Sunday, 20 October 2024 11:21 GMT



التمويل والتنظيم عقبتان أمام تحول المشاريع الصغيرة والمتوسطة للطاقة المتجددة

(MENAFN- Alghad Newspaper) رهام زيدان عمان- أكد خبراء أهمية دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عملية "التحول الطاقي" بما يدعم تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والعادل، في وقت ما زالت فيه هذه المشاريع تعاني من صعوبة الحصول على التمويل وعقبات تنظيمية تحول دون اعتمادها على الطاقة المتجددة.
وبين الخبراء خلال مشاركتهم في مؤتمر "دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تعزيز النمو الاقتصادي والشامل في إطار التحول إلى الطاقة البديلة في الأردن" الذي عقده أمس مركز الفينيق للدراسات، أن "الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر حجر الزاوية الاقتصادي، من الضروري فهم إمكاناتها وتحدياتها وفرصها في التحول إلى الطاقة البديلة، فضلاً عن قدرتها على توفير فرص العمل والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتمكين الشباب ذكورا وإناثا. وتم خلال المؤتمر الإعلان عن مشروع أطلقه منتدى البحوث الاقتصادية ويموله مركز البحوث للتنمية الدولية بعنوان "دور الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل والعادل في سياق التحول إلى الطاقة البديلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال مدير المركز د.أحمد عوض إن "الحديث عن الانتقال إلى الطاقة المتجددة في الأردن لم يعد خياراً بل ضرورة حتمية تفرضها الظروف المحلية والدولية، في وقت يعتمد الأردن بشكل كبير على استيراد الطاقة، مما يجعل البحث عن مصادر طاقة بديلة ومستدامة أمراً ملحاً لتحقيق الأمن الطاقي وخفض تكاليف الطاقة، بالإضافة إلى دعم أهداف التنمية المستدامة والحد من آثار التغير المناخي".
وهنا يأتي دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر (MSMEs)، التي تعتبر حجر الزاوية في الاقتصاد الوطني بحسب عوض.
وأضاف "تمكين هذه المشاريع من الدخول في قطاع الطاقة المتجددة لن يعزز فقط نموها الاقتصادي، بل سيساهم أيضاً في توفير فرص عمل جديدة ودعم فئات الشباب والنساء والمجتمعات المهمشة".
وقال مدير منتدى البحوث الاقتصادية د. إبراهيم بدوي إن "الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل نحو 90 % من الشركات العاملة في الأردن ما يجعل من أمر التحول الطاقي فيها أمرا مهما بما يضمن تقليل الكلف وزيادة الإنتاجية ورفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني".
وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه هذه المؤسسات هو الحصول على التمويل والعقبات التنظيمية التي تعيق سهول التحول الطاقي في هذه المؤسسات وأيضا الوصول إلى التكنولوجيا المناسبة.
وتحدث ممثل مركز أبحاث التنمية الدولية د. خالد الغزلاني عن دور المركز في دعم تمويل الدراسات في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأردن وعدد من دول المنطقة.
من جهته، استعرض وزير الطاقة والثروة المعدنية الأسبق بصفته باحثا مشاركا في المشروع، التفاصيل التي تضمنها بما في ذلك أهمية هذه المؤسسات في توظيف ما لا يقل عن 60 % من القوى العاملة في الأردن وتحديدا في القطاع الخاص.
وبين أن كلف الطاقة وتحديدا الكهرباء هو الكلفة الأهم أمام المشاريع الصغيرة والمتوسطة خصوصا في القطاع الصناعي في وقت ما تزال فيه التعرفة الكهربائية تعاني تشوهات هيكلية مع استمرار تحميل النظام الكهربائي تبعات الاتفاقيات طويلة الأجل مع شركات الطاقة. إلى ذلك، قال المدير التنفيذي لصندوق تشجيع الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة د. رسمي حمزة إن "الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأردن تتوزع على قطاعات إنتاجية مهمة فيما تشكل الطاقة فيها مدخلا أساسيا".
وأكد حمزة أن التحول الطاقي الشامل أصبح إجباريا مع استمرار وجود تحدي محدودية قدرة الشبكات على استيعاب الطاقة، مبينا أن العقدين القادمين سيساهمان في انخفاض أسعار التكنولوجيا المرتبطة بالطاقة المتجددة في عملية التحول الطاقي وحل الكثير من المشكلات التي تواجه ذلك.
وقال عضو مجلس إدارة جمعية إدامة للطاقة والبيئة والمياه حنا زغلول إن "أقل كلفة للكهرباء يمكن الحصول عليها من الطاقة المتجددة في وقت يعاني فيه ذلك من معيقات مالية ناتجة عن استمرار تراكم خسائر شركة الكهرباء الوطنية وتحميل القطاعات الإنتاجية كلفة معالجة هذه الخسائر والديون".
أما المعيقات التقنية، فاعتبرها زغلول بأنها فرصة لزيادة العمل على تحسين قدرة الشبكات من أجل استيعات شركات الطاقة المتجددة ومشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقال خبير الطاقة المتجددة د. أحمد السلايمة إن "نسبة استيراد الطاقة في الأردن انخفضت حاليا إلى نحو 85 %، مقارنة مع ما يزيد على 97 % سابقا بعد دخول إنتاج مشاريع الطاقة المتجددة والصخر الزيتي إلى النظام الكهربائي".
كما حقق الأردن بحسب السلايمة قصص نجاح كبيرة في مجال الطاقة المتجددة غير أن مشكلة التخزين تبرز كأحد أهم المعيقات التي تواجه القطاع، ويمكن لها أن تكون فرصة مهمة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة في حال تم تجاوزها، وتوفير هذه التقنيات إلى جانب العدادات الذكية التي ستساعد الحكومة في وضع تعرفة متغيرة تشجع على استهلاك الطاقة في أوقات التعرفة المنخفضة.
وأكد نائب رئيس جمعية الشركات العاملة في مجال الطاقة المتجددة م. مهند العجارمة ضرورة وجود "معادلة عادلة" لجميع الأطراف في النظام الكهربائي بما يضمن استمرارية النظام وأمن التزويد، في الوقت ذاته الحفاظ على حقوق هذه الأطراف. وقال "الشركات الصغيرة والمتوسطة في أي بلد تعد صمام الأمان فيه لأنه المحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية فيه".

MENAFN20102024000072011014ID1108798774


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية