Thursday, 02 January 2025 10:24 GMT



ولاية ترامب الثانية.. ماذا لو لم تطفئ الحرائق في المنطقة والعالم؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)
محمد الكيالي






عمان- عاد الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب بعد دورة انتخابية مضت لم يفز بها، إلى الواجهة، ليتربع مجددا على سدة البيت الأبيض، محملا بصورة سادت عنه عندما كان رئيسا، بأنه شخصية مثيرة للجدل.
وخلال الفترة الماضية التي سبقت الانتخابات الأخيرة لرئاسة أميركا، قدم ترامب جملة تصريحات ومواقف، منها دعوته إلى وقف الحروب الدائرة في العالم، وتحديدا في قطاع غزة ولبنان وأوكرانيا، لكن هذه التصريحات تصطدم بحقيقة أعلنها سابقا، وهي أنه يرى ضرورة توسع كيان الاحتلال في المنطقة العربية وتمدده، وهو ما يشير، وفق خبراء في السياسة، إلى أن ولاية الرئيس الأميركي الـ47، ستكون محفوفة بالأزمات.
وفي هذا النطاق، فقد طرحت تساؤلات عديدة، حول ما ستخبئه السنوات الأربع المقبلة من حكم ترامب للبيت الأبيض، لكن التساؤل حول إمكانية نجاح الإدارة الأميركية المقبلة بـ"إطفاء" أو "كبح" الجبهات الساخنة في الإقليم، في ظل وجود رئاسة إيرانية جديدة، أبدت منذ البداية انفتاحا على الغرب، هو الذي يبرز على السطح في خضم ما تشهده المنطقة العربية من تصعيد لقوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان.
أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية د. بدر الماضي، قال إن التوقعات بأن الساحة السياسية والعسكرية ستبرد مع وصول ترامب للبيت الأبيض، مبالغ بها من جهة أنها ستذهب لوقف حرب إبادية في غزة، وأن ترامب سيضغط على الاحتلال لتحقيق هذا الوقف.
وأضاف الماضي "على المتابعين أن يتذكروا بأن القضية الفلسطينية تحديدا عانت كثيرا في زمن الرئاسة الأولى لترامب، حين طرح صفقة القرن، التي أغفلت الحقوق الفلسطينية المشروعة، فنقل ترامب على إثرها السفارة الأميركية إلى القدس، وأعدم التعامل مع السلطة كممثل للشعب الفلسطيني"، موضحا أن كل ذلك يفصح عن أن هناك تخوفا كبيرا بين المتابعين لما ستؤول إليه الأمور مع ولايته الثانية والأخيرة.
وأكد أن هناك إمكانية لعودة الهدوء في ساحات أخرى كالساحتين اللبنانية والسورية، شريطة ضمان عدم وجود خطر يهدد الكيان، بخاصة من حزب الله في لبنان، مبينا أنه إذا ما صح هذا التوقع، فذلك يعني أن ترامب يدعم فكرة تفكيك حزب الله سياسيا وعسكريا وماليا، لينعكس ذلك إيجابيا على الساحة السورية، ويدفع إيران للانكفاء شرقاً باتجاه العراق.
وفي الموضوع الإيراني، شدد الماضي على أن الإدارة الأميركية مدركة تماماً بأن التغير في رئاسة إيران لا يعني شيئا، فالرئيس في إيران لا يمسك مقاليد القرارا بيده في ظل وجود مرشد أعلى وحرس ثوري، مضيفا "كان على إيران وفق المتوقع إعادة تموضعها بالتخفيف من التدخلات في المنطقة وعدم التحريض والتحشيد ضد الكيان، أو عليها تحمل عبء مواجهة التعنت الأميركي، الذي سيحملها عبء ضغط عسكري واقتصادي".
بدوره، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، إن الجدلية التي يناقش بها ترامب بالنسبة لإطفاء الحروب في العالم، اقتصادية مصلحية، تحكمها عقليته التجارية، لافتا الى أن الحرب الروسية الأوكرانية مكلفة جدا على أميركا والغرب وأوكرانيا نفسها، لذا فأفضل طريق للحل هو التسوية.
وأكد أنه بغض النظر عن هذه التسوية، فإنه سيتاح للقوات الروسية البقاء في المناطق التي احتلتها، أو تقليص وجودها، لكن مع بقائها في مناطق محددة، مع تقديم ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، أو غيره، وهذا قابل للتطبيق.
وأوضح شنيكات، أن جدلية ترامب لا تشمل أقاليم العالم، وأنه بالنسبة للمنطقة العربية، فإن ما يطرحه بإطفاء الحرب في لبنان، أمر جدلي أيضا، تحكمه جدلية صهيونية.
وقال إن الاحتلال يريد إنهاء الحرب في لبنان، شريطة انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني وعودة المستوطنين لشمال فلسطين المحتلة، وأيضا ربما حزام أمني ونزع لسلاح الحزب، وتعزيز لقوات "اليونيفيل"، أو على الأقل نشر لقوات الجيش اللبناني في الجنوب.
واعتبر أن هذا ما يطرحه الاحتلال، فهذه الشروط أصلا غير قابلة للتحقيق، لأن حزب الله دخل الحرب لمساندة ودعم قطاع غزة التي لم تتوقف لغاية اليوم، موضحا أنه إذا كان ترامب جادا بوقف الحرب، فعليه البدء من غزة لا من لبنان، بمعنى أن أصل الصراع هو في غزة.
وأكد أنه "من الأفضل له تبني جدلية إنهاء الحرب، لكن إذا تابعنا ما تحدث عنه في حملته الانتخابية، لم يتبن وقف الحرب في قطاع غزة بالمعنى الدقيق، بل تحدث عن حق الكيان بالدفاع عن نفسه وحقه بالتوسع في الضفة الغربية حتى غزة ومناطق أخرى".
وقال شنيكات "إن هذا يعني، ضمنا، اشتعال حروب جديدة، لذا فإن جدلية إطفاء الحرب في القطاع أو وقف جميع الحروب، تعبير متناقض بالنسبة له إذا ما تحدث عن ضرورة توسع الاحتلال في المنطقة". مضيفا "أننا نتحدث عن حالتين اثنتين، أوكرانيا والمنطقة العربية"، مبينا أن المناطق الأخرى القابلة للتوتر، هي إيران القابلة لاشتعال الحرب في أي رد غير محسوب، خصوصا وأن ترامب يتبنى منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وتساءل "كيف سيمنع ترامب إيران من امتلاك السلاح النووي؟ هل فقط عبر عقوبات اقتصادية؟ وإذا لم تكن كافية، فهل سيلجأ إلى الحرب؟".
لا يعتقد شنيكات بأن جدلية ترامب منسجمة في النهاية مع ما يجري في الإقليم، لافتا إلى أن كثيرا من الرؤساء الأميركيين طوال تاريخ أميركا، تحدثوا عن أنهم لن يشنوا حربا في المنطقة، لكن الرؤساء الأميركيين السابقين؛ أوباما وكلينتون وبوش الأب وبوش الابن، كانت لهم حروبهم، ومسألة الرهان على الأدوات الدبلوماسية بمنع الحرب، ربما لن تنجح لطبيعة العلاقات الدولية المبنية على القوة.
وقال "إن النقطة الأخرى المهمة، هي الميزانية العسكرية للبنتاغون، التي تزيد على 900 مليار دولار، وهذا رقم ضخم، يكشف عن أن وجود القوة يغري باستخدامها، بمعنى أنه إذا كان لدى أي صانع قرار قوة عسكرية كبرى، فإن هذا يدفعه لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للدولة باستخدام القوة".
واعتبر شنيكات أن هذه جدلية ترامب، وستكون على المحك في الأشهر المقبلة "لكن لا أعتقد بأنها ستسير كما يفكر، نظرا للتناقض الذي يعيشه العالم، وأيضا لأن لديه بالضرورة أهدافا ليس لزاما بأن تتحقق وفق الأدوات الدبلوماسية".

MENAFN08112024000072011014ID1108867416


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.