مرور عام على "سيول الأقصى"

(MENAFN) لقد مر عام على "سيول الأقصى"، وتظهر عواقب هذا الحدث الهام على حركة حماس، المقاومة الإسلامية، والقضية الفلسطينية بشكل متزايد, لقد كانت الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفترة طويلة لإقامة مبادرة تطبيع شاملة في المنطقة، لكن هذه العملية عرقلت تلك الطموحات.

كذلك أعادت السيول إحياء مهمة حماس الأساسية كمجموعة مقاومة، مؤكدة التزامها بالكفاح المسلح كوسيلة رئيسية لمواجهة الاحتلال, وقد أدى هذا التركيز المتجدد إلى مواجهات عسكرية تمتد إلى ما هو أبعد من غزة والضفة الغربية، لتؤثر على المناطق المجاورة بما في ذلك لبنان واليمن والعراق وإيران والمياه المجاورة, على الرغم من أن حماس واجهت ضربات كبيرة في هياكلها العسكرية والتنظيمية داخل غزة، إلا أنها اكتسبت بشكل متناقض دعمًا داخليًا ودوليًا, وقد عززت الحركة علاقاتها مع الدول والكيانات التي تعارض الهيمنة الأمريكية، مما زاد من مكانتها السياسية.

كما كانت "سيول الأقصى" لحظة حاسمة، مما دفع إلى خيار حاسم بين الحكم والمقاومة, لقد تعثرت المحاولات لدمج هذين النهجين بسبب الرفض الدولي الواسع لنتائج الانتخابات والضغط الإسرائيلي المستمر على غزة, وغالبًا ما كان هذا الضغط يتضمن استخدام الاحتياجات الإنسانية لغزة كوسيلة للضغط من أجل تنازلات سياسية، مما أدى إلى تهميش القضايا الحيوية المتعلقة بالقضية الفلسطينية, استفادت حماس من الموارد والقوة التي اكتسبتها خلال فترة حكمها لغزة لتوجيه ضربات كبيرة للاحتلال الإسرائيلي واستنزاف قدراته العسكرية على مدار العام الماضي, وقد أدت هذه الاستراتيجية إلى زيادة النشاطات المقاومة في الضفة الغربية وتصاعد التوترات على الجبهة الشمالية، حيث دخل حزب الله في صراع نشط مع إسرائيل بعد فترة من الاستنزاف.

وعلاوة على ذلك، وجدت جماعة الحوثي، المعروفة بأنصار الله، فرصة للانخراط في الصراع من خلال محاولة فرض حصار بحري على إسرائيل والضغط على حلفائها, كما شاركت العديد من الفصائل العراقية، وإن كان بشكل أقل، مما أدى إلى دخول إيران في مواجهة عسكرية مباشرة ضد الاحتلال الإسرائيلي, تسلط هذه الوضعية المعقدة الضوء على الديناميكيات المعقدة السائدة في المنطقة، حيث تتحد حركات المقاومة المختلفة لمواجهة الوضع الراهن الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي، مما يعيد تأكيد التوترات المستمرة التي تستمر في تشكيل المشهد.

MENAFN06102024000045015687ID1108750080