اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في الأردن يثير جدلا

(MENAFN) لقد أثار اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في حقل الريشة الواقع في شمال شرق الأردن جدلاً حول ما إذا كانت هذه الاحتياطيات ستكون كافية للاستهلاك المحلي أو التصدير. وقد قدر مدير الموارد الطبيعية في وزارة الطاقة، بهجت العدوان، الاحتياطيات بـ 9.4 تريليون قدم مكعب، مشيرًا إلى أن الدراسات تشير إلى أن الغاز قد يكون قابلًا للاستخدام التجاري سواء للاستهلاك المحلي أو التصدير. وقد أثار هذا الاكتشاف تفاؤلًا بشأن إمكانية تقليص اعتماد الأردن على الطاقة المستوردة.

ومع ذلك، فقد خففت المتحدثة باسم وزارة الطاقة، لندا النعيمات، من حجم التوقعات، موضحة أنه من المبكر الحديث عن إمكانية تصدير الغاز. حاليًا، قد لا تلبي الكميات المنتجة سوى جزء من احتياجات الأردن للطاقة المحلية. ورغم أن الاحتياطيات كبيرة، إلا أن البلاد لا تزال تواجه تحديات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف استيراد الطاقة، حيث تستورد حوالي 90 بالمئة من احتياجاتها من النفط. ولذلك، تركز الحكومة على زيادة إنتاج الغاز لتقليص نفقات الطاقة.

أكد الخبير الاقتصادي الأردني، سلامة الدراوي، أن قطاع الطاقة يشهد تحولات استراتيجية، خاصة في ما يتعلق بإمكانات الغاز في حقل الريشة. وأوضح الدراوي أن الأولوية للأردن حاليًا هي زيادة إنتاج الغاز من الحقل، حيث يهدف إلى رفع الإنتاج اليومي من 31 مليون قدم مكعب إلى 50 مليون قدم مكعب بنهاية عام 2024، مع هدف طويل الأمد للوصول إلى 200 مليون قدم مكعب يوميًا بحلول عام 2030. إن زيادة الإنتاج أمر بالغ الأهمية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد.

سلط عوني الداود، الكاتب الاقتصادي الأردني، الضوء على أهمية الاكتشاف لأمن الطاقة في البلاد. وأشار إلى أنه إذا كانت الكميات المعلنة دقيقة، فإنها قد تدعم احتياجات الأردن من الغاز الطبيعي لمدة تصل إلى 60 عامًا. ومع اعتماد قطاع الطاقة والعديد من المصانع بشكل كبير على الغاز، فإن هذا الاكتشاف يمثل فرصة لتقليل تكاليف الطاقة والاعتماد على المصادر المحلية بدلاً من المصادر الخارجية التي تكون عادة عرضة للانقطاع.

MENAFN12112024000045015839ID1108875081