Saturday, 02 November 2024 02:17 GMT



((أحياء أم أموات؟)) عشرات المفقودين نتيجة القتال في ولاية الجزيرة السودانية

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) السبت ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

حلفا‭ ‬الجديدة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬نجح‭ ‬الموظف‭ ‬الحكومي‭ ‬خضر‭ ‬علي‭ ‬في‭ ‬الهرب‭ ‬وعائلته‭ ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬مدينته‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬وسط‭ ‬رصاص‭ ‬متطاير‭ ‬وفوضى‭ ‬عارمة،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬أصبح‭ ‬بأمان،‭ ‬اكتشف‭ ‬أنّه‭ ‬فقد‭ ‬أثر‭ ‬ابن‭ ‬أخيه‭ ‬المريض‭ ‬محمد‭. ‬ويبلغ‭ ‬ابن‭ ‬شقيقه‭ ‬17‭ ‬عاما،‭ ‬وهو‭ ‬مصاب‭ ‬بمرض‭ ‬جلدي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬طبية‭ ‬خاصة،‭ ‬وواحد‭ ‬من‭ ‬عشرات‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬أبلغ‭ ‬ذويهم‭ ‬عن‭ ‬فقدانهم‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬والذي‭ ‬دفع‭ ‬قرابة‭ ‬119‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬للنزوح،‭ ‬وفق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

ويروي‭ ‬علي‭ (‬47‭ ‬عاما‭) ‬بتوتّر‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬خرجنا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى،‭ ‬وكان‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬اتجاه‭ (...). ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحنا‭ ‬خارج‭ ‬المدينة‭ ‬اكتشفنا‭ ‬أن‭ ‬ابن‭ ‬اخي‭ ‬غير‭ ‬موجود‮»‬‭. ‬وتابع‭ ‬‮«‬هو‭ ‬مريض‭ ‬بعيب‭ ‬خلقي‭ ‬في‭ ‬خلايا‭ ‬الجلد‭ ‬لا‭ ‬يتحمّل‭ ‬الجفاف‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬خاصة‮»‬‭. ‬واندلعت‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬منتصف‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان،‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬حليفة‭ ‬ونائبه‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬المعروف‭ ‬بحميدتي‭. ‬

وخلّفت‭ ‬الحرب‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى،‭ ‬وشرّدت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬3 , 1‭ ‬ملايين‭ ‬نزحوا‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬بحسب‭ ‬المنظمة‭ ‬الدوليّة‭ ‬للهجرة،‭ ‬وتسبّبت،‭ ‬وفقا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بإحدى‭ ‬أسوأ‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭. ‬ويخوض‭ ‬الطرفان‭ ‬راهنا‭ ‬معارك‭ ‬عنيفة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬انشقاق‭ ‬أحد‭ ‬قادتها‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬وانضمامه‭ ‬إلى‭ ‬الجيش،‭ ‬شنّت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المناطق،‭ ‬وحصلت‭ ‬مواجهات،‭ ‬ما‭ ‬تسبّب‭ ‬بمقتل‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬شخص‭ ‬خلال‭ ‬عشرة‭ ‬أيام،‭ ‬حسب‭ ‬السلطات‭ ‬ومسعفين‭. ‬

وكان‭ ‬علي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬رفاعة‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لهجوم‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬أكتوبر‭ ‬دفعه‭ ‬للنزوح‭ ‬مع‭ ‬أسرته‭ ‬وأسرة‭ ‬شقيقه‭ ‬الراحل‭. ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬حلفا‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كسلا‭ (‬150‭ ‬كيلومترا‭ ‬شرق‭ ‬رفاعة‭) ‬بعد‭ ‬رحلة‭ ‬مضنية‭ ‬استغرقت‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭. ‬ويقول‭ ‬بقلق‭ ‬بالغ‭ ‬‮«‬مرّت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ستة‭ ‬أيام‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬عنه‭ ‬شيئا‮»‬‭.
‬وأدت‭ ‬موجة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭. ‬ويقول‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ (‬أوتشا‭) ‬إن‭ ‬قرابة‭ ‬119‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬نزحوا‭ ‬إلى‭ ‬ولايتي‭ ‬كسلا‭ ‬والقضارف‭. ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬حلفا،‭ ‬وصل‭ ‬أيضا‭ ‬محمد‭ ‬العبيد‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬الهجليج‭. ‬ويقول‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أحصينا‭ ‬170‭ ‬مفقودا‭ ‬من‭ ‬قريتنا‭. ‬هناك‭ ‬أسر‭ ‬بأكملها‭ ‬لا‭ ‬يُعرف‭ ‬لها‭ ‬أثر‮»‬‭. ‬ويوضح‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬يصلون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذوييهم‭.
‬ومنذ‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬انقطعت‭ ‬شبكات‭ ‬الاتصالات‭ ‬وخدمات‭ ‬الإنترنت‭ ‬عن‭ ‬الولاية‭ ‬بصورة‭ ‬شبه‭ ‬كاملة‭ ‬ما‭ ‬يعيق‭ ‬التواصل‭. ‬ويقول‭ ‬الناشط‭ ‬علي‭ ‬بشير‭ ‬الذي‭ ‬ينظّم‭ ‬عملية‭ ‬النزوح‭ ‬من‭ ‬قرى‭ ‬شرق‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬‮«‬انقطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬يفاقم‭ ‬مسألة‭ ‬المفقودين‮»‬‭. ‬وتعجّ‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بمنشورات‭ ‬تبلّغ‭ ‬عن‭ ‬مفقودين‭. ‬وأطلق‭ ‬ناشطون‭ ‬صفحات‭ ‬لنشر‭ ‬صور‭ ‬وأسماء‭ ‬المفقودين‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والأطفال‭. ‬

وشهدت‭ ‬مدينة‭ ‬تمبول‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬مواجهات‭ ‬عنيفة‭ ‬قبل‭ ‬أسبوعين‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬الجيش‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬تمبول،‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬بأنّ‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬عادت‭ ‬‮«‬لتشنّ‭ ‬عمليات‮»‬‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بآلاف‭ ‬المدنيين‭ ‬للنزوح‭. ‬

من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬التاجر‭ ‬عثمان‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬أثر‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭. ‬

ويقول‭ ‬الرجل‭ ‬البالغ‭ ‬43‭ ‬عاما‭ ‬‮«‬كان‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬أبنائي،‭ ‬أحدهما‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬والثاني‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬عشرة،‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬لحظة‭ ‬بداية‭ ‬الهجوم‭ ‬مساء‭ ‬السبت‮»‬‭ ‬19أكتوبر،‭ ‬فاضطررنا‭ ‬لنغادر‭ ‬من‭ ‬دونهم‮»‬‭. ‬ويتابع‭ ‬‮«‬مضت‭ ‬الآن‭ ‬عشرة‭ ‬أيام،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬أحياء‭ ‬أم‭ ‬أمواتا‮»‬‭.‬

MENAFN01112024000055011008ID1108843135


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية