(
MENAFN- Alghad Newspaper)
يديعوت أحرونوت
بقلم: يوسي يهوشع
بينما توجد إسرائيل على مسافة خطوة من المناورة البرية في جنوب لبنان وحزب الله يوجد في نقطة درك أسفل لم يشهد لها مثيل في كل سنوات وجوده، يعود ويطرح السؤال كيف سيقررون في إيران الرد على سلسلة الضربات التي وقعت عليهم في الأسبوعين الأخيرين في الساعات المختلفة وعلى رأسها بالطبع تصفية عزيز نظام آيات الله في لبنان، حسن نصر الله.
حتى الآن، اللغة التي صدرت عن طهران بثت رسالتين متضاربتين بعض الشيء: من جهة التزام بالوقوف إلى جانب حزب الله والثأر على الإهانات من إنتاج إسرائيل وبالمقابل انعدام الدافعية للانزلاق إلى حرب إقليمية من شأنها أن تحدث نتائج بعيدة الأثر من ناحية نظام متطرف وليس محبوبا مثل ذاك الإيراني.
يحتمل ألا يكون الإيرانيون يعرفون حقا كيف يسووا بين الإرادات المختلفة. معقول أن في طهران يخشون من تعريض البنى التحتية المدنية للخطر، ما من شأنه أن يحصل إذا ما ضربوا لا سمح الله في إسرائيل منشآت إستراتيجية. مهما يكن من أمر، فقبل أسبوعين وقعت مسيرة مشوقة: حزب الله تحول من ذخر إيراني في مشروع خنق إسرائيل إلى عبء يحاولون الابتعاد عنه.
مع ذلك فإن انقلاب الجرة في الثقة الذاتية لدى إسرائيل يصل مطارح إشكالية. صحيح أنه يوجد مجال للبحث في مسألة هي كانت مبالغة في تقدير قوة حزب الله، لكن تماما لا يجب الاستخفاف بالقدرات وبالوسائل التي ما تزال متبقية لديه. حملة برية، في الجيش يدّعون بأنها واجبة الواقع ستشكل تحديا دراماتيكيا للقوات البرية التي ستصطدم بجيش مجرب في ساحته البيتية.
كما أنه في كل ما يتعلق بنار الصواريخ وإطلاق المُسيرات توجد لحزب الله القوة بإلحاق أضرار جدية.
في حزب الله تسود في هذه اللحظة فوضى حقيقية وإحساس جنون الاضطهاد الأصعب منها جميعا: جنون الاضطهاد مبرر. يوجد فقدان تام للثقة بكل شيء – من الأجهزة وحتى البشر. في المنظمة يسألون أسئلة قاسية جدا وينتظرون التوجيه الإيراني. او بثلاث كلمات: لا وضوح في بيروت.
ومع ذلك واضح تماما أن في مرحلة ما ستبلور المنظمة هيئة أركان جديدة بدلا من تلك التي صفيت وسينشأ جهاز جديد لاتخاذ القرارات يجتهد لأن يتخذ وسائل تحفظ أكثر نجاحا. عندها قد يأتي أيضا الأمر بإطلاق رشقات ثقيلة.
وعليه، ففي الجيش الإسرائيلي يستغلون نافذة الفرص لمواصلة معالجة المستويات الوسطى في حزب الله: "رئيس منظومة الصواريخ الوسطى" الذي صفي مثلا، المسؤول عن الصواريخ التي تصل الى مدى 200 كيلو متر أي تغطية معظم الدولة بالنار. إخراج مثل هذا الضابط من المعادلة يمس أكثر بالمعرفة التنظيمية لحزب الله التي تعرضت لضربة شديدة مع تصفية قادة مثل علي كركي، إبراهيم عقيل وسيد محسن.
"البدائل لهؤلاء الأشخاص لا يوجدون بسهولة"، يقولون في الجيش الإسرائيلي. "ففي رؤوسهم كانت معركة كثيرة يفترض أن توضع تحت تصرف المنظمة عند الحرب. بالمقابل، فان كل أنواع الأفكار الخيالية التي تنطلق لدينا التي لم تستوعب بعد ثمن عدم الاكتراث والغرور، فيما يتعلق بالتفكيك المطلق لحزب الله لا تتوافق مع الواقع.
محافل رفيعة المستوى في شعبة الاستخبارات تذكر بأن حزب الله هو ليس فقط نصر الله وعدة جنود آخرين. فهذه منظمة جهادية متجذرة وراسخة جدا في كل لبنان، اجتازت كل سنواتها في القتال بالسلاح الخفيف، نار القناصة والعبوات المعدة محلية. والتخفيض الدراماتيكي في مكانتها الإقليمية وإن كان قاسيا ومفاجئا، لكن للمتزمتين المتدينين يوجد ميل للنهوض من الحطام، نفض الغبار والقتال بكل ما يتوفر حتى قطرة الدم الأخيرة.
وعليه فمن المهم أن نفهم بأن الحرب ضد حزب الله ليست لعبة مبلغها الصفر: تصفية القدرات الإستراتيجية للمنظمة والتي وصلت حسب تقدير الاستخبارات لدرجة التهديد الوجودي، هي هدف مهم جدا. غير أنه لأجل تحقيقه لا حاجة للمخاطرة بالمقاتلين حتى تصفية المخرب الأخير بل المناورة بشكل مركز، حاد وناجع.
الإنجازات أعادت الحمرة إلى وجنات رجال الاستخبارات الذين يظهرون كيف أن الإعداد والاستعداد لسنوات طويلة عمليات منذ حرب لبنان الثانية، نجحت في خلق مصادر مختلفة، متنوعة وحتى عاصفة بهدف الوصول بالضبط الى هذه اللحظة التي تفقد فيها منظمة كحزب الله الرأس، بكل معنى الكلمة. لكن هناك أيضا يعرفون لماذا نحتاج الى عملية برية لأجل إعادة السكان إلى بيوتهم.
MENAFN01102024000072011014ID1108737619