Friday, 08 November 2024 02:54 GMT



ترامب.. هل يفي بالتزامات واشنطن تجاه الإقليم الملتهب؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)
زايد الدخيل






عمان- على عكس ما دار 2016، عندما حقق الرئيس دونالد ترامب فوزا انتخابيا مفاجئا مع خسارته التصويت الشعبي، سيذهب هذه المرة إلى واشنطن قادرا على المطالبة بتفويض واسع، بعد أن شكل خلال السنوات الأربع الماضية وهو خارج السلطة الحزب الجمهوري على صورته، وخلق حركة بدت وكأنها تتعزز مع كل اتهام، كما سيبدأ فترة ولايته الثانية متحررا من كثير من القيود بعد حملة بدا فيها كأنه يتحدى الجميع.
وبحسب مراقبين، فإن ترامب فاز فوزا كبيرا، كما فاز حزبه بمقاعد مجلس الشيوخ، واحتفظ بسيطرته على مجلس النواب، لذلك قال: "لقد منحتنا أميركا تفويضا قويا وغير مسبوق، سأحكم بشعار بسيط: الوعود التي قطعتها سأفي بها".
ويتوجه ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في الوقت الذي اشتعلت فيه حروب في منطقة الشرق الأوسط، ومن المرجح أن يكون ترامب أقل حذرا.
وفي هذا الإطار، يقول النائب الأسبق الدكتور هايل الودعان الدعجة، إنه "ربما يكون من الصعب الحكم على شخصية مزاجية متقلبة كشخصية ترامب حول ما إذا كان سيلتزم بوعوده والتزاماته التي ساقته للعودة مرة ثانية إلى الرئاسة أم لا، وهل هي وعود أم انتقام؟ وفي الوقت نفسه قد تكون الإشكاليات والأزمات والانقسامات الاجتماعية والسياسية الأميركية التي تسبب بحدوثها خلال فترة حكمه الأولى وحتى عندما خسر الانتخابات السابقة، من الأمور التي ربما سيستفيد منها في تجربته الحالية".
وتابع الدعجة: "مع ذلك، يمكن القول أيضا بأنها وعود والتزامات سيسعى إلى تنفيذها، كموضوع الحد من الهجرة غير الشرعية إلى بلاده ممن وصفهم بالمجرمين، وفرض تعرفة جمركية على الواردات الصينية والأوروبية حماية للصناعة الأميركية، وتوفير فرص عمل، تماهيا مع شعاره لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، وكذلك موضوع الإجهاض".
وأضاف: "لربما أيضا يعمل على إعادة تشكيل المؤسسات القضائية والأمنية، باختيار شخصيات من حزبه ومن مقربين له، إذ يعتبر أن هذه المؤسسات، إلى جانب بعض الشخصيات السياسية الأميركية، سبب الأزمات والاتهامات التي وجهت له وأحرجته".
وزاد: "أما دوليا، فلربما يعيد حساباته من موقفه من الناتو الذي كان يعتبر أنه قد عفا عليه الزمن، وقد يسعى بالاتفاق مع أطراف أوروبية إلى إعادة تنظيمه وزيادة الإنفاق الأوروبي على هذه المؤسسة العسكرية، وبالنسبة إلى حرب غزة، فلربما يلجأ إلى إنهائها دون أن يطالب الكيان الصهيوني بأي تنازلات أو تراجع عما حققه فيها، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية ولكونه عراب صفقة القرن، فالخشية من ذهابه بعيدا في تنفيذها وصولا إلى تصفيتها عبر تصفية "الأونروا"، أو تشجيع سياسة الاستيطان والاعتراف بالسيطرة الصهيونية على الضفة الغربية".
واستكمل: "أما بخصوص الملف النووي الإيراني، فقد يضاعف من محاصرة إيران وزيادة الضغوطات والعقوبات عليها، ولربما استهداف منشآتها النووية".
من جهته، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات: "أصبح يمتلك ترامب بحكم فترته الرئاسية الأولى خبرة أكبر في المنطقة، والأرجح أنه سيستمع إلى تقييمات الأجهزة الاستخبارية الأمنية الأميركية وتقارير الدبلوماسيين، وهذا قد يجعله يتقارب في بعض السلوكيات من إدارة بايدن وقد يختلف".
وتوقع الشنيكات أن يكون لترامب موقفان من الحرب، الأول من الحرب مع لبنان، وهو وقفها، وهذا ما ظهر منه خلال حملته الانتخابية، مبينا أن مواقف ترامب قد تكون مؤيدة للشروط الإسرائيلية لوقف الحرب، المتمثلة بعودة المستوطنين إلى الشمال وإخلاء منطقة جنوب الليطاني من قوات حزب الله، وتجريد الحزب من السلاح ونشر قوات لبنانية ودولية على الحدود، بالإضافة إلى تعزيز قوات اليونيفل، وربما إنشاء شريط عازل، مع رقابة على وصول السلاح إلى حزب الله".
وأضاف: "وعلى العكس من لبنان، فإن موقف ترامب مؤيد للحرب الصهيونية على غزة ، فهو لم يتحدث أبدا عن وقف الحرب، بل تحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وإكمال الحرب، وحق إسرائيل في القضاء على حماس".
وأشار إلى أن "ترامب ليس لديه أي مشكلة في توسع إسرائيل في الضفة الغربية والجولان، وربما أيضا في غزة، فهو تحدث صراحة بأن إسرائيل دولة صغيرة، وتحتاج إلى أن تكبر، مقارنة بدول المنطقة".
وقال الشنيكات إن "ترامب سيتأثر بالواقع العسكري والعملياتي للحرب، فهو يؤمن بالقوة، وسيحترم هذه القوانين إذا تأثرت إسرائيل سلبا بالحرب".
وأشار إلى أن "إسرائيل تسعى لاستمرار الحرب إلى النهاية واحتلال غزة، والاستيطان فيها، وربما تهجير السكان، وأن ترامب أقرب إلى أجندة اليمين الصهيوني، فهو لا يطرح حل الدولتين، وحديثه عن السلام غامض، ولا يوجد ما يؤشر إلى كيفية عمله على السلام الذي يتحدث عنه والاستقرار، وربما يكون قصده بالسلام هو اتفاقيات السلام الإبراهيمي، وخاصة مع السعودية، والتي في وسعها تغيير طبيعة الصراع والقضاء عليه، وتدفع ما تسميه إسرائيل والولايات المتحدة بالازدهار إلى الأمام".
بدورها، قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة اليرموك شذى الليالي العيسى: "أعلن ترامب عند ترشحه للانتخابات الرئاسية عن حزمة من الالتزامات والوعود التي سيقدمها لشعبه على الصعيدين الداخلي والخارجي، فأشار إلى موضوع تخفيض الضراب، وحل مشكلة التضخم، وفرض ضرائب إضافية على الواردات الصينية في محاولة لرفع مستوى الاقتصاد المحلي، واستكمال الجدار العازل بين أميركا والمكسيك، والذي كان قد بدأ به في دورته الرئاسية السابقة".
وأضافت العيسى: "على الصعيد الخارجي، وعد ترامب بحل بعض القضايا العالقة، مثل قضية المهاجرين غير الشرعيين، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، والمواجهات بين إسرائيل وإيران، والحرب على لبنان، والحرب على غزة، وفي هذا السياق نستطيع ان نتنبأ بمآلات هذه الوعود وما إذا كانت ستتحقق أم لا، خصوصا فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط".
وتابعت: "من المعروف عن ترامب أنه يسعى دائما إلى تحقيق مصالحه بالدرجة الأولى، ولن يتمكن من ذلك في ظل وجود حروب تستنزف الموارد وتكلفه معارضة الشعب الأميركي، وبناء على ذلك فإن ترامب قطعا سيعمل، وبشكل سريع، على تطوير عملية السلام في الشرق الأوسط، فقد أشار صراحة إلى أن بايدن دعم أوكرانيا على مستوى التسليح في حربها ضد روسيا،، وبأنه من مول إيران عبر الإفراج عن أموالها التي دعمت بها المسلحين ومكنتها من الاستمرار في حروبها".
وزادت: "في سياق المصلحة، نعلم أن ترامب ذو تأثير كبير على نتنياهو وحكومته، إذ إنه يمتلك القوة والسلطة التي تمكنه، على الأقل، من إنهاء الأعمال العسكرية في قطاع غزة، ربما ليس بالإكراه ولكن من خلال مقايضات قد يقبل بها نتنياهو، مثل ضمان الوصول إلى التطبيع مع دول عربية أخرى، والذي كان طرفا فيه سابقا وتوقف في عهد بايدن."
وقالت إن هذا الأمر ربما يجعل "إسرائيل تفكر مرتين قبل أي تحرك في الشرق الأوسط إجمالا، وقد تتوقف على إثره الأعمال العسكرية تجاه كل من إيران ولبنان؛ لضمان محيط أكثر استقرارا وقدرة على الاستفادة من المصالح المشتركة بين أميركا ودول المنطقة، خصوصا دول الخليج العربي التي يعتبرها ترامب حجر الأساس الاقتصادي في الشرق الأوسط، وله فيها مصالح جمة لا يمكن أن يتغاضى عنها".
واستكملت: "هذه المنعطفات في سياسات ترامب ستوجه بالضرورة إلى مشروع شرق أوسطي جديد يعيد بناء ما سمي بـ"صفقة القرن" التي ما زالت مجهولة المعالم إلى اليوم، والتي ربما سنشهدها بحلة أخرى واسم جديد يتضمن أغلب المصالح التي كان وما زال ترامب يحاول أن يحققها للولايات المتحدة الأميركية".

MENAFN07112024000072011014ID1108862908


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار