Friday, 27 September 2024 02:25 GMT



كيف سينعكس مشروع الهيدروجين الأخضر على العقبة؟

(MENAFN- Alghad Newspaper) أحمد الرواشدة العقبة- يؤكد خبراء بيئيون ومستثمرون، أن مضي العقبة باتجاه مشاريع الهيدروجين والأمونيا الخضراء، تماشيا مع رؤية التحديث الاقتصادي، من شأنه مواكبة الأهداف الساعية إلى تحقيق التنمية المستدامة وزيادة معدلات الاستثمار وتشغيل العمالة الوطنية بشكل عام، إلى جانب دعم الصناعات الخضراء وتحول المدينة الساحلية إلى مدينة خضراء وفقا لإستراتيجية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وأضافوا، أن الأردن ينظر إلى الهيدروجين الأخضر بوصفه أحد القطاعات الواعدة للنمو الاقتصادي في البلاد، خاصة مع دمجه بقطاع الأسمدة، في ظل خطط إستراتيجية تستهدف تحويل المملكة إلى مركز عالمي في الصناعات عالية القيمة، وكذلك استغلال تطور الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة التي وصلت إلى 27 % عام 2022، والعمل لمضاعفة الإنتاج ليصل إلى 50 % في عام 2030، مشيرين إلى أن موقع الأردن الإستراتيجي على البحر الأحمر يعد موقعا جذابا لدعم الهيدروجين الأخضر في البلاد.
علميا، يتم إنتاج الأمونيا الخضراء عن طريق تفاعل الهيدروجين والنتروجين معا عند درجات حرارة مرتفعة وضغط عال، فيما يعرف بعملية "هابر-بوش" (Haber-Bosch). وعلى عكس "الأمونيا البنية"، التي يتم تصنيعها باستخدام الوقود الأحفوري أو الغاز الطبيعي كمادة وسيطة، فإن المواد الخام للأمونيا الخضراء هي الهيدروجين الذي يتم الحصول عليه من خلال التحليل الكهربائي للماء.
وتعمل الأمونيا الخضراء، التي تنتج عن تفاعل النيتروجين مع الهيدروجين الأخضر الناتج عن التحليل الكهربائي من مصادر الطاقة المتجددة، على تقليل انبعاثات غازات الدفيئة المنبثقة من الأسمدة الضرورية للتنمية الزراعية، في وقت تواجه الكثير من البلدان، بما في ذلك أوروبا، تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي حسب دراسات عالمية.
وكانت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة تطوير العقبة قد وقعتا مع شركة أمونيا الأردن الخضراء المسجلة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، اتفاقية استخدام الأراضي المحددة لبناء وتطوير الدراسات اللازمة لإنتاج وصناعة الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر في الأردن، بكلفة تصل إلى مليار و200 مليون يورو توفر ما يقارب 8 آلاف فرصة عمل.
ووفق رئيس مجلس إدارة شركة أمونيا الأردن الخضراء الدكتور وائل سليمان، فإن هذه الاتفاقية تعتبر المرحلة الثالثة من برنامج العمل لإنشاء محطة لإنتاج الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم العام الماضي مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية بالمرحلة الأولى، التزمت الشركة بتسليم الدراسات الأولية ودراسات الجدوى الاقتصادية لإنشاء محطة لإنتاج الأمونيا الخضراء بطاقة إنتاجية ما بين 100-300 ألف طن.
وقال سليمان، "إنه تم تسليم الدراسات الأولية خلال شهر أيار (مايو) من العام الحالي، والتي أثبتت جدوى إنشاء هذه المحطة، ويتم توقيع اتفاقية استخدام الأراضي لأعمال الدراسات الفنية ودراسات الجدوى الاقتصادية النهائية والدراسات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، للبدء بعد إنهائها بالدخول في مرحلة بناء هذا الاستثمار المميز"، مؤكدا "أن الشركة تسعى من خلال إستراتيجيتها إلى أن تكون المملكة مركزا عالميا لتصدير الأمونيا الخضراء إلى دول العالم، حيث إنه من المتوقع أن تكون المملكة من أوائل الدول التي ستنتج هذه المادة، وهي منتج يستخدم في العديد من الصناعات الصديقة بالبيئة، أهمها الأسمدة الزراعية، والبلاستيك، والأدوية، والكثير من الصناعات المهمة".
وبحسب مستشار الشركة شرحبيل ماضي، "فإن تلك المشاريع والإستراتيجيات تستهدف تعزيز قدرات الدولة في مجال استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وخفض الانبعاثات الكربونية من خلال تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، إلى جانب استقطاب الاستثمار المحلي والأجنبي مع استغلال الإمكانات المتاحة على الصعيد الوطني من كفاءات وبنية تحتية صناعية وطاقية متوفرة لا سيما موقع العقبة الإستراتيجي".
وأكد ماضي، أن هذا الاستثمار يعمل على خلق ما يزيد على 8 آلاف فرصة عمل خلال مرحلة البناء التي تستمر ثلاث سنوات، وما يزيد على 700 فرصة عمل دائمة في مجالات مختلفة، أهمها الهندسة الكيميائية والصناعية والكهربائية والمهن المساعدة المتخصصة، لافتا إلى أن الشركة ستعمل على إطلاق برامج تدريبية لأبناء المجتمع المحلي وإطلاق برامج أكاديمية متخصصة في الهيدروجين الأخضر، وستقام محطة الإنتاج على مساحة 30 هكتارا في المنطقة المخصصة للصناعات الكيميائية في المنطقة الجنوبية القريبة من منظومة الموانئ. كما ستقام محطة لإنتاج الطاقة الشمسية على مساحة 10 كيلومترات مربعة قابلة للزيادة بناء على كمية الإنتاج.
أما الخبير البيئي محمد الشقارين، فأكد من جهته، أن الأردن يخطو خطوات كبيرة نحو ريادة المنطقة في مجال الهيدروجين الأخضر، وكان قبلها السعي إلى ريادة الطاقة المتجددة وسط منافسة كبيرة مع دول المنطقة، مشددا على أن ما يميز العقبة بهذه المشاريع هو تمتعها بالعديد من نقاط القوة نتيجة توجهها نحو الاستثمار في مصادر الطاقة الخضراء الاقتصادية، بالإضافة إلى سعي بعض المصانع إلى التحول للطاقة النظيفة مما يوفر ميزة تنافسية كبيرة.
من جانبه، قال رئيس مجلس المفوضين نايف الفايز، إن الاتفاقية مع شركة أمونيا جاءت بالتنسيق مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية، في سبيل المضي قدما لتنفيذ مشاريع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء في المملكة الأردنية الهاشمية، وتنفيذا للخطة الإستراتيجية للسلطة بدعم الصناعات الخضراء والتحول إلى مدينة خضراء، مؤكدا أن هذه المشاريع النوعية تعد جزءا أساسيا ومهما من رؤية التحديث الاقتصادي الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة وزيادة معدلات الاستثمار وتشغيل العمالة الوطنية بشكل عام.
وأوضح الفايز، أن مثل هذه المشاريع جاءت للتنوع في الاستخدام الأمثل، حيث إن سعينا المستمر، ننتهجه على خطى جلالة الملك، الذي يشدد على أهمية تطوير قطاع الطاقة النظيفة في كافة مجالاتها، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، الذي سيحفز ويجذب العديد من الأعمال التي تستخدم الطاقة الخضراء بديلا عن الموارد الأخرى ذات الأثر السلبي على البيئة، والتي من شأنها أن تعزز فرص النمو الاقتصادي للوصول إلى التنمية المستدامة.
وبناء على الاتفاقية، فقد روعي في المشروع الوصول إلى توليد الكهرباء من مصادر متجددة والاستخدام الذاتي أو بيع منتج كهربائي كافٍ لإنتاج 100 ألف طن، وللوصول إلى 300 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويا باستخدام الطاقة الشمسية والمياه المحلاة من البحر.
يشار إلى أن المشروع سيعتمد اعتمادا كليا على إنتاج الطاقة الكهربائية من خلال إنشاء محطات لتوليدها تصل طاقتها إلى 670 ميجا واط، وسيستخدم أنظمة تخزين طاقة مرتبطة بها.

MENAFN20092024000072011014ID1108697634


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية