(
MENAFN- Alghad Newspaper)
هديل غبّون
عمان - تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لكبار السن للعام الحالي تحت شعار "الحفاظ على الكرامة"، فيما كانت المملكة من أوائل الدول التي أولت اهتماما واسعا بهم، بتشكيل لجان ووضع إستراتيجيات وتطويرها بشأنهم، وسط آمال وتطلعات محلية ودولية لإصدار صك دولي على غرار اتفاقيات حقوق الإنسان في مختلف المجالات يعنى بكبار السن.
ويمر الأول من تشرين الأول (أكتوبر) لهذا العام، بتأكيد الأمم المتحدة على أن شيخوخة السكان هي اتجاه عالمي، في وقت أصبح فيه متوسط العمر المتوقع عند الولادة في كل أنحاء العالم 75 عاما، وفقا لبيان رسمي، إذ يتوقع بأن يرتفع عدد المسنين في العالم بحلول العام 2030، مع تسارع هذه الوتيرة تحديدا في البلدان النامية.
وتبرز الدعوات والتوصيات الوطنية خلال سنوات، بضرورة استحداث قانون خاص بحقوق كبار السن، يتضمن نصوصا لمساءلة الأبناء في حال وقوع حالات إهمال أو تقصير، وإنشاء قاعدة بيانات وإحصاءات لهم، بالإضافة لضرورة استحداث أندية نهارية حكومية لكبار السن، في المحافظات، وهو ما أكد عليه أحدث تقرير للمركز الوطني لحقوق الإنسان.
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن الأردن يمر بتحوّل ديمغرافي، إذ يتوقع بأن يرتفع عدد من تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق، أكثر من الضعف بين 2020 و2050، وبين 620.000 ( 6 ٪ من إجمالي السكان) إلى 2.15 مليون (16.6 ٪).
المجلس الوطني لشؤون الأسرة أصدر العام الماضي، تقريرا تقييميا حول تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لكبار السن 2018-2022، أظهر بأن هناك حاجة "لتطبيق منهجية الموازنة المستجيبة للشيخوخة ضمن إطار الموازنة العامة الحكومية"، وأن غيابها أدى لقصور في رصد ومتابعة الإنفاق الحكومي الموجه لصالح كبار السن، مع التأكيد على وجود أداء مرتفع في بعض مؤشرات تنفيذ الخطة.
من جهته، قال الأمين العام للمجلس الوطني د. محمد مقدادي في تصريحات خاصة لـ"الغد"، إن اهتمام المجلس بقضايا كبار السن بدأ منذ تأسيسه عبر الاهتمام بالتخطيط الإستراتيجي لقضاياهم، والعمل على مأسسة هذا العمل من خلال التعاون مع أعضاء اللجنة الوطنية لكبار السن والتي تشكلت في العام 2012 بقرار من رئاسة الوزراء، والتي يمثل اعضاؤها حاليا 40 عضواً من مختلف المؤسسات الوطنية ذات العلاقة".
ونوه المقدادي إلى أن هناك جهودا دولية، تبذل لإعداد "صك دولي" يدعم حقوق كبار السن، وأن الأردن يسهم بهذا عبر إعداد "مداخلة سنوية" يجري تقديمها لمجموعة عمل مفتوحة لعضوية المعنية بالشيخوخة في نيويورك، وذلك ضمن التقييم الرابع لخطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة، قائلا إنها تشمل مختلف الجوانب والحقوق الخاصة بكبار السن في الأردن.
عربيا، قال المقدادي أطلقت الإستراتيجية العربية لكبار السن للأعوام 2019-2029، عن طريق جامعة الدول العربية التي عملت مع الشركاء على "إعداد مشروع قانون عربي استرشادي لحماية حقوق كبار السن".
ونص الدستور صراحة على حماية كبار السن، في المادة (5/ 6) التي تنص "يحمي القانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ويعزز مشاركتهم واندماجهم في مناحي الحياة المختلفة، كما يحمي الأمومة والطفولة والشيخوخة ويرعى النشء ويمنع الإساءة والاستغلال".
وفي السياق ذاته، قال المقدادي إن بيانات دائرة الإحصاءات العامة لعام 2023، تشير إلى أن عدد كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم الـ60 عاما فما فوق، بلغوا 626.75 وبنسبة 5.5 % من عدد السكان، منهم 307.675 إناثا و319.075 ذكورا.
وعن جهود المجلس في ملف كبار السن، أضاف المقدادي، إن هناك متابعة مستمرة مع اللجنة الوطنية لكبار السن لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لكبار السن والتي أعدت العام الماضي، ومن ثم المتابعة على تقييمها، ويعمل باستمرار على تحديثها وتطويرها وتحديث محاورها وأهدافها، ضمن المستجدات التي تطرأ على المجتمع ويتعاون في ذلك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة "الاسكوا"، بحسبه.
وضمن توصيات ومخرجات الإستراتيجية، بدأ المجلس العام الماضي، وفقا للمقدادي العمل على مبادرة "إنشاء نواد نهارية لكبار السن".
وبيّن أن هناك تعاونا حاليا، مع منظمة الانسانية والإدماج في إنشاء ناد نهاري بمحافظة العاصمة مع أمانة عمان الكبرى، وبالتعاون مع جمعية الأسر التنموية، وفي محافظة اربد مع معهد العناية بصحة الأسرة، ويسعى مستقبلاً للتوسع بافتتاح نواد في المحافظات والتعاون مع البلديات لاستغلال الحدائق لفتح نواد نهارية.
وأضاف المقدادي معلقا "تأتي هذه النوادي بهدف قضاء كبار السن أوقات فراغهم، واستغلال خبراتهم في مختلف الجوانب".
MENAFN30092024000072011014ID1108732504