Saturday, 12 October 2024 01:12 GMT



مهرجان الزيتون.. احتفاء سنوي بشجرة وطنية ومنتجاتها ورمزيتها الثقافية والاجتماعية

(MENAFN- Alghad Newspaper) عبدالله الربيحات عمان- "شجرة الزيتون"، لا تشبه أي شجرة في الثقافة الزراعية الأردنية، فمنتجاتها حاضرة على نحو يومي في حياة الأردني، وعلى مر الزمن تجذرت كشجرة وطنية، لا يمكن الاستغناء عنها، وعن منتجاتها، فإلى جانب ما تتمتع به من قدسية واحترام اجتماعيين كبيرين، هي مورد اقتصادي حيوي لزارعيها.
ومع الوقت، طور الأردنيون آليات عديدة للاحتفاء بهذه الشجرة، التي ينظمون لها سنويا "مهرجان الزيتون الوطني ومعرض المنتجات الريفية" وهذا الاحتفاء الذي يحمل طابعا اقتصاديا، هو أيضا احتفاء بالقيمة الثقافية لهذه الشجرة، التي أضحى الاهتمام بها واسعا في مختلف المناطق، ويحمل أهمية اقتصادية واجتماعية.
ويشكل الاهتمام بهذا المهرجان، إشارة واضحة على تعزيز الإنتاج الإستراتيجي للزيتون، وفي الوقت نفسه، الاهتمام بالمنتجات الريفية التي هي في الأساس منتجات زراعية، وتشكل رافدا للسوق الوطني، يسهم المهرجان هنا في فتح نوافذ تسويقية لمزارعي أشجار الزيتون ولمنتجي المواد الزراعية من الأسر الريفية، سعيا منه لدعم المنتج المحلي، وإتاحة الفرص للأسر الريفية لعرض منتجاتها وبيعها.
المهرجان سيقام هذا العام، بإشراف وزارة الزراعة في المركز الأردني للمعارض في عمان بمكة مول، بعد أن كان ينظمه المركز الوطني للبحوث الزراعية في الأعوام السابقة، وهو سيتيح المشاركة فيه لأكبر عدد من المنتجين والأسر، وسترافقه حملة تسويقية وإعلامية.
خبراء زراعيون بينوا لـ"الغد" أن مهرجان الزيتون مهم جدا للأسر الريفية التي ستجد لها مكانا فيه لتسويق منتجاتها من الزيت والمواد الأخرى في عمان، التي تتمتع بكثافة سكانية كبيرة وقدرة شرائية عالية.
وقالوا إن المهرجان يسهم بالتشبيك بين المنتجين والزبائن، وفي الوقت نفسه، فهو بحاجة للرعاية المستمرة والتطوير، وتحفيز المشاركين فيه بمنحهم مساحات عرض شبه مجانية لجذب مشاركين أكثر.
وأضافوا، أن المهرجان يعد دعما لصغار المزارعين واسنادا للمرأة الريفية، وهذا يتطلب أيضا إطلاق حملات ترويجية له، تحتفي بشجرة الزيتون وما تنتجه من زيت وكبيس بأكثر من طريقة، وبيان مدى أهمية زيت الزيتون الصحية واستخداماته الغذائية والتجميلية والصحية.
الباحث والخبير في الشؤون الزراعية والتنموية د. حسان العسوفي، بين أن المهرجان، يشكل نافذة تسويقية، تكاد تكون الأكبر في تاريخ المعارض الأردنية، ويأتي هذا الاهتمام به، في نطاق ما تحمله شجرة الزيتون من رمزية اجتماعية وثقافية، ولما للزيتون وزيته من أهمية في المطبخ الأردني، ولما تحمله هذه الشجرة من دلالات تفصح عن معاني التعاون والعطاء.
وقال العسوفي "بعيدا عن الأرقام الإحصائية حول عدد الأشجار وحجم الإنتاج للزيتون، أوضحت الدراسات الأركيولوجية أن الأردن ومنطقة رم تحديداً، من أقدم مناطق العالم التي نشات فيها زراعة أشجار الزيتون، كما وتفيد الدراسات البحثية الجينية في المركز الوطني للبحوث الزراعية بأن "المهراس" من أقدم أصناف الزيتون في العالم، وهو ما يعزز الأهمية التاريخية والدينية لهذه الشجرة، ولما تحمله قيمتها الغذائية والصناعية من فوائد للمجتمع والاقتصاد الزراعي.
وبين ان الزيتون وزيته يحملان في معانيهما رمزيات متنوعة، كرمزيته للقوة والثبات في المنظور الشعبي "كُل زيت وناطح الحيط"، ودلالته في الحفاظ على الأمن الغذائي "الزيت عمود البيت"، وقيمته التنافسية في العطاء والجودة، إذ يتباهى به المزارعون "ما حدا يقول عن زيته عكر"، وهذه مدلولات انتجت حكمتها عن الزيتون عبر آلاف السنين، ورسختها كمفاهيم قيمية ثقافية واجتماعية.
وقال العسوفي إن المركز الوطني، ولإيمانه بأهمية الزيتون كشجرة وطنيه ذات تاريخ وقيمة اجتماعية وغذائية، أنشأ مديرية خاصة لأبحاث الزيتون، ومختبرا متخصصا بفحص الزيت والتأكد من سلامته وعدم غشه، ليكون غذاء آمنا للمستهلكين.
وأشار أن المركز وبالتعاون مع شركائه، يطلق سنويا مهرجانا برعاية ملكيه مباركة للزيتون ومنتجاته، ليكون عنوانا للعطاء ورمزا للانتماء، مهرجانا تسوده أجواء مبهجة، حتى أصبح مهرجانا وطنيا ينتظره الجميع.
من جهته، قال مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران، انه في ظل تردي أسواق الزيت تأتي هذه الفرصة للمزارع لتسويق منتجاته، وفي ظل هذا المعرض يجتمع أطراف العملية من منتج وسوق ومستهلك، وأيضا تكون فرصة لعرض منتجات محلية أخرى، سواء مواد غذائية او حرف يدوية، كما ويعتبر فرصة حقيقية تجذب الزوار إليه من عمان والمحافظات.
وأضاف ان المهرجان دعم لصغار المزارعين واسناد للمرأة الريفية، وهو يمنزلة برنامج مسابقات للحصول على منتجات عالية الجودة، يجري فحصها مخبريا، داعيا لاطلاق حملات ترويجية حول التحضيرات للمهرجان، داعيا المزارعين والجمعيات الزراعية للمشاركة في المهرجان، والذي يسهم بدفع عجلة الاقتصاد.
يشار إلى ان المهرجان عقد للمرة الاولى في العام 2000، بينما بلغ حجم الاستثمارات في الزيتون بالمملكة نحو مليار دينار، اشتملت على معاصر ومستلزمات إنتاج وتصنيع زيتون وعبوات زيت بأنواعها، وتصنيع جفت لأغراض التدفئة.
كما وبلغت المساحة المزروعة بالزيتون في المملكة 570 ألف دونم، تتضمن 11 مليون شجرة، فيما بلغ معدل الإنتاج المحلي في آخر عامين بين 150 إلى 200 ألف طن من ثمار الزيتون، يستخدم منها
80 % لإنتاج الزيت، بمعدل إنتاج يتراوح بين 25 الى 30 ألف طن، وفقا لاحصائيات رسمية.
كما ويوجد في المملكة 139 معصـرة، تقدر طاقتها الإنتاجية بـ451 طنا
في الساعة.

MENAFN30092024000072011014ID1108732501


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار