Thursday, 02 January 2025 05:42 GMT



مبادرة مستقبل الاستثمار

(MENAFN- Alghad Newspaper)
عدنان أحمد يوسف*






عدنان أحمد يوسف*

لا شك أن هناك وعيا أمميا متزايدا بضرورة تسخير موجة التحولات الرقمية المتسارعة في خدمة الإنسانية وتطوير المجتمعات البشرية وبيئتها واستدامتها، وتجنب مخاطر الوقوع في فخ الانقياد الأعمى وراء هذه التحولات لتسيطر على حياة البشر والمجتمعات.
ما يفرحنا أكثر هو رؤية تنامي هذا الوعي، والعالم تسهم في قيادته دول عربية عديدة، في المقدمة منها المملكة العربية السعودية التي نجحت بذكاء في مزج خططها لجذب الاستثمار من جهة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية من جهة ثانية، في ضخ الأموال لبناء مجتمعات وتنمية أعمال ومشاريع مستدامة وصديقة للبيئة.
مبادرة مستقبل الاستثمار التي انتهت أعمال نسختها الثامنة قبل أيام، انطلقت أول نسخة منها العام 2017، مستهدفة في البدء المساعدة في جذب رؤوس أموال أجنبية في إطار إصلاحات غرضها إنهاء اعتماد السعودية على صادرات النفط ولتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
لكنها عبر هذه السنوات، ومع تسارع التحولات التي يشهدها العالم على المستويات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، تطورت رؤية وأهداف هذه المبادرة لتصبح منصة عالمية للتعامل مع قضايا المستقبل؛ حيث حملت شعارات مثل "الاستثمار في الإنسانية" و"الاستثمار في الإنسانية: تمكين نظام عالمي جديد"، تجمع القادة والخبراء والمستثمرين والمبتكرين وأبرز الشخصيات الإعلامية من جميع أنحاء العالم بهدف استكشاف الحلول الرائدة التي تتصدى للتحديات المجتمعية وتعمل على تشجيع الجهود الرامية إلى معالجتها، وتعزيز التعاون والتآزر الدولي لأجل إحداث التأثير المنشود في مستقبل الإنسانية.
ولو ألقينا نظرة على طبيعة بعض المشاريع والاتفاقيات التي وقعت في النسخة الأخيرة من المبادرة التي انتهت قبل أيام، للاحظنا بكل وضوح الأهداف المجتمعية التي تركز عليها هذه المشاريع والاتفاقيات، فقد ركزت مبادرة مستقبل الاستثمار للعام الحالي على التطورات المستمرة في المشهد العالمي للتحديات، والأولويات الملحة، مثل تكلفة المعيشة والحوكمة والرعاية الصحية، وحث أصحاب المصلحة على مواءمة استراتيجياتهم مع أهداف التنمية المستدامة، وإيجاد حلول مؤثرة في خدمة الإنسانية، مؤكدة الالتزام بتعزيز التغيير الإيجابي عبر مختلف القطاعات، مع التركيز على التنمية المستدامة والابتكار.
وخلاصة القول، إن الغرض من التطرق إلى هذا الموضوع هو تأكيد ضرورة تنبه البشرية وصناع القرار في العالم بأن البناء الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات والاستثمار في التكنولوجية الرقمية وتوسع استخداماتها في حياتنا الشخصية ومجتمعاتنا وأعمال الشركات والحكومات، كل هذه الجهود يجب أن تؤطر بهدف مركزي هو أن تتوجه جميعها لخدمة البشرية نفسها، واستدامة المجتمعات ورفاهيتها، ورفاهية الإنسان، وليس العكس بأن تسخر المجتمعات والأفراد لخدمتها.
*خبير مصرفي

MENAFN03112024000072011014ID1108846191


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية