Friday, 27 September 2024 01:51 GMT



تفجيرات البيجر في بيروت استدراج لحرب شاملة من نتنياهو لحزب الله

(MENAFN- Alghad Newspaper) هآرتس
بقلم: عاموس هرئيل
19/9/2024

سلسلة منشورات في وسائل الإعلام الأجنبية، المتحررة من قيود الرقابة العسكرية في إسرائيل، تضيف تفصيلا مهما لصورة المعلومات بشأن هجوم أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال على حزب الله قبل يومين، والذي استمر أمس في هجوم أصغر على أجهزة الاتصال التي توجد في حوزة المنظمة اللبنانية.
حسب التقارير، فإن حزب الله كان على وشك اكتشاف الخطة العملياتية التي تمت بلورتها في إسرائيل على مدى سنوات، التي في إطارها تم تفخيخ آلاف أجهزة البيجر مسبقا، ووزعها حزب الله على أعضائه. قبل لحظة من اكتشاف العملية تم اتخاذ القرار لتفعيلها في إسرائيل.
النتيجة كانت ضربة عملية وضربة قوية في معنويات حزب الله. فآلاف من اعضائه أصيبوا وعشرة أو اكثر قتلوا ومنظوماته القتالية تبين أنها شفافة وقابلة للإصابة.
أول من أمس بعد أن دعا حزب الله أعضاءه للتخلص على الفور من أجهزة البيجر بدأت انفجارات في أجهزة اتصالات من نوع آخر، وتم الإبلاغ عن 20 قتيلا و450 مصابا في أرجاء لبنان، من بينهم من أصيبوا في جنازة القتلى أول من أمس. بيوت وسيارات للأعضاء اشتعلت نتيجة الانفجارات التي كانت هذه المرة في أجهزة أكبر، لذلك ربما كانت تحتوي على كمية أكبر من المواد المتفجرة.
يبدو أنهم في حزب الله لم يتعلموا الدروس المطلوبة من الهجمات الأولى، والآن أعضاؤه يدفعون ثمنا إضافيا.
وللمفارقة، رئيس حزب الله، حسن نصر الله، دعا في شباط (فبراير) الماضي، أعضاءه إلى التخلص من الهواتف المحمولة بذريعة أنها كشفت الحزب للاستخبارات الإسرائيلية. حزب الله تزود كبديل بأجهزة البيجر القديمة على فرض أنها أكثر حصانة أمام الإصابة، لكنه هكذا عرض نفسه لضرر أكبر بما لا يقاس. والآن الأضرار تمتد أيضا بواسطة أجهزة الاتصال.
يمكن الافتراض أنهم في الحزب سيبدأون التعامل الآن بحذر حتى مع الأجهزة الكهربائية المنزلية العادية. وكما أشار محلل "واشنطن بوست"، ديفيد ايغناشيوس، فإن اسرائيل حولت للمرة الأولى أجهزة عادية للعدو إلى أجهزة هجومية ضده.
المعاني يمكن أن تكون كبيرة – استغلال أجهزة منزلية مرتبطة بالإنترنت في هجمات قاتلة في المستقبل. والمعرفة لتنفيذ هذه الهجمات ليس بالضرورة ستبقى في يد دول ديمقراطية غربية.
التقارير عن الاشتباهات التي ثارت في حزب الله ربما يمكنها شرح حرف انتباه المستوى السياسي، الذي انتقل قبل يومين خلال دقائق من الانشغال الكثيف بعاصفة الاستبدال التي لم يتم تطبيقها بعد في وزارة الدفاع بين يوآف غالنت وجدعون ساعر إلى سلسلة نقاشات محمومة حول الوضع في الشمال.
إذا كان أوشك على الانكشاف ذخر استخباري وعملياتي الذي تم تطويره، حسب المنشورات، خلال سنوات استعدادا لإمكانية اندلاع حرب مع حزب الله، فإنه يمكن معرفة لماذا كان من الملح لمتخذي القرارات إعطاء المصادقة على تشغيلها، قبل فقدان الأهمية الاستراتيجية الكامنة فيها (على فرض أن الحديث يدور وبحق عن هجوم لإسرائيل).
العملية التي نسبت لإسرائيل تثير ردود انفعالية من قبل خبراء في الجيش والمخابرات في أرجاء العالم.
هذا أمر مفهوم. فهنا يتم تجسيد القدرة على اختراق بسرية لهدف سري للعدو، وتركيز الإصابة على نشطاء عمليين مع مس ضئيل جدا بالمدنيين (رغم آلاف المصابين)، والعمل بشكل متزامن ضد أهداف كثيرة وكشف العلاقة العملية السرية بين السفير الإيراني في بيروت الذي أصيب بسبب انفجار أحد الأجهزة وبين شبكات (المقاومة) المتشعبة لحزب الله. حتى الآن، في ظل غياب بيان فيه تحمل مسؤولية رسمية عن العملية في لبنان (باستثناء التغريدة غير المسؤولة من قبل حاشية رئيس الحكومة)، والصعوبة في إدارة حوار كامل في هذا الشأن، فإنه تثور هنا أسئلة أخرى.
الضربة المؤلمة جدا والمعقدة يجب أن تكون بمثابة ورقة يجب الحفاظ عليها كضربة الافتتاح لعملية عسكرية واسعة.
الآن هناك من يقومون بمقارنة هذه العملية، رغم الفرق الواسع من حيث حجمها، مع عملية "موكيد" لسلاح الجو، التي تم تدمير فيها على الأرض مئات الطائرات المصرية والسورية في بداية حرب الأيام الستة.
في الحادثة الحالية، فإن ما كان بعد الهجوم على اجهزة البيجر كان على شكل تفجير هذه الأجهزة. حتى أول من أمس، لم يتم النشر عن هجمات جوية كثيفة أو دخول بري لإسرائيل إلى لبنان.
نظريا على الأقل هناك خطر في أن يكون حزب الله هو الذي سيبدأ العملية القادمة في القريب، ويؤدي إلى حرب شاملة ردا على الإهانة التي تعرض لها في بيروت.
فقط في جلسة الكابنت مساء يوم الإثنين الماضي، تم تغيير أهداف الحرب، حيث أضيف إليها إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم (رغم أن نتنياهو يطرح هذا الأمر في خطاباته كهدف منذ بضعة أسابيع).
يبدو أنه ستمر بضعة أيام إلى أن نفهم إذا كان لدينا هنا عملية استراتيجية يعدها المستوى السياسي، استمرارا للضربة التي تلقاها حزب الله.
هل التوجه هو نحو الحرب أو أن إسرائيل ببساطة تقوم بإحصاء النقاط الإيجابية التي راكمتها، وكأنه سيكفي تحقيق عدد كاف من النقاط من أجل هزيمة حزب الله؟.
على فرض أن هذا كان هجوما إسرائيليا، فإن هناك تفسيرات محتملة لنوايا نتنياهو، الذي يبدو أنه يقود الآن إلى بلورة السياسة في الشمال. الأول هو أن رئيس الحكومة يأمل بأن الضغط المتزايد وجنون العظمة المتزايد خوفا من المزيد من الهجمات إلى دفع حزب الله في النهاية إلى نقطة الانهيار.
رئيس حزب الله، حسن نصر الله، سيدرك بأن الثمن الذي يدفعه مقابل إسهامه في صراع حماس في غزة، إطلاق الصواريخ والقذائف والمسيرات بشكل مستمر منذ بداية الحرب، باهظ الثمن ولا يمكن تحمله، وسيعمل على التوصل إلى ترتيب لوقف إطلاق النار في الشمال وتنسحب بحسبه قوة "الرضوان"، إلى ما وراء نهر الليطاني بطريقة تسمح بعودة بعض السكان الإسرائيليين إلى المستوطنات على الحدود.
التفسير الثاني هو أنه ربما أن إسرائيل تحاول جر حزب الله إلى حرب. عندما سينجر حسن نصر الله إلى الرد، فإن اسرائيل ستستغل الشرعية الدولية التي ستحصل عليها بعد المس بمواطنيها، وسيكون لديها ذريعة لشن حرب شاملة في لبنان.
في الوقت الذي فيه حزب الله وإيران يفضلان استمرار المناوشات الحالية من دون دفع الثمن الذي تشمله المواجهة العسكرية من دون قيود. هذا ما يخشون منه في لبنان. مصادر مقربة من حزب الله قالت أول من أمس: "إن الحزب يلاحظ نية إسرائيل، جره إلى الداخل، لكن كل ذلك تقديرات فقط.
رئيس الحكومة منع قبل يومين الوزراء من إجراء المقابلات، وأيضا القيادة الأمنية تحافظ على الصمت.
ويتوقع أن يلقي حسن نصر الله خطاب في بيروت (أمس). في هذه الأثناء نشر أول من أمس الصحفي المقرب من حسن نصر الله، إبراهيم الأمين، محرر صحيفة "الأخبار" اللبنانية مقال متعرج حاول أن يطرح فيه موقف حزب الله. وقد وصف هجوم البيجر بالعملية الأمنية الأكبر من بداية المواجهة. وقال: "نحن في وضع جديد". و"حزب الله سيبحث عن رد مناسب على هذه الضربة". قال الأمين.
ربما أن أقوال حسن نصر الله، ستوضح أكثر عما يدور الحديث. يجب الأخذ في الحسبان أن هجمات أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال تضعضع ليس فقط الشعور بالأمن الشخصي لقيادة المنظمة، بل أيضا الثقة بقدرة رجاله. سلسلة القيادة والسيطرة في الحزب في حالة الطوارئ تضررت بشكل كبير.
وحسن نصر الله بالتأكيد يتساءل إذا تم اختراق منظومات خساسة أخرى للحزب وما الذي سيحدث إذا قرر رجاله استخدام السلاح الذي تم الاحتفاظ به إلى حين الحصول على الأمر. في المقابل، يبدو أن أي هجوم، بالتأكيد حادثة صارخة بيروت، يقرب حزب الله الى شفا الحرب الشاملة. هذه الحرب ليست عملية استخبارية يمكن السيطرة على كل نتائجها، بل هذه قصة مختلفة كليا، والطرفان فيها يمكن أن يدفعا ثمنا لم يتعودا عليه في السابق.
في الوقت الذي فيه تجري كل هذه الأمور، ووسائل الإعلام في إسرائيل وفي العالم مهووسة من قصص جيمس بوند في الضاحية، الجيش الإسرائيلي يواصل القتال في القطاع والجنود يستمرون في الموت. صباح أول من أمس سمح بنشر أنه في وقت قريب بعد هجوم البيجر في بيروت قتل ضابط وجنديان وممرضة من لواء جفعاتي باستهداف في حي تل السلطان في رفح.
حتى الآن من غير الواضح إذا أصيبوا بتفجير بيت أو بواسطة صاروخ مضاد للدروع، وأصيب أيضا خمسة جنود، بينهم ثلاثة في حالة حرجة. في حادث آخر أصيب إصابة بالغة ضابط. جميع المصابين هم من جفعاتي.
هذا تذكير بثمن القتال، في قطاع فيه الجيش الإسرائيلي سبق وأعلن في مرات كثيرة مؤخرا، عن هزيمة اللواء القطري لحماس. وفي الوقت نفسه، تم نسيان المخطوفين، والاحتجاج من أجل إطلاق سراحهم خفت، حيث في الخلفية توجد الصور المدوية من لبنان. نتنياهو عاد إلى منطقة راحته: الصفقة عالقة وضغط الجمهور لوقف الحرب واعادة المخطوفين انخفض بشكل واضح.

MENAFN19092024000072011014ID1108693904


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية