الاتحاد الشيخ علي بن محمد وبقية أعضاء مجلس الإدارة ساهموا في النجاح.
وتناول السيد الأمور الفنية في البطولة وقال: المباريات التي يكون فيها مستوى المنتخبات متقاربا تكون قمة في الأمور الفنية، وهناك مباريات جاءت من طرف واحد لتباين المستوى، وهذا أمر طبيعي لتباين أهداف وطموحات المنتخبات من تنافس أو احتكاك وإعداد للمستقبل، لافتا إلى أنه كان بالإمكان أن يزاحم البعض المنتخبات الثلاثة المرشحة البحرين وقطر وتونس أمثال عمان والكويت.
ورأى السيد بأنّ لقاء منتخبنا وتونس كان قمة في الأداء والتنافس، والأمر نفسه في لقاء منتخبنا وقطر في النهائي إذ ظهر منتخبنا قارئا جيدا لمنافسه ليقدم عرضا مبهرا، وقد قدمت لنا البطولة بعض العناصر الجديدة في المنتخب وهذا دليل على استمراريته بحسب تعبيره.
وتطرق للحديث عن الحضور الجماهيري قائلا: من الطبيعي أن يكون الحضور في مثل هذه المناسبات مقتصرا على المنتخب المستضيف، ورغم أنّ الحضور في البداية لم يكن في المستوى إلا الحضور تضاعف مع ارتفاع حدّة المنافسة بين المنتخبات، ونظام البطولة ربما أعطى فسحة للجماهير لعدم الحضور نظرا لتواضع مستوى بعض المباريات، وبصريح العبارة بأنّنا كمعلقين كانت المعلومات تصلنا إلى غرفة التعليق وهذا أمر جميل لا يتكرّر في كل البطولات وبهذه المناسبة وجه السيد شكره إلى عادل البناء مدير الاتحاد العربي للكرة الطائرة الذي كان يمد المعلقين بكل ما يحتاجونه، إضافة إلى القائمين على تقنية «فيديو التحدي» كانوا مشكورين يوضوحون لهم أي ملابسات تحصل خلال مباريات البطولة، ويبقى الأجمل أنّ كل ما قدم في البطولة من الجميع قد توّج في نهاية الطواف باللقب الذهب، وهذا يؤكدا على أنّ اتحاد الطائرة يسير في الطريق الصحيح.
لاعبون مميزون
وصف المعلق الرياضي السعودي «الشامل» حسين الأحمد البطولة بأنها ناجحة من الناحية التنظيمية، وشهدت مشاركة منتخبات لها سمعتها، وقد ظهرت قوة المنتخبات خلال منافسات دور النصف النهائي من خلال مباراة.
وخصّ الأحمد المنتخب البحريني بالحديث قائلا: المنتخب له مستقبل كبير، وبات منافسا قويا أمام المنتخبات التي حققت بطولات سابقة، ويرى بأنّ البطولة قد كشفت عن لاعبين مميزين قدموا مستويات مميزة وهذا من شأنه ساعد على نجاحها، وقد أتاحت لنا المنافسات مشاهدة نجوما من مختلف المنتخبات، وشخصيا استمتعت من خلاف مايك التعليق بالمستويات والمهارات التي قدّمت، وأعلنها من هنا بأنّ مملكة البحرين قادرة على تنظيم بطولات عالمية إذ عوّدتنا على النجاح الدائم.
وختم قائلا: أشكر الجميع على ما تم تقديمه في هذه البطولة وفي مقدمتهم الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحادين البحريني والعربي للكرة الطائرة والأمين العام فراس الحلواجي عطفا على ما يقوم به من مجهود وكافة أعضاء مجلس الإدارة وكذلك الهيئة العامة للرياضة.
نجاحات متعددة
وأكّد الدولي الإماراتي السابق والمعلق الرياضي المميّز الحالي جعفر الفردان بأنّ مملكة البحرين سجلت نجاحا استثنائيا باستضافة البطولة العربية في ظروف صعبة، ويتجلى ذلك في مشاركة ثمانية منتخبات فقط، وهو ما يعد رقما متواضعا في ظل الغيابات الكثيرة التي شكلت تحديا أكبر أن تنجح بتنظيم البطولة، زد على ذلك أن المستوى الفني للبطولة تأثر كثيرا بالغيابات، ولكن تحديات إقامتها كانت أهم من الاعتذار عن عدم التنظيم.
ويرى الفردان بأنّ سر النجاحات يكمن في (الأب الروحي) الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحادين البحريني والعربي للكرة الطائرة، الرجل الذي يقف خلف كل الإبداعات العربية، وما زلنا ننتظر الكثير من البطولات والأفكار والمشاريع التطويرية.
وتابع قائلا: يرى أنّ نقل جميع المباريات عبر قناة البحرين الرياضة بأصوات خمسة من الأخوة المعلقين المبدعين وهم توفيق الزاكي وعقيل السيد وعلي الشعباني وحسين الأحمد وعلي آل محسن الذين أطربوا المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج زاد من النجاح.
وقال: بأنّ المستوى الفني كان مميزا في الدور نصف النهائي والنهائي وكان جيدا في الدور التمهيدي، والسعودي ظهر باهتا جدا على غير العادة رغم استبدال جلده خلال هذه المشاركة، والأزرق الكويتي توقعنا منه الكثير، ولكنه خيب كل الظنون رغم توفره على لاعبين قادرين على صنع الفارق لكنهم لم يقدموا ما يشفع له، والمنتخب العراقي رغم الخامات المميزة، لكنها تحتاج للكثير من العمل الشاق، وسيكون شكل العراق مختلفا في قادم الأيام إذا ما استطاع الاتحاد هناك من صناعة دوري قوي بين الأندية المنضوية تحت لوائه.
ويرى الفردان بأنّ مشاركات الأردنيين في البطولات المختلفة، وسيأتي أكله في البطولات القادمة شريطة البحث عن العمالقة على شاكلة القامات الطويلة التي شاهدناها في ملاعب كرة السلة لذا الاستثمار في أرض النشامى يجب أن يكون مشروعا وطنيا.
وتابع قائلا: بأنّ المشاركة الأكثر استفادة في هذه البطولة للمنتخبين العماني والتونسي هذا الأخير الذي جاء بالمنتخب الرديف وقدم مستويات رائعة توجها بالفوز ببرونزية البطولة وحصل على المركز الثالث،
ولعل كبرى مفاجآت البطولة وصول المنتخب العماني لدور الأربعة وأعتقد أنه منتخب يسير بصورة تصاعدية في كل مشاركاته، وسيكون رقما صعبا في قادم الأيام، وأجمل ما فيه اعتماده على قيادة تدريبية وطنية عمانية ممثلة في الكابتن جمال المعمري والكابتن خالد المقبالي الذين قدما صورة مشرقة للمدرب الوطني.
وتابع الفردان: ومن النجاحات تواجد تقنية (التشالنج) التي أبعدت الحكام عن الوقوع في كوارث تحكيمية، ولعل هذه النسخة كانت استثنائية بحق وحقيق بمستويات الحكام الرائعة، التي خلت من احتجاجات وتظلمات واعتراضات مما يدل على روعة أداء الصافرة العربية خلال البطولة، وشهدنا حكاما مميزين يصعدون للألق بسرعة الصاروخ.
وقال الفردان بأنّ كل الأمور في البطولة كانت تسير بالشوكة والسكين من قبل القائمين عليها، وكانت كل ناحية تتميز وتنافس شقيقتها الأخرى، وخلاصة القول أن تميز تنظيم البطولات على أرض مملكة البحرين يعتبر النموذج الأفضل، ولذا لم نستمع في هذه النسخة لشكاوى المنتخبات في أي جانب من الجوانب.
وأكّد بأنّ البحرين تتفوق دائما على الجميع في وجود ميديا صاخبة، وإعلام قوي ومؤثر، تسخره دائما ليكون مرتكزا مهما من مرتكزات النجاح ومرافق للأحداث الرياضية دائما ولعل الميديا
المتمثلة في الصحافة المكتوبة والنقل التلفزيوني والسوشيال ميديا المتابع لتفاصيل تفاصيل البطولة.
وتابع في السياق ذاته بأنّ آخر مرتكزات النجاح في البطولة الحضور الجماهيري الفاعل والمؤثر والدافع للاعبين لتقديم الأفضل وكم استمتعنا بالأهازيج والأغاني والتفاعل.
وتطرق إلى المباراة النهائية وقال: لقد شاهدنا الأحمر البحريني
بالإرادة الفولاذية والجينات الخاصة والكاريزما التي اعتادت على تطويع الخصوم وبجماهير عاشقة (حتى الثمالة)، البحرين تصدرت المشهد في لقطة الختام ورفعت ذهب البطولة عاليا لتؤكد علو كعبها في هذه اللعبة، إذ
لعبت في ختام البطولة أمام العنابي المتمرس والقوي والمدجج بالنجوم ، وكانت مؤشرات الختام بمقاييس الإعلاميين والفنيين والمدربين «50/5 وجاء
النهائي مميزا رائعا شاهدنا فيه فنون الكرة الطائرة بين كر وفر وبين هجوم ودفاع وبين سواحق لا تصد ولا ترد واستبسال دفاعي رائع،
وجاء التميز في كل المهارات لكن الفاصل بين المنتخبين روح الانتصار الذي تقمصها البحريني بالإضافة للتوليفة المثالية والتدخلات التي أجراها الارجنتيني (إلقيتا)، في المقابل كان العنابي القطري بخاماته قادرين على صنع الفارق، لكن إمكاناتهم أكبر بكثير من عطائهم في النهائي، وشاهدنا بعض اللاعبين في حالة (توهان) ولم نشاهد تدخلات إيجابية لمدرب العنابي الذي لم يحسن التصرف في خلق منظومة دفاعية تجيد التعامل مع سواحق نجوم البحرين المتمثلة في محمد يعقوب وناصر عنان وعلي ابراهيم الذين كانوا في غاية السلطنة والرواق والأناقة الفنية على المستويات المهاري.
وقال بأنّ أن المنتخب القطري في حالة تجديد لقوام المنتخب الحالي ولكن من البديهي أن تكون الروح حاضرة دون فقدان الأمل خلال المباراة، ودراسة الخصم وقراءة احصاءات القوة والضعف من أسرار المدرب القطري لكننا لم نشهد ذلك.
وختم كلامه موجها تبريكاته للمنتخب البحريني على المستوى المشرق والفوز بذهب البطولة، وحظ أوفر للعنابي القطري ونبارك له تقلده الميدالية الفضية ونبارك للمنتخب التونسي فوزه بالميدالية البرونزية ونبارك لجميع المنتخبات أجر المحاولة على أمل أن نلتقي في بطولات أخرى بشكل أجمل وبمستوى أقوى ومنافسة أشرس.
الدور الإعلامي
ولفت معلقنا المعروف توفيق الزاكي إلى أنّ مملكة البحرين تتوفر على كوادر تنظيمية متمرّسة ومتمكنة وخبرات متراكمة وهذا يقف وراء نجاح أي استحقاق رياضي مهما كان حجمه، ولا ننسى الدور الإعلامي المميّز بأصنافه المختلفة كان له دور كبير في النجاح.
وتطرق الزاكي إلى الحديث عن المنتخبات عن نظام البطولة وقال بأنه لم يشكل أي ضغوط على المشاركين، واقتصر دوره على تحديد المراكز، وقال بأنّ البطولة بشكل عام كانت فرصة للمنتخبات كيّ تتعرف على مستوياتها من الزوايا المختلفة، لافتا إلى أنّ منتخبنا قدم مباراة نهائية قوية وجميلة أمام المنتخب القطري، وتوجّ الأداء بفوز مستحق ليعطيه لقبا ذهبيا ثالثا.
ويرى الزاكي أنّ غياب المنتخبات الأفريقية العربية ممثلة في المصري والليبي والجزائري والمغربي من شأنه قد ترك أثره الفني على البطولة، خاصة وأنّ أصحاب الغيابات لها ثقلها وشخصيتها على المستويين الأفريقي والعربي.
طابع خاص
ويرى معلقنا الشباب علي الشعباني بأنّ البطولة العربية لها طابع خاص ومختلف من خلال تواجد الأشقاء، لافتا إلى أنّ البطولة في نسختها 23 قد احتضنها الجمهور البحريني إذ ظهرت بطعم مختلف خاصة خلال أدوارها الإقصائية.
ولفت الشعباني إلى أنّ منتخبنا الوطني قد ظهر في البطولة بشكل متلاحم يضرب به المثل العالي في الوطنية، وهكذا الأمور سارت بين معلقي البطولة الذين كانوا يقدمون الدعم لبعضهم البعض وكان لذلك رونقه الخاص، غذ تبادل الزملاء الأدوار في التعليق على المنافسات، وكانوا سندا لي في المباراة النهائية وكأننا كنا جميعا نعلق بحنجرة واحدة، فشكرا لهم من الأعماق، مجسدسن روح الزمالة الإعلامية الواحدة.
MENAFN17112024000055011008ID1108895127