(
MENAFN- Alghad Newspaper)
نادية سعد الدين
عمان- تحشد ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، لاقتحامات واسعة اليوم لباحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال، تحت ذريعة إحياء "الأعياد اليهودية" المزعومة التي تبدأ اعتباراً من اليوم وحتى الرابع والعشرين من الشهر الحالي، ما يجعل "الأقصى" في مرمى انتهاكات المستوطنين ومخطط تقسيمه وتهويده.
ويشدد الاحتلال من إجراءاته الأمنية والعسكرية، اليوم، بنشر تعزيزات إضافية لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وقمع الاحتجاجات الفلسطينية، فيما تستغل الجماعات المتطرفة انشغال العالم بالتصعيد الخطير في المنطقة لتنفيذ مخططها التهويدي ضد مدينة القدس المحتلة وبحق المسجد، في ظل تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال في المدينة وبحق مقدساتها الدينية.
وتنظم جماعات "الهيكل"، المزعوم، لتنفيذ اقتحام جماعي مركزي للمستوطنين داخل باحات المسجد الأقصى، وتنظيم الجولات الاستفزازية وأداء الصلوات الجماعية وما يسمى "السجود الملحمي" المزعوم، في إطار الطقوس التلمودية المزعومة، تحت حماية قوات الاحتلال.
وتتذرع الجماعات المتطرفة بإحياء الأعياد اليهودية المزعومة لانتهاك حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الذين يدافعون عنه ويتصدون لعدوان المستوطنين، في إطار محاولاتهم المتواترة لتقسيم "الأقصى" وتهويده والسيطرة الكاملة عليه.
واقتحم المستوطنون، أمس، المسجد الأقصى المبارك، على شكل مجموعات، من جهة "باب المغاربة"، بحماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً في المنطقة الشرقية منه، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.
وأفادت "الأوقاف الإسلامية"، في تصريح لها أمس، بأن شرطة الاحتلال شددت من قيودها حول دخول الفلسطينيبن للمسجد الأقصى، واحتجزت هوياتهم عند بوباته الخارجية.
وكثف الفلسطينيون دعواتهم للاحتشاد الواسع بالمسجد الأقصى والرباط فيه وأعماره، لإحباط مخطط الجماعات المتطرفة بتنظيم اقتحامات جماعية بباحاته، والتصدي لمحاولاتهم بتقسيمه وتهويده.
وأكدت الفصائل الفلسطينية أن لا سيادة للكيان الصهيوني على مدينة القدس ومقدساتها، وأن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته هو خالص للمسلمين فقط.
ونددت بقيام الجماعات المتطرفة لحشد أنصارها من المستوطنين وتنظيم اقتحامات واسعة بالمسجد الأقصى، معتبرة أن ذلك يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين جميعاً، وانتهاكاً صارخاً للمواثيق والاتقافيات والقرارات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص.
وينتظر المسجد الأقصى أعتى مواسم العدوان عليه في موسم الأعياد اليهودية المزعومة، الذي يبدأ في الفترة من 3 إلى 24 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، في ذروة التهديد الوجودي الذي يمكن أن يشهده منذ احتلاله، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه، وتغيير الوضع القائم فيه.
ويسعى المتطرفون لاستغلال مزاعم إحياء الأعياد اليهودية لزيادة حجم الاقتحامات بالمسجد الأقصى، في محاولة لتكريس وقائع جديدة وتغيير الوضع القائم فيه، في ظل دعم حكومة الاحتلال لمخططها، ودعوات المتطرف "ايتمار بن غفير" لتخصيص مكان بالمسجد لأداء صلواتهم فيه، بما يشي عن مخطط تقسيمه وتهويده.
وتحدث المتطرف "بن غفير" بشكل واضح عن مساعيه لإقامة" كنيس يهودي" في المسجد الأقصى، كما خصص الوزير في حكومة الاحتلال، "عمحاي الياهو"، ميزانية ضخمة من وزارته، لأجل تنفيذ جولات تلمودية وتوراتية في ساحاته تشرح عنه كمكان مقدس يهودي، لترويج الرواية الصهيونية الزائفة.
وقد سبق أن قامت "جماعات الهيكل"، المزعومة، بنشر مقاطع فيديوهات تظهر المسجد الأقصى وهو يحترق، وكتبت تعليقاً تحته "ترونه في الأيام القريبة"، مما يكشف عن الأهداف التهويدية الخطيرة التي تسعى لتنفيذها من أجل تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم.
وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه الهمجي ضد قطاع غزة، بارتكاب خمس مجازر بحق العائلات الفلسطينية، وصل منها إلى المستشفيات 79 شهيداً و165 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأفادت "الصحة الفلسطينية" بارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 41,689، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وارتفاع الإصابات إلى 96,625 منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في حين ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
من جانبه، طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، بتحرك دولي عاجل لمحاسبة الاحتلال، مطالبًا بتفعيل جميع الآليات القانونية الدولية، بما في ذلك محكمة جرائم الحرب، لإصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين عن الجرائم من حكومة اليمين المتطرفة في الكيان المُحتل.
وندد فتوح، في تصريح له أمس، بقصف الاحتلال لمدرسة السوارحة وخيام النازحين في مخيم النصيرات، الذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء.
كما أعرب فتوح عن استنكاره الشديد للمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال في منطقة معن والمنارة وحي الفخاري، شرق مدينة خان يونس، بعد اجتياح استمر لمدة 12 ساعة.
وأشار إلى أن عدوان الاحتلال الوحشي أسفر عن استشهاد أكثر من 58 فلسطينياً، بينهم نساء وشيوخ، إضافة إلى مئات الجرحى، مؤكداً أن الضحايا تم إعدامهم وهم في فراشهم، وأن الطائرات المسيرة أطلقت النار بشكل مباشر على المدنيين العزل، بينما لا يزال العشرات تحت الأنقاض.
وندد "بالمجزرة والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج" بحق مواطنين عزل، مشيرًا إلى أن أفرادًا من أسر كاملة تعرضوا لعمليات إعدام دون رحمة، حيث تعكس تلك الجرائم الدموية سياسات الاحتلال التي تعتمد على القمع والقتل بلا تمييز، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية ملحة.
وأكد فتوح أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال عدوانه الأخير على خان يونس وعدة مناطق أخرى في قطاع غزة، مستهتراً بالمواثيق والأعراف الدولية، ومنتهكاً حقوق الإنسان بشكل صارخ.
وأشار فتوح إلى "أن الصمت الدولي المشين" تجاه هذه الجرائم يعزز عنجهية الاحتلال ويشجعه على مواصلة انتهاكاته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
MENAFN02102024000072011014ID1108740541