Monday, 07 October 2024 04:56 GMT



إسرائيل تبدأ توغلا بريا محدودا في لبنان وسط تحليق مكثف للطيران وقصف بالدبابات على مناطق بالجنوب

(MENAFN- Al-Anbaa)
  • رئيسا البرلمان والحكومة اتفقا على دعوة مجلس النواب لانتخاب رئيس فور توقف الحرب
  • إسرائيل أبلغت واشنطن أن غزوها للبنان سيكون محدوداً

بيروت – ناجي شربل وأحمد عز الدين وعامر زين الدين ووكالات:

أعلنت الولايات المتحدة امس أن القوات الإسرائيلية بدأت "عمليات محدودة" داخل الأراضي اللبنانية وسط تحليق مكثف للطيران وقصف بالدبابات على مناطق الجنوب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي جزءا من الحدود الشمالية "منطقة عسكرية مغلقة" متعّهدا بمواصلة قتال حزب الله.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين "هذا ما أبلغوني به، بأنهم ينفّذون حاليا عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله قرب الحدود".

وتوغلت دبابات إسرائيلية في رميش جنوبي لبنان، في ظل انقطاع الكهرباء، بحسب قناتي "العربية" و"الحدث". ودوى هدير الدبابات في مناطق حدودية بالجنوب اللبناني.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الجيش الإسرائيلي وسع القصف المدفعي ليشمل مناطق إضافية على طول الحدود مع لبنان.
ووفق قناة "الجزيرة" استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي كفركلا والعديسة والخيام وسردا بالقطاع الشرقي جنوبي لبنان، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية منطقة كوكبا وبلدة كفر كلا ووادي برغز
وبرج البراجنة والرويس والليلكي وبئر العبد. وقد سمعت أصوات التفجيرات الى مناطق بعيدة نظراً الى قوة الغارات التي طالت مجمعات لأكثر من مبنى.
.
في الاثناء، وجه الجيش الاسرائيلي انذارا الى سكان الضاحية الجنوبية في بيروت بعدة مناطق باخلاء منازلهم.

في المقابل، أعلن "حزب الله" قصف مستوطنة شتولا بالصواريخ، واستهداف تجمعات لجنود إسرائيليين على الضفة الثانية من الحدود قبالة بلدتي كفركلا والعديسة.

وتابع اللبنانيون امس ما تم بثه عن تحركات لآليات من وحدات الجيش اللبناني، في إعادة انتشارها في بلدات حدودية، من دون صدور بيان رسمي في هذا الشأن عن قيادة الجيش، وهذا بديهي كون الأمور العسكرية لا تعمم عبر وسائل الاعلام.

وكشف مصدر مقرب من قيادة الجيش لـ"الأنباء" ان "ما جرى لا يتعدى إعادة التموضع، من قبل جنود منتشرين على الحدود وعددهم قليل في نقاط صغيرة، وما جرى هو إعادة تجميعهم في نقاط أكبر". ونفى المصدر ما أثير في بعض وسائل الاعلام عن تراجع لمسافة خمسة كيلومترات.

في حين كشف قيادي رفيع سابق في "حزب الله" لـ"الأنباء" عن "قمة الجهوزية لمقاتلي الحزب على الأرض في الجنوب"، مشيراً الى ان "التوغل البري الإسرائيلي سيشكل بداية للحل، بسبب ما سيواجهه الإسرائيلي في الميدان".

وكانت معلومات تحدثت عن نقل رسالة روسية الى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، فيها تأكيدات لتوغل بري إسرائيلي من نقاط حدودية عدة بينها الجولان، ودعوة الى توخي الحيطة والحذر الشديدين في القادم من الأيام، التي وصفتها الرسالة الروسية بـ"الصعبة على لبنان".

ونقل مرجع كبير عن جنبلاط "تنبيهه من فوضى عارمة قد تشهدها الفترة المقبلة"، ودعوته "الى التعاطي مع التطورات بحكمة كبيرة".

وكشف مصدر رفيع لـ"الأنباء" ان الجانب الروسي أوعز قبل 20 يوماً الى عسكريين إيرانيين موجودين في نقاط حدودية مع الجولان بالانسحاب من مواقعهم. وتحدثت المعلومات عن "تدخل أميركي لدى الجانب الإسرائيلي بتقليص عملية التوغل الى الأراضي اللبنانية، الى منطقة جغرافية محددة بين حاصبيا وسهل الماري، وقصرها على أيام قليلة.

وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن امس إنه يعارض شن إسرائيل عملية برية في لبنان ودعا إلى وقف إطلاق النار.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حذّر امس خلال زيارته جنودا من وحدة مدرّعة منتشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بأن "القضاء على نصرالله خطوة مهمة، لكنّها ليست الأخيرة. ولضمان عودة سكان شمال إسرائيل، سنستخدم كلّ قدراتنا".

وقال ستيفان دوغاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "لا نريد رؤية اجتياح برّي من أي نوع كان"، فيما صرّح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه يجب تجنب أي عمليات إسرائيلية إضافية في لبنان، عقب اجتماع افتراضي لوزراء خارجية الكتلة.

كذلك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة امس إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ حزب الله التي
تستهدف
إسرائيل.

من جهته أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تعهد لبنان بتطبيق وقف إطلاق النار فورا للبحث في تطبيق القرار 1701.


وشدد بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره بعين التينة ظهر أمس، «على أن لبنان مستعد لإرسال الجيش اللبناني إلى الحدود (مع إسرائيل) ونشر عناصره في الجنوب فور وقف إطلاق النار».
وكشف ميقاتي عن اتفاقه مع بري «على دعوة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية فور وقف إطلاق النار». وقال: «لانتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحد».
وأشار ميقاتي إلى قبول لبنان «كل الهبات الواردة إلينا عن طريق الأمم المتحدة».
وبعد مغادرة ميقاتي، حضر قائد الجيش العماد جوزف عون والتقى الرئيس بري، الذي استقبل لاحقا وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو. كلام ميقاتي استحق التوقف عنده من قبل اللبنانيين، الذين وجدوا أنفسهم في حرب إسرائيلية ضروس تستهدفهم. حرب لا تقل وحشية عما جرى في غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، يوم شنت حركة «حماس» عملية «طوفان الأقصى»، وأتبعها «حزب الله» في اليوم التالي بفتح «جبهة إسناد» من جنوب لبنان.
ويأمل كثيرون في لبنان اجتياز هذه الأزمة التي يعتبرونها أقرب إلى الكارثة في أسرع وقت منهم، علما ان القسم الأكبر يخشى ان تطول الحرب وتستعر وتلقي بالمزيد من الويلات المآسي على شعب يعيش منذ 2019 أزمة مالية وانهيارا اقتصاديا غير مسبوقين في تاريخ البلاد. وليس سرا ان الغالبية اللبنانية تتعامل مع الحرب الإسرائيلية الواسعة، على انها طويلة الأمد، وتتعدى القضاء على هيكلية القيادة في «حزب الله» وكامل الجهاز الإداري لديه، بعد إعلان الجانب الإسرائيلي مضيه في الحرب محددا أهدافا كبيرة، ليس أقلها القضاء على البنية العسكرية لـ «حزب الله».
وتحدثت معلومات موثوقة
لـ «الأنباء» عن عرض إسرائيلي لوقف النار، مشروط باستسلام «حزب الله» ونزع سلاحه، وليس فقط الاكتفاء بتراجعه إلى شمال الليطاني، الأمر الذي رفضته دوائر «الحزب» بشكل فوري، معتبرة انها تلقت «أفدح الأضرار والخسائر، والوقت الآن لاستنهاض الصفوف والعودة من بوابة الميدان، والتعامل مع العدو الإسرائيلي بالطريقة التي يفهمها».
وأشارت المعلومات إلى ضغط أميركي كبير للحؤول دون قيام الجيش الإسرائيلي بعمل بري داخل الأراضي اللبناني، لقناعة أميركية مفادها ان التوغل الإسرائيلي سيؤدي إلى احتلال أرض لبنانية، وعندها لابد من مقاومته بشتى الوسائل. وهنا، وبحسب التقديرات الأميركية، يستعيد «حزب الله» دوره الذي تميز به منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وصولا إلى تحرير الجنوب والبقاع الغربي في 25 مايو العام 2000.
لكن صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤول أميركي، أن «إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها تخطط لعملية برية محدودة في لبنان ستبدأ قريبا»، لافتا إلى أن «العملية البرية التي تخطط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها ضد حزب الله عام 2006».
وفي موقف رسمي أول لمسؤول في «حزب الله» بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، قال نائبه الشيخ نعيم قاسم ان «منظومة القيادة وإدارة المواجهة مستمرة».
وإذ لم يتطرق إلى موعد التشييع، أضاف: «سوف نختار أمينا عاما للحزب في أقرب فرصة ونملأ القيادات في شكل ثابت». وأكد أن «المقاومة ستواصل مساندة غزة دفاعا عن فلسطين وبالوتيرة نفسها».
وفي المقابل، قال مرجع لبناني رسمي سابق كبير لـ «الأنباء»: «استطاع حزب الله النيل من الجيش الإسرائيلي يوم خاض ضده حرب عصابات. وعندما تحول الحزب إلى جيش كبير هزم شر هزيمة أمام الجيش الإسرائيلي».
وتحدث قيادي سابق في «حزب الله» لـ «الأنباء» عن إنجاز ملء الشغور في الكوادر القيادية للحزب. وقال: «نحتاج أسبوعا على الأكثر لرفع الزخم في عملياتنا، وحتى ذلك الحين نحرص على إطلاق العدد نفسه من الصواريخ يوميا، وتتفاوت حجمها وكان أحدها من مدى طويل بلغ 150 كيلومترا».
وأضاف: «في حزب الله كل واحد منا مشروع شهيد، وخصوصا الذي يصل إلى منصب متقدم، والحزب كفيل بتجديد نفسه».
وفي الاتصالات التي تبذل من أجل الوصول إلى تهدئة، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير خارجية فرنسا قبل ظهر أمس في السرايا في حضور سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو. وجدد ميقاتي التأكيد على «ان مدخل الحل هو في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والعودة إلى النداء الذي أطلقته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية لوقف إطلاق النار». ورأى «ان الأولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701».
بدوره، شدد وزير خارجية فرنسا على«أولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة». واعتبر الوزير الفرنسي أن «ثمة حلولا ديبلوماسية» في لبنان، على الرغم من الضربات الإسرائيلية المكثفة.
وعدد وزير الخارجية في منشور على «إكس» من بينها «وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي والإنساني وتنفيذ القرار 1701» الذي أنهى الحرب التي اندلعت في 2006، مشددا على أن «فرنسا لاتزال إلى جانب لبنان».وفي موقف رسمي أول صادر عن حزب «القوات اللبنانية» بعد اغتيال نصرالله، عممت الدائرة الإعلامية في «القوات» البيان التالي: «ما يجمع البلد بعد النكبة التي ألمت به هو الدستور والمؤسسات. والخطوة الأولى في هذا الاتجاه والفورية تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية وفقا لهذا الدستور، وأن يصار بعدها إلى تكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تطبيق الدستور والقرارات الدولية المتعلقة بلبنان. فمظلة الأمان الوحيدة للبنانيين هي الدولة، وحان الوقت لأن تتحمل الدولة وحدها مسؤولياتها، والمدخل الوحيد إلى ذلك انتخاب رئيس للجمهورية. ومن يرفض هذا الانتخاب بحجج قديمة يعني أنه يريد إبقاء لبنان من دون دولة فعلية ومؤسسات حقيقية على رغم المأساة التي تعيشها الناس والخراب الذي ألم بالبلد، ومع انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة تعقد طاولة الحوار في بعبدا بهدف معالجة نهائية لأزماتنا اللبنانية الوجودية والوطنية والسياسية».
وفي الميدان، واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته المركزة ضد أهداف قال انها عائدة لـ «حزب الله». إلا ان الضربات أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين بالعشرات في مناطق عدة، ليرتفع رقم الذين قضوا في عملية «سهام الشمال» التي أطلقتها إسرائيل الأسبوع الماضي إلى أكثر من ألف شهيد. ووقعت مجازر ليل أمس الأول في قرى شرق صيدا وفي بعلبك الهرمل، بسقوط ضحايا بأرقام غير مسبوقة منذ الاجتياح الإسرائيلي الثاني للبنان في 1982.
وفي الساعات الأولى من فجر أمس، استهدفت المسيرات الإسرائيلية لأول مرة مبنى في منطقة جسر الكولا ببيروت قرب منطقة المزرعة - وطى المصيطبة. وأسفرت الضربة عن سقوط أربعة من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة».
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارات العدو الإسرائيلي على البلدات اللبنانية أسفرت عن سقوط 123 قتيلا، ليتخطى عدد القتلى الـ 1700 منذ الثامن من أكتوبر الماضي. وذكر بيان آخر ان 45 شهيدا و70 جريحا سقطوا في اعتداء إسرائيلي على عين الدلب مساء الأحد في قضاء صيدا، إلى 12 شهيدا و20 جريحا في حصيلة الغارات الإسرائيلية الليلية على الهرمل.

MENAFN30092024000130011022ID1108732012


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار