(
MENAFN) إن التكهنات حول احتمال انضمام جيديون سار إلى حكومة بنيامين
نتنياهو تثير تساؤلات كبيرة حول نزاهته السياسية, سواء كانت هذه الشراكة استراتيجية
سياسية مدروسة أو مجرد حيلة إعلامية من تدبير نتنياهو, فإن حقيقة واحدة واضحة: لقد دخل سار في مناقشات جادة بشأن الانضمام إلى حكومة يعتبرها الكثيرون مشكلة, تمثل هذه الخطوة تراجعًا ملحوظًا عن المبادئ التي لطالما تمسك بها.
ولقد أدت التطورات الأخيرة إلى إعادة تسليط الضوء على تصريحات سار السابقة التي انتقد فيها قيادة نتنياهو, على سبيل المثال, أعلن سار في أغسطس 2022 أنه "لن يجلس في حكومة مع نتنياهو لأنها تعرض مستقبل دولة إسرائيل للخطر, " وتبع ذلك انتقادات حادة في سبتمبر, حيث وصف نهج نتنياهو بأنه "متطرف ومثير للجدل ومقسم", وأعلن أنه غير مؤهل للقيادة, وفي ديسمبر 2022, جادل بأن أي حكومة يقودها نتنياهو ستعطي الأولوية للصفقات السياسية على المصلحة العامة, قائلاً: "لن نشارك في هذا, " حتى بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت في مارس 2023, وصف سار هذا الفعل بأنه "جنون", مشيرًا إلى "فقدان كامل للحكمة".
كما تتناقض هذه الإدانات القوية بشكل حاد مع مفاوضاته الحالية للانضمام المحتمل إلى حكومة نتنياهو, خاصة إذا كان ذلك يتضمن إبعاد غالانت, يمكن تفسير هذا التحول على أنه انتهازية واضحة, تكشف عن استعداد للتخلي عن مبادئه المعلنة من أجل المصلحة الشخصية, يبدو أن سار مستعد للتخلي عن قناعاته من أجل الحصول على منصب مرغوب, حتى تحت قيادة شخص سبق له أن اتهمه "بتدمير حركة الليكود" وخلق "عبادة شخصية", كما أشار عضو الحزب زئيف إلكين, علاوة على ذلك, يبدو أن مناورة سار السياسية تأتي في المرتبة الثانية مقارنةً بالأضرار المستمرة التي يتسبب بها نتنياهو للدولة, يبدو أن رئيس الوزراء يركز أكثر على تقويض وزير الدفاع علنًا, حتى في أوقات الصراع, بدلاً من الوفاء بالتزاماته السياسية, من المتوقع أن يدعم سار تدابير مثل منح إعفاءات للحريديم من الخدمة العسكرية, وهو ما قد يساعد في تخفيف التوترات ومنع أزمة ميزانية قد تهدد استقرار الحكومة, بالنسبة لنتنياهو, سيكون هذا الدعم كافيًا لتبرير إقالة غالانت.
بينما تتغير المشهد السياسي, فإن استعداد سار للتعاون مع نتنياهو يثير قضايا حاسمة حول مصداقية القيادة السياسية والتسويات التي يتم القيام بها في سبيل السلطة, يمكن أن تكون عواقب قرارات سار طويلة الأمد على المشهد السياسي الإسرائيلي, مما يثير تساؤلات حول المبادئ التي كان قد دعمها سابقًا.
MENAFN19092024000045015687ID1108690946