(
MENAFN) لقد أتاح عصر الرقمنة اتصالاً غير مسبوق بين الأفراد، مما أدى إلى تغييرات عميقة في طرق التواصل والتفاعل وتنفيذ الأعمال, ومع ذلك، فإن هذه التحولات قد فتحت أيضًا الباب أمام تصاعد الجريمة المالية، وخاصة غسل الأموال, ففي البداية، كانت منصات
التواصل الاجتماعي تستخدم للتواصل الشخصي، وتبادل الأفكار، وبناء المجتمعات، لكنها أصبحت الآن أدوات يستخدمها المجرمون لتسهيل الأنشطة المالية غير القانونية, ما كان في السابق شبكة معقدة تحت الأرض لجرائم غسل الأموال قد وجد الآن موطنًا جديدًا في العالم الرقمي، حيث يتم استخدام شبكات وتقنيات عالمية لإخفاء المعاملات غير القانونية وإخفاء الأرباح غير المشروعة.
كذلك تقليديًا، كان يُنظر إلى غسل الأموال على أنه ممارسة مرتبطة بشبكات مالية معقدة، ومنظمات إجرامية غامضة، وأفراد لهم صلات بالجريمة المنظمة, ومع تقدم التكنولوجيا، تكيف المجرمون مع هذا التغيير، محولين أنشطتهم إلى منصات رقمية، حيث تصبح عملياتهم أقل وضوحًا وأكثر صعوبة في التتبع, واحدة من أبرز الأساليب التي يستخدمها غاسلو الأموال في العصر الرقمي هي إنشاء حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي, يتم إنشاء هذه الحسابات للترويج لفرص استثمارية زائفة تعد بعوائد سريعة، مما يجعل الأفراد المستهدفين، خصوصًا الشباب والأشخاص الأكثر عرضة للاستغلال، ينخرطون فيها, وغالبًا ما يصبح هؤلاء الأشخاص وسطاء، يُطلق عليهم "جامعو الأموال"، يقومون بتحويل الأموال غير المشروعة من حساب إلى آخر، مما يزيد من إخفاء أثر الأموال القذرة, وإن سهولة إنشاء الحسابات المزيفة، إلى جانب المجهولية التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي، تجعل من الصعب بشكل متزايد على السلطات الكشف عن هوية الأشخاص وراء هذه العمليات الإجرامية, وقد أوجدت هذه الأماكن الرقمية موجة جديدة من الجريمة المالية التي يصعب على الأساليب التقليدية في التتبع والتنفيذ مواجهتها, علاوة على ذلك، العديد من الأشخاص الذين يتم تجنيدهم في هذه الأنشطة قد لا يدركون أنهم جزء من عملية إجرامية، مما يجعل من الصعب التحقيق والوقاية, وقد زاد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات الرقمية من تعقيد جهود الوكالات الأمنية لتتبع تدفق الأموال وتحديد المتورطين.
وإلى جانب إساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، ظهرت جبهة أخرى جديدة في حرب مكافحة الجريمة المالية في صناعة الألعاب, فقد أصبحت العوالم الافتراضية ومنصات الألعاب عبر الإنترنت، التي تحتوي غالبًا على اقتصادات خاصة بها من خلال العملات الافتراضية، أهدافًا رئيسية لغسل الأموال, توفر هذه المنصات طريقة سلسة لتحويل الأموال غير المشروعة إلى أصول تبدو مشروعة, يمكن للاعبين استخدام هذه العملات الرقمية لشراء العناصر داخل اللعبة أو الأرصدة أو الخدمات، والتي يمكن فيما بعد بيعها أو تحويلها إلى أموال حقيقية, وقد زادت العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثريوم من تعقيد عملية غسل الأموال, فمن خلال طبيعتها اللامركزية، تسمح هذه العملات بإجراء معاملات مجهولة تمامًا، مما يجعل من الصعب على السلطات تتبع أو مصادرة الأموال غير المشروعة.
MENAFN05112024000045015687ID1108851430
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.