Saturday, 21 December 2024 03:41 GMT



إيران أخطأت في حساباتها

(MENAFN- Alghad Newspaper) يديعوت أحرونوت بقلم: رونين بيرغمان

على طول الأيام التي انقضت منذ اغتيال حسن نصر الله، نشرت مصادر عن الرئيس الإيراني، تلميحات وتصريحات حادة بأن إيران تعد العدة في حال اشتعال حرب شاملة وليس لها نية للرد. وقالت هذه المصادر إنه رغم الكارثة الجسيمة التي وقعت على رأس الجمهورية الإسلامية مع الرحيل قبل الأوان للرجل الذي وصف في الوثائق الداخلية لدائرة البحوث في شعبة الاستخبارات كالإيراني الثاني في أهميته، ترى إيران جيدا الضعف الذي أحدثته ضربات إسرائيل بمحور المقاومة كله، وفي هذا الوضع لا تعتزم إدخال نفسها أيضا الى نطاق الخطر. هذا وأكثر قالت مصادر إيران إنه ينبغي إعادة النظر في كل المفهوم الذي في أساسه دعم يمتد لعقود لإقامة ميليشيات ومنظمات مقاومة في كل أرجاء الشرق الأوسط، وثبت الآن على الأقل بأنه إشكالي من ناحية طهران.
الهجوم المكثف، أول من أمس، يقف على نقيض تام مع كل هذه الأقوال وفي تضارب مع الشكل الذي رأى فيه محللون راسخون إيران حتى قبل دقائق تماما من إطلاق النار. ما يزال يتبقى الاستيضاح هل كان هذا تضليلا مقصودا أم عكسا حقيقيا لتردد شديد في النظام وتعبيرا عن أنه ليس فقط في إسرائيل يوجد حكام متذبذون. مهما يكن من أمر، فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية لم تتفاجأ. وكان فهم بأنه سيتعين على إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد رشقة صواريخ أكبر مع إمكانيات فتك أعلى من إيران وأنها ستضطر مرة أخرى الى ائتلاف دولي في مركزه الولايات المتحدة -وهذه المرة يحتمل جدا أن تحتاجه في الدفاع وفي الهجوم أيضا.
المعلومة الدقيقة التي جلبتها شعبة الاستخبارات "أمان" وفي مركزها وحدة 8200 عطلت بقدر كبير التأثير الذي كان للهجوم الشديد. مع انتهاء التفجيرات، ينبغي القول إن الحديث يدور أساسا عن الوجه الرمزي وبقدر أقل عن ضرر حقيقي، وعن الموضوع الرمزي هذا، قررت إسرائيل عمليا مسبقا بأنه لا نية لها لأن تواجه الصواريخ مثلما فعلت في الهجوم الإيراني في 14 نيسان (أبريل) الماضي.
في عالم الرموز، كان للهجوم الإيراني في حينه نوع ما من التبرير بعد أن هاجمت إسرائيل مبنى مجاورا للسفارة الإيرانية في دمشق وقتلت هناك جنرالا إيرانيا بالبزة العسكرية. لكن، أول من أمس، فتحت إيران عمليا حربا ضد إسرائيل، من دون أن تستفزها هذه بشكل يسمى في قوانين الحرب Unprovoked (بلا استفزاز). إن حقيقة أن إسرائيل هاجمت خندقا عسكريا لمنظمة توصف كمنظمة (مقاومة) من قبل معظم دول الغرب وأن دماء مواطنين من هذه الدول (وليس فقط إسرائيليون) تتلطخ بها يدا زعيم الحركة الذي جلس في خندقه الى جانب جنرال إيراني جاء ليصب الماء على يديه -لا يمكنها أن تشكل علة بأي مستوى قانوني وأخلاقي.
لقد توصل الإيرانيون الى الاستنتاج، هكذا حسب مصادر في طهران بأنهم أخطأوا في عدم الرد على اغتيال هنية ولم يردوا بقوة كافية ربما على اغتيال مهداوي الذي أدى الى هجوم 14 نيسان (أبريل). وقد بحثوا عن صيغة تسمح لهم أيضا بأن يخرجوا بشرف من الحدث والتأكد أيضا من ألا تتدخل الولايات المتحدة بعد ذلك وكذا يؤدي إلى رد إسرائيلي معتدل جدا، إذا كان سيكون ردا كهذا يتمكن الطرفان بعده من إنهاء الجولة.
يبدو أن الإيرانيين أخطأوا بالمستوى، بالقوة وبالعمق -وحدها جملة أخطاء نصر الله في الأشهر ما قبل موته تتجاوزه- ولم يفهموا المزاج والحرارة الساخنة في القيادة الإسرائيلية. كما أنهم فوتوا تماما حاجة الولايات المتحدة، التي أوقفت إسرائيل في المرة السابقة ومنعتها من الهجوم بكل القوة، للوقوف الى جانبها هذه المرة. والآن يتبقى أن نستوضح الى أين تتجه إسرائيل. فهل تريد أن تلقن الإيرانيين درسا أم تحاول إسقاط النظام.

MENAFN02102024000072011014ID1108740538


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية