Saturday, 21 December 2024 11:58 GMT



السودان..الشعر ونداء الحرب والسلم

(MENAFN- Jordan News Agency)

عمان 12 تشرين الأول (بترا/فانا)- إعداد: عاكفة الشيخ بشير- الفن مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية تنتج عنها أعمال مختلفة، وهو تعبير إبداعي للأفكار والمشاعر والتجارب، وقد أدرج حق الاستمتاع بالفن والمشاركة فيه ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر من الأمم المتحدة عام 1948، وللآداب والفنون دورها على مر العصور في التوثيق للحياة على اختلاف أوجهها.
ووفقا لبيان صحفي صادر عن اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)، ضمن الملف الثقافي الدوري للدول الأعضاء في الاتحاد، حيث أعدت التقرير الثقافي وكالة السودان للأنباء(سونا)، للفن أنواع مختلفة من أبرزها الشعر؛ وهو يعتبر من أنواع الأدب المعبرة التي تعمل على نشر ما بداخل صاحبها من عواطف وإيصال أفكاره ومشاعره بصورة جاذبة.
وبحسب تقرير(سونا)، للفنون والآداب دورها في توثيق ما يحدث على مر العصور والأزمان، ومن أنواع الشعر، الأشعار التي تتأثر بحالات الحروب في المجتمعات التي تعيشها وتختلف في محتواها ما بين رثاء من يموتون في الحرب وتصوير بطولات المحاربين وتصوير ما يدور في المعارك وتمجيد القادة، وبعضها يسعى للتحريض على القتال والبعض الآخر يدعو للسلام.
وعرفت أشعار الحروب منذ القدم ومنها قصيدة عنترة ابن شداد:
"هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني
وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسـم
ومدجج كره الكماة نزاله
لا ممعن هربًا ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة
بمثقف صدق الكعوب مقوم
فشككت بالرمح الأصم ثيابه
ليس الكريم على القنا بمحرم
لما رآني قـد نزلت أريده
أبدى نواجذه لغير تبسـم
فطعنته بالرمح ثم علوته
بمهند صافي الحديد مخذم
والسودان بتنوعه العرقي والقبلي وبتنوع ثقافاته، يتميز بتنوع الفنون ويزخر بأنواع مختلفة من الأشعار التي ترتبط بالحياة وأحداثها كتبت بلغات مختلفة، بعضها بالعامية السودانية، كما عرف منذ القدم أشعار الحماس والحث على الشجاعة وتصوير المواقف، ومن ذلك الصورة التي عكستها في شعرها رقية شقيقة البطل عبد القادر محمد إمام إدريس الملقب بــ (ود حبوبة) التي صورت لحظة أعدامه في عام 1908 ومواجهته الموقف بصمود وشجاعة، حيث قالت:
الإعلان صدر واتلمت المخلوق
بى عينى بشوف أب رسوه طامح فوق
كان جات بالمراد واليمين مطلوق
ما كان بنشنق ود أب كريق في السوق
الإعلان صدر واتلمت الحلال
نصبولو السلاح واتكرنف الخيال
قدر الله الحصل والزمان ميال
والسودان يعيش في الفترة الراهنة بحالة حرب استمرت لفترة ليس بالقصيرة كان لها تأثيرها في الفنون المختلفة ومنها الشعر، وظهرت العديد من القصائد في وصف الحال ومن ذلك :
بيوت الحلة تصدح بالنشيد
والشفع أيام الحصاد
لبسوا الملون والجديد
والناس خفاااف مارقين لطااااف
زي كل عيد
والناس أهل نايمين وصاحين بالأمل
حتى الشقى الفقران سعيد".
ومن ذلك قصيدة الشاعر عبد اللطيف النعيم الذي قال :
أرض السودان قوةُُ لكن ضَامهَا ا?لمُ
نظرتُ ببعيد مرمىََ للزمان وحاله !
فأصبحت مما نظرتُ ? أبصِرُ
حَالُُ قد أُشْبعَ منها كل أمرٍ وأفرقُ
توجستْ فيها خِيفة مما رأيتُ وأشهدُ
أطلب ذا الملجأ لعلي منه ? أحسبه
إن مكاسب الوطن الحبيب علةُُ
وظهرت العديد من القصائد في وصف الحال ومنها ما كتب عباس الصهيبي والذي قال في قصيدة السودان:
"كَفَى? لِلْعُـــــــرُوْبَةِ أَحْــــــزَانُهَا دَمَــــــارٌ يُعَانِيهِ سُـوْدَانُــهَا
بِلَادُ النَخِيـلِ وَأَرْضُ النَمَـــاءِ بِـ«نِيْلَيْـنِ» تَفْخَرُ شُطْـآنُــهَا
وَمَهْدُ الحَضَارَةِ مَجْدُ الكَرَامَةِ .. أَخْلَاقُهَـا الشُـــــمُّ عُنْوَانُهَا
وَأَبْنَاؤُهَا السُمْرُ بِيْضُ القُلُوُبِ شَــهَامَتُهُمْ أَيْـنَ أَقْرَانُهَـــا
فَمَاذَا جَرَى? كَيْ يَشِيعَ الدَمَارُ وَلِلْفِتَـنِ الشُـــــؤْمِ أَعْوَانُهَـا؟!
وقال الشاعر عمر بشير أبوعاقلة في قصيدته ابكيك يا وطني السودان :
يا نيل ماذا جرى ما لي أرى حممًا مــــن فـوقها
حـمم تـستنزف النعما
لــم الـقـتال لــم الإقـصـاء والـعبث
والرعب يطرق أبـواباً وقـد عـظما
والـموت فـي كل شبر يملأ الطرقا
والـناس فـي هـلع والـــخد قد لطما
وكثيرا ما نادى الشعراء على مر العصور وفي المجتمعات المختلفة بالسلام، ومن ذلك قصيدة حمامة السلام للشاعر عبد العزيز بشارات حَمامةُ السلام التي جاء فيها:
قامت تنادي للسلامِ حمامةٌ
لبياضها تتألقُ الأنوارُ
حملت بمنقار الجمال جَمالَها
ورداً تَتوهُ بِحبِّه الأبصارُ
نادت سلام الله بالصوت النّدي ..فكتبتُ نبضَ الشعر حين يُثارُ
يا أيّها الشعبُ الأبيُّ تحيتي وسلام ربي عزَّةٌ وفخارُ
هتَفَتْ بحب بلادنا فرحانةً رقَصَت لها الأوطانُ والأشجارُ
بالحبِّ نحيا والسلامةُ نرتقي
لا بالرصاص تشوبه الأكدار
يا من زَرَعتَ بأرضِ قوميَ فتنةً
آن الرحيلُ فكلُّنا أنصارُ
هيّا نردِّدُ شعرَنا ونشيدَنا
--(بترا/فانا)
م ت/أ م / س س
12/10/2024 11:51:50

MENAFN12102024000117011021ID1108772280


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية