إسرائيل تواجه تحديات كبيرة لاستقرارها المستقبلي

(MENAFN) قبل عام, كانت إسرائيل تُعتبر دولة قوية وآمنة في المنطقة, ومع ذلك, فإن التطورات الأخيرة قد غيرت هذه النظرة بشكل كبير, مما يترك إسرائيل تواجه تحديات كبيرة لاستقرارها المستقبلي, وعند تحليل أحداث 7 أكتوبر 2023, كنت قد وصفت هجوم حماس على إسرائيل بأنه "أكثر عمليات الاقتحام نجاحًا في القرن", في حين أن المسؤولين الإسرائيليين وحلفاءهم وصفوا هذه العملية كعمل إرهابي, يقارنونه بهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة, فإن هذه الوصف يحمل عواقب كبيرة, من خلال تصنيف أحداث 7 أكتوبر على أنها إرهاب, تزيح إسرائيل الانتباه عن إخفاقات قواتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية, وتلقي باللوم بالكامل على حماس.

ومن ناحية أخرى, إذا اعترفت إسرائيل بأن ما نفذته حماس كان عملية عسكرية, فإن ذلك سيثير تساؤلات جدية حول قدرات قواتها العسكرية والاستخباراتية, فضلاً عن مسؤولية قيادتها السياسية عن هذه المجالات, إن التمييز بين الأعمال الإرهابية والعمليات العسكرية أمر بالغ الأهمية في هذا السياق, وغالبًا ما تستخدم الإرهاب استراتيجيات تهدف إلى تحقيق النصر من خلال الاستنزاف والترهيب, مصممة لإرهاق العدو وخلق شعور شامل بالعجز, تميل الجماعات الإرهابية إلى تجنب المواجهات المباشرة, وبدلاً من ذلك تركز على استغلال نقاط ضعف خصومها.

كذلك منذ تصعيد الصراع في 7 أكتوبر 2023, تغيرت طبيعة الصراع من حملة مكافحة إرهاب تقليدية إلى مواجهة أوسع تشمل إسرائيل وما يُعرف بـ "محور المقاومة", تشمل هذه التحالفات حماس وحزب الله وانصار الله (الحوثيين في اليمن) وقوات الحشد الشعبي من العراق وسوريا وإيران, تمثل الحالة الحالية نزاعًا إقليميًا يتطلب إعادة تقييم شاملة للديناميات الاستراتيجية, وبينما تواجه إسرائيل هذه التحديات الناشئة, من المحتمل أن تؤدي تداعيات هذا الصراع المستمر إلى تغيير المشهد الإقليمي, مما يجبر على إعادة تقييم الاستراتيجيات والتحالفات القائمة في جميع أنحاء بلاد الشام, ستحمل طبيعة هذه المواجهة المتطورة تداعيات دائمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.

MENAFN15102024000045015687ID1108778805