(
MENAFN- Alghad Newspaper)
هبة العيساوي
عمان - تساءل خبراء في قطاع العمل حول ما إذا كانت اللجنة الثلاثية لتحديد الحد الأدنى للأجور ستأخذ بالاعتبار نتائج الدراسات حول قيمة الرفع المطلوبة للأجر، فيما يتوقعون بأن يصل لـ281 دينارا بدلا من 260، وهذا وفقهم، غير كاف أبدا، إذ على اللجنة ألا تلتزم بهذه القيمة، بل يجب النظر لأثر ذلك على حياة المواطن العامل من جهة، وفي الوقت نفسه مراعاة صاحب العمل.
تصريحات
وزير العمل خالد البكار الأخيرة، أكدت أن قيمة الرفع للحد الأدنى، يجب ألا تحددها نسبة التضخم فقط، بل أيضا الكلف المعيشية ونمو الناتج المحلي.
وكان البكار صرح، أن الحكومة تؤمن بأن العامل يحتاج لتحسين أوضاعه، لكن الحكومة تعتمد على دراسات علمية وإيجابيات الرفع على الاقتصاد الكلي، وأثره على القطاعات الإنتاجية، مشيرا لوجود دراسات أعدها البنك المركزي الأردني ومنتدى السياسات الأردني والمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي بهذا الشأن.
وأشار البكار أيضا؛ إلى أن قرار الرفع بموجب قانون العمل، منوط باللجنة الثلاثية، المكونة من ممثلي أصحاب العمل والعمال والحكومة، وخلال أسبوعين ستجتمع هذه اللجنة بهذا الخصوص.
وكان المنتدى، أصدر أخيرا ورقة سياسات بعنوان "اقتصاديات الحد الأدنى للأجور: نظرة على الحالة الأردنية"، تهدف لتقديم حقائق وتوصيات حول الحد الأدنى، بالنظر للأدبيات الاقتصادية، والمؤشرات الخاصة بالحالة الأردنية، مع إجراء مقارنات مرجعية مع دول إقليميا وعالميا.
وفي سياق متصل، اجتهد المنتدى باحتساب الزيادة المحتملة على الحد الأدنى للعام المقبل، والتي يمكن أن تتراواح بين 288 دينارا (شاملا معدل التضخم) لحماية الحد الأدنى من التآكل و300 دينار شهريا (شاملا معدل التضخم، ومعدل نمو الإنتاجية الكلية لعوامل الإنتاج)؛ لتعزيز النمو في الإنتاجية، وتحفيز العاملين، أي بنسبة زيادة تتراوح بين 10.8 %، و15.4 %.
وبينت الورقة، أن هذا الحد ارتفع منذ العام 2010 بالقيمة الاسمية من 150 دينارا شهريا (143.0 دينار بالقيمة الحقيقية) إلى 260 دينارا (253.1 دينار بالقيمة الحقيقية) في العام 2021، وبذلك يكون الحد الأدنى للأجور الحقيقي قد ارتفع 26 % في العام 2012، و11 % في العام 2017، و17 % في العام 2021.
وحاولت "الغد" الحصول على دراسة البنك المركزي حول الحد الأدنى، لكن مسؤولين فيه قالوا "إنها داخلية وليست قابلة للنشر".
بدوره أكد رئيس بيت العمال حمادة أبو نجمة، وجوب توضيح الفرق بين معادلة اعتماد معدل التضخم في حساب الحد الأدنى، ومعادلة حسابه بناء على تكاليف المعيشة، وفق قانون العمل، فالمادة (52) منه تنص بوضوح على أن حساب الحد الأدنى، يجب أن يستند على مؤشرات تكاليف المعيشة، ولم تستخدم عبارة معدلات التضخم، واحتسابه بناء على كلف المعيشة، أي الأخذ بالتكاليف الحقيقية لتلبية الاحتياجات الأساسية للفرد أو الأسرة، كالغذاء والمسكن والمواصلات والرعاية الصحية والتعليم.
وأشار أبو نجمة إلى أن تكلفة المعيشة للفرد الواحد دون احتساب الإيجار، تصل حاليا لـ350 دينارا شهريا، بينما يتراوح إيجار شقة صغيرة بين 200 و300 دينار، ما يعني أن لا الأجر الحالي وقدره 260 دينارا، ولا الزيادة المقترحة لـ281 دينارا، لا تقتربان من تغطية أدنى هذه المتطلبات الأساسية.
وأكد أن تجاهل آلية كلف المعيشة واستبدالها بمعدل التضخم وحده، يغفل حقيقة أن زيادة الأسعار تؤثر سلبا على الفئات الأضعف، ما يضاعف التحديات المعيشية، ويتناقض مع متطلبات القانون التي تؤكد ضرورة احتساب الحد الأدنى، وفق التغيرات في كلفة المعيشة الفعلية.
وأضاف أنه من المهم، أن نذكر بأن الحد الأدنى الحالي وقدره 260 دينارا، صدر خلال جائحة كورونا، وتأثر بتداعياتها، وبالتوجه نحو عدم تحميل القطاع الخاص أعباء إضافية، وقد اتفقت اللجنة الثلاثية حينها على أن يكون القرار مؤقتا، وإن تراجع خلال السنة التالية نظرا للقناعة السائدة بأن المبلغ المعتمد، لم يكن كافيا لتلبية احتياجات العمال الأساسية.
وأضاف أبو نجمة، أنه لم تجر هذه المراجعة للآن، ما يجعل البناء على مبلغ 260 دينارا، ثم حساب التضخم للسنوات التالية غير عادل ولا منطقي، لأنه بحد ذاته، لم يكن متناسبا مع متطلبات كلف المعيشة حينها.
وتشير بيانات الضمان، إلى أن متوسط الأجر الشهري للمؤمن عليهم بلغ 627 دينارا العام الماضي، ما يعني بأن الحد الأدنى اللازم لتحقيق التوازن، ينبغي أن يتراوح 313 و376 دينارا، مبينا أن زيادته لـ300 دينار كما يطالب الاتحاد العام لنقابات العمال، لن تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني، ولن تحمل أصحاب العمل أعباء إضافية ملموسة.
رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن خالد الفناطسة، اتفق مع أبو نجمة حول أن المادة (52) من القانون، تربط الحد الأدنى بتكاليف المعيشة الحالية، لذا دعا الفناطسة لرفعه إلى 300 دينار، جراء ارتفاع تكاليف المعيشة والأخذ بالاعتبار الدراسات المحلية حول القيمة العادلة للرفع.
وأوضح الفناطسة، أن اللجنة الثلاثية، ستناقش وتطلع على الدراسات لتحديد قيمة الرفع في الاجتماعات المقررة بالشهرين المقبلين.
مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية أحمد عوض، قال إن الحد الأدنى الحالي غير كاف، لتأمين حياة كريمة، مؤكدا أن مستواه بعيد جدا عن الأجر العادل الذي يتيح للأفراد تغطية الاحتياجات الأساسية كالسكن والتعليم والصحة، وأن يرتبط بمعايير موضوعية، تشمل مستوى المعيشة وتكاليف الحياة، بدلا من الاعتماد فقط على التضخم، داعيا للتفاهم بين الحكومة والمنظمات العمالية وأصحاب العمل، لتحقيق توازن في الأجور.
يذكر أن بعض الدراسات المحلية خلصت إلى أن ارتفاع الحد الأدنى للأجور، قد يؤدي لفقدان الوظائف، بينما بينت دراسات أخرى، وجود تأثير إيجابي لرفعه على العمالة والاستهلاك والنمو الاقتصادي، وأن رفعه بمقدار ملائم، سينعكس على زيادة مستويات الاستهلاك الكلي للأفراد، وتحديدا على السلع الأساسية المنتجة محليا، ما ينعكس إيجابا على الإنتاج المحلي.
MENAFN10112024000072011014ID1108870103