(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
10 سنوات من دون تفتيش من البلديات تفتح الباب أمام تجاوزات الأجانب
مطالبات بإعادة إحيـاء السوق.. وأمانة العاصمة
تتحدث عن موافقات على إنشاء سوق جديد
تغطية: مروة أحمد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
تحـت سقف متهالك وبين مسـاحات صغيرة يقف التـاجر البحريني في سوق جدحفص الشعبي. «أخبار الخليج» زارت السوق والتقت التجـار الذين اشتكوا من التحديات التي حالت دون استمرارية بقائهم بسبب الظروف الصعبة التي يعاني منها السوق، على رأسها شـح المواقف التي أدت إلى ضعف الإقبال، بالإضافة إلى السقف المتهالك وغيـاب رقابة مفتشي البلدية، الأمر الذي شجـع الأجانب على التجاوز والمخالفة.
في البداية تحدث السمـاك عبدالله حسـن الذي تواجد في سوق جدحفص الشعبي من عـام 93 عن أبرز احتيـاجات التـاجر البحريني في السوق، على رأس هرمها الصيانة الدورية، مؤكدا أن آخر صيـانة دورية جـرت للسوق كانت في عام 2005، ولهذا السبب يُعاني السوق من انقطاعات مستمرة في التيّار الكهربائي وتسرّب ميـاه الأمطار في فصل الشتاء مما تسبب في أعطال لثلاجات السماكين والتـجار في السوق، كما أوضح أن السوق في حاجة ماسّة إلى مواقف للسيارات لأن بعض المستهلكين يشتكون من قلّة المواقف ما أدى إلى ضعف الإقبال على السوق.
وبشـأن التواجد الأجنبي في سوق جدحفص الشعبي كشف أن تلاعب الأجانب بالأسعار كان عاملًا مؤثرا على التاجر البحريني بسبب تفضيل المستهلكين سلع وبضاعة الأجانب التي تمتاز بالسعر الأكثر انخفاضًا عن أسعار البحرينيين على الرغم من أن الفارق يكون بسيطا، إلا أنه كان عاملًا مؤثرًا في رزق التاجر البحريني في هذا السوق، كما أكد وجود الكثير من التجاوزات التي يقوم بها هؤلاء الأجانب الذين قد تكون فرشاتهم غير نظامية مع تلاعبهم بالأسعار.
من جانبه قال حبيب البقـالي إن السوق يعـاني من غيـاب مفتشي البلدية لأكثر من 10 سنوات، وعلى الرغم من وجود رجـل أمن فإن السوق بحاجة إلى مفتش البلدية لرصـد التجاوزات واحتياجات التجار والمستهلكين في سوق جدحفص الشعبي، كما قال إن السوق متهالكة وتحتاج إلى اهتمام وآخر تطوير له كان في 2008 و حتى هذه الساعة لم يستجد شيء حول تطويره، وأوضح أن السوق يحتاج إلى مواقف جديدة ومرصوفة للمرتادين، كما أكد حدة المنافسة بين التاجر البحريني والأجنبي واصفًا سبب تجاوزاته بـ«بلا حسيب ولا رقيب».
ومن أمام طاولته الخشبية المُتهالكة التي رافقته في رحلة وجوده بالسوق والتي امتدت لحوالي 37 سنة، صفّ التـاجر عبدالشهيد شمطوط بضاعته وتحدث عن ضرورة إعادة احيـاء سوق جدحفص الشعبي وتحويله إلى سوق نموذجي يسهم في استقطاب المستهلكين الخليجيين، وأوضح أن حال السوق لا تدفئ من برودة الشتـاء ولا تظلل عن حرارة الصيف، وحول تواجد الأجانب في السوق أشـار إلى أن التـاجر البحريني لا حول له ولا قوة في ظل وجودهم، ولا حـل أمام تواجدهم في السوق إلا الصبر.
ومنذ ثماني سنوات اعتاد الشـاب محمد علي الوقوف عند ثلاجات السمك، ويقول بشـأن أبرز احتياجات التجـار في سوق جدحفص: تتمركز حول إيجاد حل جذري أمام السقف المُتهالك والخطير، وتخصيص مواقف جديدة للمرتادين والمستهلكين لأن أكثر الفرشات ضررًا هي التي تطل على الشارع، لأن المهتمين بالبضاعة يقفون للسؤال عنها وفور قدوم سيارة من الخلف يأمر صاحبها بالابتعاد بسبب إغلاق الطريق، وهذا سبب في خسارة التاجر.
واتفق السمـاك الشـاب مرتضى العلي مع نفس التحديات وأكد أهمية وجود الأجانب في السوق، لكن بصفة عامل يشتغل مع التاجر البحريني ولا ينافسه لأن التاجر البحريني بحاجة إلى عامل يسـاعده في العمل، ومضى على عمل العلي في السوق حوالي 10 سنوات، وفور انتهائه من دراسة الهندسة وتخرّجه عاد إلى السوق ليعمل فيها بسبب ولعه بالتجارة وتعلّقه بها لكونه كان يرتاده منذ كان صغيرًا برفقة خاله وجده.
وعند فرشته وقف حسين ميرزا ليتحدث عن اوائل حياة السوق الشعبي حيث قضى من عمره 25 عامًا بين فرشاته وبضاعاته وقال إنه تواجد في السوق منذ أن كانت بدايته عند الجامع وكان عبارة عن فرشات بسيطة توسطت مساحة رملية «براحة»، وحول أهم التحديات التي تواجه التاجر البحريني في سوق جدحفص الشعبي ذكر التوصيلات الكهربائية التي تشكل خطرًا على حياة الناس وخصوصًا في فترة الشتاء لأنها قد تكون سببًا في اندلاع حريق يقضي على السوق، كما أن وجود هذه التوصيلات قد يعرّض الناس لخطر التعرض لماس كهربائي، كما أشار إلى مشكلة السقف المعروفة بين التـجار وشح المواقف.
وبشـأن آخر المستجدات التي حدثت في سوق جدحفص الشعبي شرعت أمانة العاصمة مؤخرًا في إزالة بعض فرشات بيع الخضراوات والفواكه والأسماك بالسوق، وذلك لعدم حصولها على الترخيص وفق ما جاء في الإخطار الكتابي، وجاءت عملية الإزالة بعد أن أمهل الجهاز التنفيذي في الأمانة أصحاب الفرشات 3 أيام لإزالتها طوعًا، وتقع الفرشات التي تم إزالتها في الجزء الشمالي من السوق، وتحاذي الشارع الذي يشق سوق الخضر باتجاه سوق الذهب.
وتسببت هذه الإزالة في استياء أصحاب هذه الفرشـات الذين طالبوا الجهات المعنية بتعويضهم بسبب التلف والأضرار التي لحقت بالفرشة ولكونها مصدر رزقهم الوحيد، حيث بلغ سعر بضاعة إحدى فرشـات التجـار نحو 5 آلاف دينار والتي أتلفت بشكل كامل مما أدى إلى استياء صاحبها الذي أكد ضيق الوقت المخصص للإزالة.
واستطلعت «أخبار الخليج» من مجلس أمانة العاصمة آخر مستجدات صيـانة السوق الحالي أو الخطط لإنشاء سوق آخر، وقد كشفت المهندسة هدى سلطان رئيس لجنة الخدمات والمرافق العامة بالمجلس عن الانتهاء من كافّة الموافقات المرتبطة بإنشاء سوق جدحفص الجديد والذي يقع بالتحديد مكـان مبنى البلدية في المنطقة، مشيرةً إلى عدم وجود أيّة خطط لإعادة ترميم السوق الحالي سعيًا للعمل على السوق الجديد والذي من المقرر البتّ في أعماله الانشائية في القريب العاجل، وحول آخر المستجدات المتعلقة بإنشـاء السوق الجديد أكدت أنه جرى الانتهاء من التخطيط له وأن المنطقة جاهزة للمشروع.
كلمات دالة
MENAFN09112024000055011008ID1108868672