(
MENAFN) الصحافة الحقيقية، كما قال الشاعر سيماس هيني، تتعلق بقول الحقيقة, الصحفيون الذين يسعون لكشف آليات السلطة، وفضح القسوة والأكاذيب والجرائم التي يرتكبها أصحاب السلطة، غالباً ما يُنظر إليهم كتهديدات من قبل من هم في السلطة, هؤلاء الصحفيون يعكسون الصورة للنظام ووسائل الإعلام المتواطئة معه، ليصبحوا أهدافاً للحكومات ومشعلي الحروب.
كذلك حالياً، هناك حوالي 4,000 صحفي أجنبي معتمد في إسرائيل لتغطية الصراع المستمر، وغالباً ما يقيمون في فنادق فاخرة ويشاركون في فعاليات ينظمها الجيش الإسرائيلي مثل عروض الكلاب والخيول, في بعض الأحيان، يُرافقهم الجنود الإسرائيليون في زيارات قصيرة إلى غزة، حيث يعرض عليهم مواقع عسكرية مثل الأنفاق المزعومة أو مخازن الأسلحة التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها تخص حماس, هؤلاء الصحفيون يحضرون المؤتمرات الصحفية اليومية، حيث يتلقون معلومات، غالباً ما تكون غير دقيقة، من المسؤولين الإسرائيليين، ليصبحوا، أحياناً دون علمهم، ناقلين للدعاية الإسرائيلية, كما قال برتولت بريخت، هؤلاء الصحفيون هم "متحدثون باسم المتحدثين".
وفي المقابل، لا يوجد صحفيون أجانب في غزة, بدلاً من ذلك، يعمل الصحفيون الفلسطينيون بلا كلل تحت مخاطر كبيرة لتغطية القصة, منذ بداية الحرب، قُتل ما لا يقل عن 134 صحفياً وعاملاً في وسائل الإعلام في غزة والضفة الغربية ولبنان، وتم سجن 69 آخرين، مما يجعل هذه الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين في جمع البيانات في عام 1992, وفي الآونة الأخيرة، قصف الجيش الإسرائيلي مبنى في جنوب لبنان يضم سبع منظمات إعلامية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة صحفيين وإصابة 15 آخرين, ومنذ بداية الصراع في 7 أكتوبر، قتلت إسرائيل 11 صحفياً في لبنان فقط, في غزة، أصيب مصور قناة الجزيرة فادي وحيد برصاصة في الرقبة من قناص إسرائيلي ويقع في غيبوبة, على الرغم من حالته الحرجة، رفضت إسرائيل السماح له بتلقي العلاج الطبي خارج غزة.
كما كان فادي وحيد، مثل زميلته الراحلة شيرين أبو عاقلة، معرّفاً بوضوح كصحفي، حيث كان يرتدي خوذة وسترة واقية من الرصاص، لكن الجيش الإسرائيلي وصف ستة صحفيين فلسطينيين في غزة، من بينهم صحفيون من قناة الجزيرة، بأنهم "إرهابيون", وقالت المقررة الخاصة للأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانسيسكا ألبانيزي، إن هذا التصنيف يبدو وكأنه حكم بالإعدام, في الوقت نفسه، شارك صحفي إسرائيلي بشكل مباشر في القتال أثناء عمله كصحفي.
MENAFN12112024000045015687ID1108876165
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.