(
MENAFN- Alghad Newspaper)
جون رينتول* - (إندبندنت) 2024/9/21
يمكن أن يسفر نظام الانتخابات الرئاسية الأميركية عن نتائج غير متوقعة، إذ قد يفوز مرشح بالرئاسة من دون الحصول على أكبر عدد من الأصوات، كما حدث في انتخابات العامين 2000 و2016. ويعكس هذا النظام تاريخياً رغبة الولايات في حماية حقوقها ضمن اتحاد فيدرالي.
***
يفضي نظام الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى بعض النتائج الغريبة. في العام 2000، فاز جورج بوش الابن بالرئاسة على الرغم من تفوق منافسه، آل غور، عليه بنصف مليون صوت. وفي العام 2016 أصبح دونالد ترمب رئيساً بـ63 مليون صوت في مقابل 66 مليون صوت لمنافسته هيلاري كلينتون.
هذا النظام من مخلفات ديمقراطية المندوبين (شكل من أشكال الديمقراطية التمثيلية) التي تعود إلى القرن الثامن عشر، والتي تعود أيضاً، في شكل أهم، إلى جذور الولايات المتحدة كاتحاد فيدرالي بين ولايات كانت تحمي حقوقها بحرص شديد. ولأن حقوق الولايات هي في صلب النظام، ولا سيما حق الولايات الأصغر في تمثيل أكبر، من غير المرجح أن يتغير النظام في أي وقت قريب.
ما هو المجمع الانتخابي؟
يختار مجمع انتخابي، كان ذات يوم تجمعاً فعلياً للمندوبين من كل ولاية، رؤساء الولايات المتحدة. ولذلك، عندما يصوت الأميركيون في الانتخابات الرئاسية لا يصوتون لمرشحيهم، بل لتوجيه ناخب عضو في المجمع للتصويت لمرشحيهم لمنصبي الرئيس ونائب الرئيس.
ويساوي عدد الناخبين الذين يمثلون كل ولاية في المجمع عدد ممثليها في الكونغرس، وهم عضوان في مجلس الشيوخ وعدد من الأعضاء في مجلس النواب يتحدد وفق عدد سكانها (استناداً إلى آخر تعداد سكاني، وهو هذه المرة التعداد الذي أجري في العام 2020).
يعني هذا أن أصغر الولايات، التي تملك كل منها دائرة نيابية واحدة، تعين ثلاثة ناخبين في المجمع (ألاسكا وديلاوير ومونتانا ونورث داكوتا وساوث داكوتا وفيرمونت ووايومنغ)، في حين أن الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، أي كاليفورنيا، ستعين 54 ناخباً في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومنذ دخول التعديل الـ23 للدستور الأميركي حيز التنفيذ في العام 1961، تعين واشنطن العاصمة ثلاثة ناخبين، على الرغم من عدم وجود ممثل لها في مجلس الشيوخ، في حين لا يحق لممثلها الوحيد في مجلس النواب التصويت.
كيف تحتسب الأرقام؟
في المجموع، ثمة 538 صوتاً في المجمع الانتخابي (من هنا جاء اسم الموقع الإلكتروني لاستطلاعات الرأي الذي يحظى بمتابعة واسعة النطاق fivethirtyeight)، ويحتاج المرشح إلى الفوز بالأغلبية، أي 270 صوتاً، للفوز بالرئاسة.
وتدلي الولايات كلها باستثناء ولايتين بأصواتها ككتلة -أي أن أصوات المجمع الانتخابي المخصصة لتلك الولاية كلها يجري الإدلاء بها للمرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات في تلك الولاية. والاستثناءان هما ولايتا مين ونبراسكا، اللتين خصص لكل منهما صوتان لقائمة المرشحين التي حظيت بالشعبية الأكبر في الولاية، وتقسم باقي أصواتها بما يتناسب مع توزع الأصوات الشعبية.
ولأن معظم الولايات إما ديمقراطية أو جمهورية بشكل حاسم، بما يعادل الدوائر الانتخابية المحسومة في النظام الانتخابي البريطاني، تميل الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى أن تحسم من قبل عدد صغير من الولايات غير واضحة الولاء الحزبي.
ويتلخص الرأي الشائع بين منظمي استطلاعات الرأي في وجود سبع ولايات تعتبر كذلك في هذه الانتخابات، حيث سيصعب توقع نتيجة السباق بين دونالد ترمب وكامالا هاريس، وهي ويسكنسن، وميشيغان، وبنسلفانيا، وأريزونا، وجورجيا، ونيفادا، ونورث كارولاينا (وفق قاعدتي التقريبية الشخصية ستفوز هاريس بالرئاسة إذا فازت بأصوات الولايات الثلاث الأولى، أما إذا خسرت واحدة منها، فستحتاج إلى الفوز بواحدة على الأقل من الولايات الباقية لتعويض الخسارة).
ماذا يحدث إذا حصل تعادل؟
قد يقع المجمع الانتخابي في تعادل يساوي 269 صوتاً في مقابل 269 صوتاً. في هذه الحالة، يتطلب التعديل الـ12 للدستور الأميركي أن يقرر مجلس النواب نتيجة الانتخابات. ومع ذلك، سيجرى التصويت في المجلس بطريقة غير عادية، إذ سيكون لكل ولاية صوت واحد، ولذلك سيتعين على ممثلي كل ولاية أن يقرروا كيفية الإدلاء بالصوت العائد إلى ولايتهم. وبالنظر إلى أن الجمهوريين يتمتعون بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، في حين تميل الولايات الأصغر إلى تأييد الجمهوريين، يبدو أن التعادل سيؤدي إلى فوز مريح لترامب.
وسيكون عزاء الديمقراطيين في حالة التعادل أن الدستور يتطلب اختيار نائب الرئيس من قبل مجلس الشيوخ، حيث يتمتعون حالياً بغالبية صوت واحد، وبذلك يمكن أن يصبح تيم والز نائباً لترامب.
*جون رينتول John Rentoul: كبير المعلقين السياسيين في "الإندبندنت".
MENAFN01102024000072011014ID1108737607
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.