(
MENAFN- Alghad Newspaper)
عبدالله الربيحات
عمان - قال خبراء إن التغيرات المناخية تؤثر على مزارعي القمح والشعير، جراء اعتمادهم على مياه الأمطار في عمليات الري وليس باستطاعتهم استخدام الري التكميلي.
وبينوا لـ"الغد"، أنه لزيادة كميات الإنتاج والوصول لتحقيق الأمن الغذائي لا بد من التوجه إلى مناطق الشمال وزراعة الأراضي المجاورة لمناطق السدود والحصاد المائي بغض النظر عن الحيازات كي يتمكنوا من استخدام الري التكميلي في حال كان الموسم المطري ضعيفا.
ودعوا لتقسيم المناطق في المملكه إلى ثلاث أقسام " شمالية، شرقية، جنوبية" تكون مرتبطة بدائرة الأرصاد الجوية، بحيث تستطيع الدائرة التنبؤ بالموسم المطري في كل عام وعلى ضوئها يتم زراعة بذور "القمح والشعير".
وبينوا أن أسعار البذور غير مرتفعة، وأن الحكومة تقدم الدعم لهم لتشجعيهم على زراعتها.
من جهته بين مدير عام المؤسسة التعاونية الأردنية عبدالفتاح الشلبي، لـ"الغد"، أن المؤسسة توفر البذار المحسن من القمح والشعير للمزارعين بأسعار مدعومة من الحكومة، مضيفاً أن سعر بيع طن بذار القمح المغربل والمعقم هو 500 دينار و420 دينارا لطن بذار الشعير المعقم والمغربل.
وأشار إلى أن خزينة الحكومة تتحمل كلفة عملية الغربلة والتعقيم للطن الواحد من بذار القمح والشعير، ونواتجها، تقدر بـ(100) دينار للطن.
وأكد أن قرار الحكومة بشراء بذار القمح والشعير من المزارعين بأسعارٍ مدعومة، جزء لا يتجزأ من دعمها المتواصل لهم، وذلك لما للتوسع بزراعة محصولي القمح والشعير من قيمة مضافة لتحقيق الأمن الغذائي.
وأكد الشلبي أن هذا القرار يشجع المزارعين في المملكة على زراعة أراضيهم بمحصولي القمح والشعير، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المؤسسة وعبر الخطة الوطنية للزراعة المستدامة(2022-2025) تعمل على على إعادة تأهيل محطات إكثار البذار التابعة لها لزيادة قدرتها الإنتاجية من بذار القمح والشعير المحسن، وتوفيره للمزارعين بأعلى جودة.
وزير الزراعة الأسبق م. سعيد المصري، قال إن المؤسسة التعاونية تدعم مزارعي القمح والشعير، لافتا إلى أن أسعارها غير مرتفعة.
وأضاف، إن موضوع الحيازات لصغار المزارعين مرتبط حاليا بكميات الأمطار وكيفية ثأثير التغيرات المناخية على كميات الإنتاج، حيث إن معظم من يزرعون مادتي القمح والشعير يعتمدون على مياه الأمطار وليس بمقدورهم استخدام الري التكميلي.
وبين أن الحل بالتوجه لمناطق الشمال وزراعة الحيازات بجانب السدود ومشاريع الحصاد المائي وحفر آبار عميقة للاستعانة بها بعمليات الري التكميلي، الأمر الذي يرفع عمليات الإنتاج من1 % إلى 5 % إلى أن نصل لـ40 %، ما يحقق الأمن الغذائي للأردن.
من جهته دعا مدير عام اتحاد المزارعين م. محمود العوران، المؤسسة التعاونية بالتعاون مع "الأرصاد"، لتقسيم المملكة لثلاث أقسام مناطق "شمالية، شرقية، جنوبية".
وأضاف، إن دائرة الأرصاد الجوية أصبح بمقدورها عبر الأجهزة التي تمتلكها الاطلاع على الأحوال الجوية موسميا، بحيث تكون الرؤية واضحة للمزارعين، ولكي لا يتكرر ما حصل مع مزارعي المناطق الجنوبية العام الماضي بعد أن أخذوا حصتهم من البذور لم يستفيدوا منها جراء ضعف الموسم المطري.
ولتلافي ذلك، دعا المؤسسة التعاونية لأن يكون هناك ارتباط وثيق مع "الأرصاد الجوية" ومواقع تنبؤ الطقس المختلفة، لمعرفة الحالة الجوية لكل منطقة.
وحول أسعار مادتي القمح والشعير، لفت العوران إلى أنه لا فرق بين صغار وكبار المزارعين، حيث يجب الاهتمام بالمحاصيل الحقلية بخاصة في ظل تقلص الحيازات الزراعية، نتيجة تفتت الملكيات، وبالتالي لابد من وجود تشريع يحد من عملية إفراز الأراضي الصالحة لزراعة القمح الشعير في ظل الظروف الحالية لتحقيق الأمن الغذائي.
وأكد ضرورة البحث عن الاستفادة من الحصاد المائي والأراضي الموجودة بجانب السدود بحيث يتم استغلالها حتى وإن كانت ملكياتها خاصة.
هذا وكانت أعلنت المؤسسة التعاونية الأردنية أول من أمس عن البدء ببيع البذار المُحسنّ من القمح والشعير للمزارعين عبر محطات إكثار البذار التابعة لها في أقاليم المملكة "الشمال والوسط والجنوب"، اعتباراً من مطلع الشهر الحالي وبأسعار مدعومة من قبل الحكومة.
وقال إن المؤسسة توفر العديد من أصناف البذار المُحسنّ من القمح والشعير للمزارعين، والتي تمتاز بجودتها العالية، وغزارة إنتاجها، وملاءمتها للمناطق حسب معدلات الهطول المطري.
يشار إلى أن مشروع إكثار البذار يهدف للمساهمة بتعزيز الأمن الغذائي، وتشجيع أصحاب الحيازات الصغيرة لاستغلال أراضيهم عبر تأمينهم وتزويدهم بالبذار لزيادة المساحات المزروعة، وتوفير فرص عمل، والمساهمة في حل مشكلتي الفقر والبطالة.
MENAFN01102024000072011014ID1108737634