Tuesday, 05 November 2024 03:19 GMT



فكرة إنشاء مستوطنات في قطاع غزة تبدأ بتلقى قبولًا متزايدًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية

(MENAFN) فكرة إنشاء مستوطنات في قطاع غزة، التي كانت تُعتبر لفترة طويلة اقتراحًا متطرفًا وخطرًا كبيرًا، بدأت الآن تلقى قبولًا متزايدًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية, ما كان يُعتبر في الماضي خطوة كارثية وغير مجدية أصبح يُعرض الآن على أنه "شرعي"، حيث أصبح بعض الشخصيات السياسية والمعلقين يتبنونها كخيار سياسي ممكن, في أحد البرامج على قناة 13، صرحت المعلقة موريا إسراراف بأن فكرة الاستيطان في غزة هي "شرعية"، بينما عبر زميلها ليمور لافنات عن دهشته من تأييد البرنامج لهذه الفكرة أكثر من فحواها, في حين أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى أن هذه الخطط "غير واقعية" في الوقت الحالي، فإن التغطية الإعلامية الواسعة والجو الاحتفالي الذي يتم من خلاله تقديم هذه الخطط يدل على تحول كبير في تصوّرات الجمهور تجاه الاستيطان.

كما يعكس هذا التحول نمطًا مألوفًا في الخطاب السياسي الإسرائيلي: الأفكار التي كانت تُعتبر متطرفة أو ضارة بالمصالح الوطنية تجد طريقها تدريجيًا إلى التيار الرئيسي, مع مرور الوقت، تتطور المقترحات التي كانت تُعتبر غير قابلة للتنفيذ أو خطيرة، مثل إعادة السيطرة العسكرية على غزة أو إعادة احتلال مناطق أمنية في جنوب لبنان، من كونها "خيالًا" إلى شيء يُنظر إليه على أنه "شرعي"، وربما "واقعي", ما بدأ كفكرة متطرفة بدأ الآن يقترب من القبول الرسمي، مدعومًا بتغيرات في المواقف تجاه السيطرة الإقليمية والأمن, وفي جوهر الحجة لصالح الاستيطان في غزة، يُستدل بالحاجة إلى تعزيز أمن إسرائيل, فقد جادل وزير المالية بتسلئيل سموتريش، وهو من أبرز المدافعين عن هذه السياسة، بأن وجود المستوطنات سيتطلب نشر الجنود لحمايتها، وبالتالي تعزيز الأمن في المنطقة, وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو منطقياً على السطح، إلا أنه سيستلزم وجودًا عسكريًا مكثفًا ومستدامًا، مما سيحول غزة إلى منطقة عسكرية مشددة الحراسة, مع وجود مليوني فلسطيني في غزة، ستكون لوجستيات هذا الانتشار ضخمة, في النهاية، يُعد "التبرير الأمني" مجرد أداة لتطبيع فكرة الاستيطان في مناطق كانت نزاعًا مستمرًا.

وإضافة إلى ذلك، صرح السياسيون اليمينيون المتطرفون مثل إيتمار بن غفير بأن الاستيطان يرتبط بالحاجة إلى "تشجيع الهجرة" — بمعنى آخر، طرد الفلسطينيين من منازلهم, وتكرّر هذه الخطابات ما ذكره إيمانويل كانت من كريات أربع، الذي يروج لـ "النقل الأخلاقي" للفلسطينيين، موضحًا أن تهجيرهم خطوة ضرورية لضمان وجود إسرائيل الكبرى, هذه اللغة تُلطّف من قسوة الواقع المرير للتهجير الجماعي، مُقدمة إياه على أنه نتيجة طبيعية ومبررة ردا على ما يُسمى بـ "التهديد الفلسطيني", ومع ذلك، يكمن وراء هذه الخطابات رؤية أكثر تطرفًا تجذب الأنصار بسرعة, ما بدأ كفكرة لإنشاء معسكرات أو مناطق عسكرية يتطور الآن إلى دفع نحو إعادة تصور مستقبل المنطقة بالكامل, دعا مؤيدو هذه الحركة الجديدة إلى نسخة من "أرض إسرائيل" التي تستبعد الفلسطينيين تمامًا، ويتخيلون دولة عرقية متجانسة تمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط, وهذه الرؤية تعكس الأيديولوجيات المتطرفة التي يتبناها حماس، حيث يسعى كلا الطرفين للسيطرة على الأرض على حساب الآخر, ومن اللافت أن هذه الرؤية التي كانت حكرًا على المتطرفين أصبحت الآن تجد طريقها إلى الخطاب السائد في السياسة الإسرائيلية.

MENAFN05112024000045015687ID1108851428


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.